شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | العبسي ترأس صلاة الغروب في دير مار يوحنا الصابغ الخنشارة بحضور الرياشي ممثلا عون: إلى أرواح شهداء الجيش نرفع صلاتنا
العبسي ترأس صلاة الغروب في دير مار يوحنا الصابغ الخنشارة بحضور الرياشي ممثلا عون: إلى أرواح شهداء الجيش نرفع صلاتنا
بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك: يوسف العبسي بطريركا جديدا والتهاني الجمعة والسبت

العبسي ترأس صلاة الغروب في دير مار يوحنا الصابغ الخنشارة بحضور الرياشي ممثلا عون: إلى أرواح شهداء الجيش نرفع صلاتنا

ترأس بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك يوسف الاول العبسي، محاطا بالمطارنة والكهنة والرهبان، صلاة الغروب في دير مار يوحنا الصابغ في الخنشارة – المتن، لمناسبة تذكار قطع هامة القديس النبي يوحنا المعمدان، بحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الاعلام ملحم الرياشي، سفير سلطنة عمان البير سماحة، النائبين نديم الجميل ومروان فارس، النائب السابق انطوان حداد، المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، الرئيس العام للرهبانية الباسيلية الشويرية الأرشمندريت ايلي معلوف، رئيس الديوان البطريركي الاب رامي واكيم، قائمقام المتن مارلين حداد، رئيس دير مار يوحنا الاب شربل حجار، الرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات، اعضاء المجلس الاعلى للطائفة، رؤساء بلديات ومخاتير متنية وفاعليات وحشد من المؤمنين.

العبسي
وألقى البطريرك العبسي عظة قال فيها: “أيها الأحباء، أشكر لكم الدعوة الى المشاركة في هذه الصلاة الجميلة في تذكار النبي والسابق المجيد يوحنا المعمدان شفيع هذا الدير المقدس العامر. أشكر لكم الاستقبال الكنسي المعطر بالمحبة والفرح الذي أكرمتموني به أنا وإخوتي الأساقفة وأولادي الكهنة. هذا الاستقبال أرى فيه احتفاء لا بأشخاص، بل بالكنيسة الملكية التي تفتحت براعمها من جذور هذه الرهبانية الحناوية التي كونت على مر السنين منارة للملكيين بالحياة الرهبانية، بالقداسة والعلم والفن والصناعة”.

أضاف: “في هذا الاطار، وانطلاقا من هذا الواقع، لا يستغرب المرء أن يكون انتماء هذه الرهبانية الى يوحنا المعمدان. انتماؤها الى هذا النبي السابق ما كان عن عبث ولا من قبيل الصدفة، بل كان اختيارا لنهج كنسي في السعي الى القداسة وخدمة الكنيسة. هذا النهج الذي اختاره الرهبان الحناويون اختاره يوحنا المعمدان وعرفه بنفسه حين قال: “إني لست المسيح، بل أنا مرسل أمامه، من له العروس فهو العريس. وأما صديق العريس القائم بقربه ويسمعه، فإنه يهتز فرحا لصوت العريس، فذلك هو فرحي وقد اكتمل، فله ينبغي أن ينمو ولي أنا أن أنقص (يوحنا 3:28-30)، تعريف يدل على أن يوحنا المعمدان عرف حدوده في التدبير الالهي: عرف أولا دوره، شخصيته: “أنا لست المسيح”، أنا لست العريس. أنا صديق العريس (لا أدعوكم بعد عبيدا، بل أصدقاء). وعرف ثانيا كيف يؤدي هذه الشخصية، كيف يلعب هذا الدور:أن يقوم بقرب يسوع ويسمعه ويهتز فرحا لصوته”.

