السبّ والقذف أمام المحاكم الإنكليزية. وكانت المحطة الإخبارية الأكثر إثارةً للجدل، قد اختارت لندن لرفع الدعوى على اعتبار أنّ «الأهرام» تملك مكتباً هناك يمكن الحجز عليه في حال صدور الحكم لمصلحة القناة القطرية. وكانت «الأهرام» قد نشرت قبل شهر تقريراً بعنوان «جزيرة التحرش»، تضمّن ـــــ حسب الدعوى ـــــ اتهامات لمسؤولين في المحطة بالوقوف وراء أزمة المذيعات الخمس، اللواتي استقلن من القناة بدعاوى تعرّضهن للتحرش اللفظي من جانب بعض المسؤولين (راجع «الأخبار» عدد 1 حزيران/ يونيو 2010). وهي القضية التي أحدثت ضجةً كبيرةً في الصحف العربية، وخصوصاً تلك التي تختلف سياسياً مع قطر.
غير أنّ عاطف حزين، المشرف على ملحق «على الهوا»، الذي نشر التقرير على صفحته الأولى، نفى لـ«الأخبار» أن تكون «الأهرام» قد تعمّدت الإساءة إلى الفضائية القطرية، مؤكّداًَ أنّ كل الصحف تناولت القضية، فلمَ الغضب من «الأهرام» تحديداً، رغم أنّ العلاقات المصرية القطرية تشهد تقارباً في الأونة الأخيرة. وأكّد أنّ «الأهرام» اتخذت العديد من الإجراءات لتبيان حسن نيتها، مشيراً إلى أنّ محررة التقرير حاولت الحصول على ردّ أيمن جاب الله، الذي تردّد اسمه في تصريحات المذيعات الخمس، باعتباره أحد
المسؤولين عن الأزمة، لكنّه رفض التعليق. وأضاف حزين إنّ الجريدة حاولت تقديم رؤيا متوازنة، لكنّ مصادر «الجزيرة» هي التي امتنعت عن الإدلاء بأيّ تصريح. واعترف بوقوع خطأ في صياغة بعض المعلومات، التي كان يُفضّل نشرها اعتماداً على دليل رسمي أو مصدر معلن. لكنّ الملحق نفسه نشر لاحقاً نتائج استطلاع يُظهر أنّ «الجزيرة» أفضل قناة عربية، وسينشر غداً الأربعاء تقريراً آخر عن التغطية المميّزة للمونديال من جانب المحطة. وقلّل حزين من أهميّة لجوء «الجزيرة» إلى المحاكم الإنكليزية، لأنّ ملحق «الأهرام»، الذي ضمّ التحقيق موضع الجدل، لم يُطبع في لندن، لأنّه يوزَّع محلياً فقط. كما أنّ الموضوع غير متاح على موقع الجريدة الإلكتروني، وبالتالي لم تحدث الواقعة محل الخلاف داخل الأراضي البريطانية من الأساس.
وكانت القضية قد اتجهت إلى التهدئة خلال الأيام العشرة الأخيرة، لكن تردّد بقوة أنّ نشر صحيفة «أخبار اليوم» الحكوميّة مقالاً ضد الشيخة موزة، أدى إلى إشعال الخلاف من جديد بين «الجزيرة» و»الأهرام». وكانت هذه الأخيرة قد تعرّضت لهجوم من نوع آخر قبل يومين على موقع «فايسبوك»، بسبب نشر مقال لتامر حسني في ملحق جديد. وهو ما عدّه متابعو الجريدة خروجاً عن رصانتها المعروفة، إلى درجة أنّ أحدهم كتب أنّه ظنّ أنّ محبّي «نجم الجيل» اخترقوا موقع «الأهرام» الإلكتروني ونشروا المقال.
محمد عبد الرحمن