هو من عمر الحرب، ولد في 1975 وتنقل في بلدان كثيرة ليحقق نجاحات كبيرة أبرزها انه طور خدمة تسمح بربط الكومبيوتر المحمول بأي كومبيوتر آخر في العالم، بما يتيح له الوصول من بعد (Remote Access) الى شاشة كومبيوتر مكتبه واستخدام البيانات المتوافرة عليه بمرونة كبيرة.
غادر طلال شقير لبنان صغيراً ليعيش مع ذويه في فرنسا، لكنه حمل معه العزم والشغف والمثابرة. درس الهندسة وتخصص في المعلوماتية والادارة المصرفية. بعد تخرجه سافر الى لندن وعمل في "البنك الاستثماري" (investment bank) حيث اكتسب خبرة وطوّر قدراته، كما أصبح ضليعاً في عالم الكومبيوتر والبرامج التي اختبرها في مجال عمله.
تقدم طلال ليصبح "مسؤولاً عن المشاريع" في المصرف (project manager) وسافر في عمله الى بلدان عدة وكان يستعمل البرامج الالكترونية المحدودة والمعقدة التي كانت تصعّب عليه العمل. ولأن الحاجة أم الاختراع فكّر طلال شقير وشريكه الفرنسي غيوم باران في ابتكار برنامج جديد يسهّل العمل عليهما وعلى العاملين في المصرف فابتكروا الـ"Wall Cooler".
هو نوع من الخدمة التي تؤمّن اوتوماتيكياً العبور الى شبكة مواصلات الكترونية من بعد (Remote Network Access)، بين كومبيوترات مختلفة في أي مكان أو زمان، على أن يستعمل المشترك حساب الـ"Wall Cooler" نفسه، بمعنى آخر ان الخدمة تتيح للمشترك الدخول الى كومبيوتره في أي مكان في العالم والوصول الى كل الملفات الموجودة داخله، اضافة الى امكان طباعة ملف من أي مكان في أي بلد في العالم.
يمكن لهذه الخدمة أن تكون أوسع فتسمح لمشتركين آخرين بدخول الشبكة فتوفر العمل بملفات مشتركة، والاتصال بشاشة الكومبيوتر من بعد، أي انه يمكن لاي شخص أن يرى شاشة كومبيوتره الخاص عبر آخر من دون الحاجة لوجوده أمامه.
الـ "Wall Cooler" برنامج آمن يتطلّب استعماله انشاء حساب خاص (user account) يعتمد على رقم سري لا يستطيع دخوله سوى صاحب الحساب، وفيه مبادئ اساسية لحماية المعلومات.
البرنامج اختراع فريد من نوعه يقدم تسهيلات لا تقدمها برامج اخرى، كما ان استعماله سهل وعملي وغير معقّد وهو يسمح ايضاً للمشتركين بالدخول الى المواقع الالكترونية من دون الاضطرار الى التعديل في الصفحات.
تطوّر الـ"Wall Cooler" شيئاً فشيئا، فبعدما تأكد شقير وشريكه الفرنسي من اصرارهما على تحقيق المشروع، تركا عملهما في المصرف ليخصصا وقتهما الكامل لتطوير هذا الابتكار، فخصصا ميزانية من مئة ألف دولار اميركي لمدة سنتين شكلت رأس المال الاولي للمباشرة في العمل.
ارتكز البرنامج على ان تسوّق عمله الاساسي الشركات الصغيرة التي تضم 50 موظفاً والتي لا تستطيع أن تستعمل برامج غالية الثمن كتلك التي يمكن الشركات الكبيرة الحصول عليها.
يوفر الـ"Wall Cooler" ثلاثة احتمالات للمشتركين، واحد للمؤسسات وآخر للمتخصصين تتوافر فيه كل التسهيلات بما فيها القدرة على تأمين خرائط للقيادة والطباعة من بعد والدخول الى شبكات مشتركة، اضافة الى الصيغة العادية – المجانية المتوافرة للجميع، لكن الاخيرة لا تؤمن كل تسهيلات البرنامج وانما الاساسية منها مثل الاتصال من بعد عبر الشاشة، والوصول الى الملفات. وتتطلب الصيغتان الاساسيتان الاشتراك المادي، وهو شهري او سنوي ويقدّم الـ"Wall Cooler" حسومات كلما زادت فترة الاشتراك.
كان العمل الذي يقوم به شقير في البداية متواضعاً، واقتصر نطاقه على المملكة المتحدة، بدأ بعدها يتوسع عالمياً ليصل الى فرنسا وكولومبيا واميركا واميركا اللاتينية واوروبا حتى اليابان.
وللترويج للبرنامج تم انشاء موقع الكتروني على الانترنت www.vedivi.com جمع في اقل من خمسة اشهر 13000 مشترك من جميع انحاء العالم ومستعملين من 155 بلداً، 30% منهم من الولايات المتحدة و20% من كندا واكثر من 22000 مرجع للبحث على موقع "غوغل".
بدأ التأسيس للعمل عالمياً، وهذا ما ساعد على انتشار الـWall Cooler، اضافة الى التحكم بالكلفة قبل التحكم بالمردود. وتبرهن تعليقات مستعملي هذا البرنامج على موقعه الالكتروني عن مدى افادتهم منه وانتشاره ونجاحه الكبيرين.
الهدف
"هدفنا في البداية ان نصبح قادة عالميين في مجال التواصل من بعد، كما نهدف في السنتين المقبلتين الى ان نكون في الطليعة". من اجل ذلك ارتأى الشريكان منذ البداية الاهتمام بالمشكلات التي قد تواجههما، كما حصل مع منافسين آخرين، فاذا كان التعلم من الاخطاء الذاتية ينم عن الذكاء، فالتعلم من اخطاء الآخرين ينم عن الحكمة، لذلك وضعا اساساً لبرنامجهما في كل انحاء العالم مما يجعل من الـWall Cooler برنامجاً سريعاً متواصلاً ومنفصلاً في الوقت نفسه. ففي حال حصول عطل في بلد معين لا تتأثر به البلدان الاخرى على عكس برامج اخرى.
الـWall Cooler ليس ابتكاراً فحسب، بل هو ايضاً رسالة اراد عبرها شقير ان يتحدى التردد والخوف ليناصر الشجاعة والمبادرة من اجل تحقيق طموحه، وليكون مثالاً لكل انسان يملك حلماً يبغي تحقيقه.
رنا خوند- جريدة النهار 24.09.2008