وسأل: “ماذا تعني هذه الكلمات التي نطق بها يوحنا؟”، وقال: “بالنسبة اليه تعني ببساطة ووضوح لا لبس فيهما أن يسوع هو المعلم، هو السيد. أما دوره هو، شخصيته هو، كنبي سابق، فهو دور، هو شخصية الدليل أو العريف، أن يدل الناس على يسوع وأن يعرفهم به: “هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم” (يوحنا 1:29)، “هذا هو الذي قلت عنه إن الذي يأتي بعدي قد تقدم علي لأنه أقدم مني (يوحنا 1:15). ودور يوحنا ليس فقط أن يدل ويعرف، بل أن يدل ويعرف بقوة، أي أن يدعم ويقوي يسوع ولو على حسابه الخاص: “له أن ينمو ولي أن أنقص”. كان في مستطاع يوحنا من الناحية البشرية أن ينافس يسوع، إذ كان له هو أيضا تلاميذ وأتباع، وكان الناس يعدونه نبيا (متى 21:26)، و”كانت كل اليهودية وجميع سكان اورشليم يخرجون اليه ويعتمدون على يده في نهر الاردن” (مرقس 1:5). وغم ذلك، لم يكن يوحنا يتجاوز حدوده بل كان، بتواضع عظيم منقطع النظير، يعد نفسه غير أهل لأن يحمل حذاء يسوع أو يحل سيره. لماذا؟ لأنه صديق العريس، لأنه، بتعبير آخر، شاهد على الحق. وقد قادته صداقته وشهادته ليسوع الى حد الاستشهاد بقطع الرأس على يد الملك المستبد الفاجر هيرودس لأنه كان يبكته على زواجه غير الشرعي من إمرأة أخيه”.

أضاف: ” في هذا النهج، نرى في هذه الأيام عددا من أبطال الجيش اللبناني الباسل يستشهدون في دفاعهم عن الحق بوجه ارهابيين يريدون أن يغتصبوا أرضنا ويعكرون علينا عيشنا. الى أرواح هؤلاء الشهداء، نرفع صلاتنا في ذكرى من استشهد قبلهم دفاعا عن الحق المستباح، طالبين لذويهم وللجيش اللبناني وللشعب اللبناني التعزية الالهية”.

وتابع: “أما بالنسبة الينا نحن تلاميذ يوحنا المعمدان، فماذا تعني كلماته تلك التي نطق بها؟ إنها بكل بساطة ووضوح أيضا تعني ما كانت تعني له. يسوع هو هو أمس واليوم وغدا، إنه العريس، وما نحن إلا أصدقاء العريس، كم ننسى هذه الحقيقة المطلقة في حياتنا، يسوع وحده هو عريس الكنيسة الذي يستحق الاكرام والتمجيد، الذي يستحق أن نحتفل به. يسوع وحده هو “المعلم الصالح”، كما دعاه الشاب في الانجيل، يسوع وحده هو “الكنز الذي في السماء”، يسوع وحده هو تلك الواحدة التي تنقص كل إنسان والتي يجب أن نبيع ونتخلى عن كل شيء من أجل أن نتبعها وأن نقتنيها. ومطرحنا نحن أصدقاءه محدد ومعروف وواضح: مطرحنا الى جنبه، ليس خلفه لكي لا نكون كالتابعين الذين لا إرادة لهم ولا تفكير ولا حكم ولا مبادرة، وليس قدامه لكي لا نكون كالحاجز يحجب الرؤية ويمنع التواصل بين يسوع والناس، بل الى جنبه”.

وأردف: “مطرحنا نحن الى جنب يسوع، أولا لكي ندل عليه، أي لكي يكون هو في المكان الذي يليق به، في الوسط، على العرش، في مكان يرى منه الجميع ويراه منه الجميع. وهذا هو ما تصوره الايقونوغرافيا اليونانية الطقسية، إذ تجعل يوحنا الى جنب يسوع يشير اليه بانحناءة خاشعة. مطرحنا نحن الى جنب يسوع لكي نستطيع كذلك أن نعضده، أن ندعمه، لأن كتفنا عندئذ تكون الى كتفه لا يفصلهما شيء، يقوى بنا ونقوى به”.

وقال: “إن الدور الذي لعبه يوحنا المعمدان الى جنب يسوع، دور الصديق، دور الدليل والعريف، لم يولد عنده الحسد أو الزعل أو الغيرة أو الغضب أو ما شابه، لا، بل ولد الفرح، وأي فرح. يقول يوحنا عن نفسه: “إنه اهتز فرحا لصوت العريس”، كما حصل له عندما زارت مريم العذراء والدته اليصابات فارتكض حينها بابتهاج أيضا، وهو بعد جنين في بطن أمه. وهذا هو بيت المقصد. قرب يسوع، عشرة يسوع، صداقة يسوع تولد الفرح، والفرح الكامل: “ذلك هو فرحي وقد اكتمل”. فليس إذن بعد من حاجة الى شيء آخر، يسوع وحسبنا، من عنده يسوع كل شيء عنده. وكم نحن اليوم، بعد ألفي سنة، في حاجة الى أن نقوي وننشر هذه الروحانية، روحانية يوحنا المعمدان. في الواقع، ما كانت شهادة يوحنا المعمدان ليسوع”.

