زهير لطيف المدير العام للقناة، قال في المؤتمر الصحافي الذي عقده الأسبوع الماضي إنّ فكرة تأسيس القناة ولدت خلال زيارته إلى سوريا، حيث التقى عدداً كبيراً من الإعلاميين الذين أسسوا مشاريع مماثلة. وأكد أنّ الشاشة الوليدة ستكون موجهة إلى «العائلة التونسية بكل أجيالها، وستدافع عن التنوير والحداثة»، فيما كشفت مديرة البرمجة آمال السماوي أنّ شبكة البرامج تتضمن ٣٣ برنامجاً تتوزّع بين الإخباري والثقافي والسياسي وبعض برامج الأطفال، فضلاً عن وجود ٢٨ مذيعاً.
ومن بين البرامج التي أعلن عنها، «في الواجهة» الذي يبث مرتين في الأسبوع، من إعداد وتقديم حمزة البلومي الآتي من قناة «نسمة»، إضافة إلى «في الصميم» الذي سبق أن قدّمه زهير لطيف على «التونسية» محققاً نسبة مشاهدة عالية، و«بيني وبينك» الذي تقدّمه المحامية دليلة مصدق، والبرنامج الثقافي «قطاف» للشاعر محمد أحمد القابسي. وضمن البرامج الثقافية، سنشاهد «ديوان السينما» للناقد السينمائي خميس الخياطي.
تولد Telvza TV في ظل هيمنة رجال الأعمال ذوي الارتباطات والمصالح السياسية على الإعلام المرئي، وهي الشاشة رقم 11 في تونس، فهل تنجح في معركة الاستقلالية؟ وبما أنّ إنشاء محطة تلفزيونية عملية مكلفة جداً، تبقى «تلفزة. تي.في.» بحاجة إلى الإعلانات التي ترتبط بدورها بمدى نجاح برامجها في استقطاب الجمهور. وفي حال أبدى رجال أعمال استعدادهم لدعمها إعلانياً، سيكون ابتعادهم عن خطها التحريري أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.
أما المدير العام للقناة زهير لطيف، فقد عاش في سوريا ولبنان في التسعينيات، وعمل في تلفزيونات لبنانية خاصة، قبل أن يستقر في لندن ويؤسس شركة إنتاج أنجزت برامج مثيرة لحساب قنوات عربية عدة منها «الجزيرة». يبدأ الإعلامي التونسي مغامرة جديدة، لكن هل تنجح التجربة في بلاد تتخبط في التجاذبات الحزبية، وأصبحت واحدة من أكثر الدول العالم فساداً؟
المال والسياسة
رجال الأعمال التونسيون المنخرطون في السياسة والإعلام كثيرون. محمد العياشي العجرودي مثلاً، اقتنى قناة «الجنوبية» وأسس حزب «حركة التونسي للحرية والكرامة»، كما اشترى سليم الرياحي «التونسية». والأخير تحوطه شكوك حول ارتباطه بعائلة معمر القذافي، كما أنّه رئيس حزب «الاتحاد الوطني الحرّ». أما العربي نصرة صاحب قناة «حنبعل»، فقد أسس حزب «حركة الجمهورية» وباع ٩٠% من أسهم القناة ليتفرغ للانتخابات الرئاسية. من جهتها، تمر قناة «نسمة» بصعوبات مالية دفعت مديرها نبيل القروي إلى الاستنجاد بعدد من رجال المال لإنقاذها، ما أدى إلى استقالات جماعية لأشهر صحافيّيها.
نور الدين بالطيب / الأخبار