استرعى انتباهي، حين كنتُ طالباً في معهد اللاهوت، كلام أحد أساتذتي عن كون الديانات الوثنيّة في تعاملها مع الآخر المختلف دينًا، أكثر تسامحاً من الديانات التوحيديّة الإبراهيميّة. فكان يوجد في كل مدينة من مدن تلك الأيام “بانتيون” يضمّ تماثيل الآلهة كلّها، أو معظمها. وكانت هذه هي الحال في روما وأثينا والإسكندريّة… ومكّة أيضاً. أتت الديانات التوحيديّة وقضت على التنوّع الديني ...