أضاف: “أحبائي، نحن تلاميذ، نحن رهبان يوحنا المعمدان، واقفون الآن الى جنب يسوع في هذه الصلاة نسمع كلامه الالهي العذب، فلنفرح ولنرنم ولنتهلل، لنكن أصدقاء ليسوع، من أخصاء يسوع ومساري يسوع كما يحلو للكنيسة أن تسمي أصدقاء يسوع. صداقة يسوع هي أجمل ما يمكن أن نحققه ونحصل عليه في حياتنا، صداقة يسوع تساعدنا على عيش كهنوتنا بملئه وعلى التغلب على ما قد يعترضنا من صعوبات وتجارب في الحياة، صداقة يسوع تقودنا الى بلوغ اكتمالنا الانساني والمسيحي معا، صداقة يسوع تعطي معنى وطعما لحياتنا، ولنتذكر كل يوم أن لنا صديقا كبيرا اسمه يسوع”.

وختم: “قدس الأب العام الجزيل الاحترام، أولادي الأحباء أبناء هذه الرهبانية المباركة، أشكركم، بإسم إخوتي السادة الأساقفة وبإسمي، من جديد على الاستقبال وعلى الصلاة. نشكر فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون على حضوره ممثلا بمعالي الوزير ملحم الرياشي، متمنين له الصحة، وأن يبارك الله تعالى عمله في خدمة لبنان. نشكر معالي الوزير ملحم الرياشي وجميع الرسميين دينيين ومدنيين وعسكريين. ومع الشكر أقدم لكم التهنئة الصادقة والحارة بعيد شفيعكم النبي المجيد يوحنا المعمدان. وأسأل يسوع العريس الالهي أن يزيد فيها أصدقاءه الرهبان ليقفوا الى جنبه وأن يقدسهم ويزرع الفرح في قلوبهم. ومن هذا الدير وفي هذه الذكرى، أطلق معكم الدعوة الى إحياء روحانية القديس النبي السابق المجيد يوحنا المعمدان، التي تتميز بها رهبانيتكم لنخدم بها كنيستنا ونكون آمنين لشهادتنا ورسالتنا”.

معلوف
وكان الأب العام الأرشمندريت ايلي معلوف قد ألقى كلمة قال فيها: “أيها الأحبة، تبارك الرب الهنا، يختار لنا قادة كبارا، وتعظم اسمه يبعث فيهم من روحه نورا، فيجعل منهم رسل خير ورعاة بركة، واصحاب فكر وحكمة، وناشري وحدة وسعاة سلام، يقودون الناس الى السبل القويمة، ويؤدون رسالة اختارهم الله لهم، وجعلهم اداة هداية للعالمين. اقولها كلمة حق أمام السماء والارض: انك يا صاحب الغبطة يوسف الاول، يا ايها البطريرك المشرقي الأنطاكي الملكي الجديد، لواحد من هؤلاء الكبار، المنعم عليهم، والمنعم علينا بهم. فجمل اليوم، يوم هذا الدير المبارك؟ وبورك هذا الوقت الميمون بقدومكم الينا يا صاحب الغبطة، فعيد هذا الدير صفحة تفتح اليوم من كتاب أمجاد خطه المؤسسون والأجداد والآباء، حروفا من دماء ذكية، لشهيد الحق، كأني بها دماء النبي الكريم والسابق المجيد يوحنا المعمدان. تحدرت من هامته في مثل هذا اليوم تحت سيف هيرودوس، تحدرت الى ابناء هذه الرهبانية الباسيلية الشويرية، الذين انضموا الى هذه الربوع، تحت راية الصابغ. تحدرت اليهم، تسقي اتعابهم، وتندي عرقهم وتخصب أعمالهم، وتزكي فيهم نيران الغيرة الرسولية الحقة، والجرأة الثائرة على كل خطأ وضلال، شهادة للحق، حتى الدم والتضحية بالحياة، وذلك من أجل انطلاقة كنيستنا الملكية الكاثوليكية مع اخوان لهم، في هذه البلاد المشرقية.

تحدرت اليهم، تراثا تليدا – مجيدا، كان ولا يزال، غنى ومفخرة للأم الرهبانية الشويرية المقداة، التي من يوم وجدت ولد في الكنيسة محطة نبوءة، وما برحت تنجب للكنيسة والمجتمع، الرسول تلو الرسول، والسابق تلو السابق، سلسلة من الرجال القديسين، والاعلام الابطال، والمبشرين والشهداء”.

أضاف: “أجل، جمل هذا اليوم، عيد ديرنا المبارك، وبوركت الساعة، ساعة قدومكم الى ديرنا الأم دير مار يوحنا الصابغ، فزيارتكم هذه، يا صاحب الغبطة، صفحة ذهبية مجيدة جديدة، تسجل في تاريخ هذا الدير الزاخر بالصفحات المجيدة والمشرفة، وبزيارتكم اليوم، تغمرنا طلائع العزم في مسيرتنا الى دروب القداسة، وفي عهدكم نصلي أن تضحي الاحلام في قبضتنا، فيتلاشى كل سراب. وفي معجم حكمتكم نقرأ سطور الحضارة، فبتنا نتوق الى الاستثناء. اذهب كما تشاء، فأنت رائع حتى البلاغ”.

وتابع: “يا صاحب الغبطة، قل اي عبارة حب، حتى تبدأ اعيادنا فننعتق من دائرة الانتظارات، ونشهد على تحقيق الانجازات، فأنت تقودنا بالرمز، وهو الخيار الحقيقي الثابت، هو الألف والياء، البداية والنهاية، هو الكلمة منذ الازل، والطريق والحق والحياة، انه المعلم السيد المسيح. أقسم انني مع اخوتي الرهبان، لا ندري حدود محبتنا وفرحتنا اليوم، وأني لا ارحب بكم وبصحبكم الكرام، بل احييكم، فأنتم في بيتكم ودياركم، وبين ابنائكم الطالبين بركتكم وادعيتكم المبرورة، وصلواتكم الحارة.
تحية شكر وحب واباء لمن عرف الشرف والتضحية والوفاء لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على لفتته الكريمة بتمثيله بيننا بشخص ابن هذه الرهبانية المحبوب وابن بلدة الخنشارة العزيزة معالي الوزير ملحم الرياشي، متمنين ومصلين لفخامته بطول العمر ودوام العافية، وليمكنه الله القدير في حمل ثقل مسؤوليته الكبيرة وينجح أعماله. وألف تحية حب وفخر واعتزاز لجيشنا اللبناني الباسل، وكل القوى الأمنية، ألا حرسهم الباري وحماهم. وانحناءة شكر وعز للشهداء الابرار، فبدامئهم الزكية يبقى الوطن”.

وأردف: “أسأل الباري تعالى، تبارك اسمه وتمجد، بشفاعة سابقه المجيد يوحنا المعمدان شفيع هذا الدير، ان يحفظكم فخرا وعزا لكنيستنا، وأن يأخذ بيدكم المباركة، الى كل ما فيه اضطراد الاصلاح في بعض التشققات، والنمو والقداسة، للكنيسة الجامعة ولجميع ابنائكم الفخورين بكم. حفظ الله غبطتكم على الدوام، وهو على كل شيء قدير، وسامع صوت من يستجير، ولا سيما دعاء المتواضعين الصابرين. والآن يا صاحب الغبطة، أرجو ان ترفعوا يمينكم الطاهرة، وتباركوني وتباركوا ابناء هذه الرهبانية، وهذا الشمل المحيط بكم وبصحبكم الكريم، احاطة الفروع بأرز لبنان. والى سنين كثيرة، وعلى الرحب والسعة، يا صاحب الغبطة”.

وقدم الأرشمندريت معلوف إلى البطريرك العبسي أيقونة القديس النبي يوحنا المعمدان عربون شكر وتقدير لزيارته الاولى لدير مار يوحنا.

وبعد الصلاة، تقبل البطريرك العبسي والرئيس العام ومجلس المدبرين والرهبان التهاني بالعيد في صالون الدير.

وطنية

عن ucip_Admin