شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | مبادرة وطنية لوزارة الثقافة و”ضمان الودائع” لتأهيل مبنى البيكاديلي
مبادرة وطنية لوزارة الثقافة و”ضمان الودائع” لتأهيل مبنى البيكاديلي
مؤتمر في «الكسليك» يجمع مبدعين وأكاديميين ونقاداً: المسرح اللبناني يبحث عن «مؤلف»

مبادرة وطنية لوزارة الثقافة و”ضمان الودائع” لتأهيل مبنى البيكاديلي

لا تقتصر المبادرة الوطنية، التي يطلقها وزير الثقافة غطاس خوري بالتعاون مع المؤسسة الوطنية لضمان الودائع، على “عودة الحياة” لمسرح قصر البيكاديلي فقط، بل تتعداها إلى مشروع متكامل لمبنى المسرح بكامله.

لفت وزير الثقافة غطاس خوري في حديث لـ”النهار” إلى أن الوزارة قد توقّع قريباً بروتوكول تعاون مع المؤسسة الوطنية لضمان الودائع. وأكد أن موازنة المشروع تراوح بين 5 و 6 ملايين دولار أميركي، يلتزم الطرفان تأمينها مناصفة”. وعن البرنامج الذي وضعته الوزارة لجمع مبلغ 3 ملايين دولار، قال: “ما زلت أفكر في تنظيم نشاطات تساهم في توفير هذا الدعم، وقد نلجأ إلى إقامة نشاط لهذه الغاية داخل قاعة المسرح الحالية”. وعندما سألناه عما إذا كان ارتياد المسرح ومحيطه ملائم لذوي الحاجات الخاصة، قال: “سنعمل على تأمين التسهيلات المطلوبة لهم ليتمكنوا من حضور الحفلات”.
لا يربط خوري “إعادة الإعتبار” للمسرح بالـ”نوستالجيا” فقط، بل يصبو من خلال هذا المشروع للنهوض بالثقافة ونشرها في لبنان”. وأعلن أن “مداخل المبنى ستخضع للترميم، وطوابقه السفلى ستخصص مواقف للسيارات، وقال: “سيتم توسيع كل مداخل المبنى الرئيسية وقاعات الإنتظار، وسننقل أرشيف رئاسة الحكومة إلى المكتبة الوطنية لتوفير مساحة إضافية لإتمام المشروع وفق ما نطمح إليه. وتلحظ الخرائط إستحداث مطعم في الطابق الثاني للمبنى، من المرجح أن تقوم المؤسسة الوطنية لضمان الودائع باستثماره”.
وأعلن “أننا سنحرص مع الشركات الملتزمة على مراعاة التصاميم الهندسية، والمحافظة على كل “ما كان في السابق”، من الزاوية الخاصة لتقديم المشروبات على إختلافها لرواد المسرح، إلى الإبقاء على التصميم ذاته لقاعة المسرح المجهزة بمقاعد مخملية اللون ومصنوعة من مواد ضد الإحتراق، إضافة الى الثريا البلورية الضخمة المتدلية من السقف”. وشدد على أن “الدراسة الأولية للمسرح ترتكز على توسيع مساحة الإستراحات الخاصة بالمسرح وتجهيزها بأحدث التقنيات المطلوبة”. وعما إذا كان تراجع مستوى الفن والثقافة في لبنان ومحيطه لن يساهم في إعداد برنامج ثقافي شامل، قال: “نعمل على تشكيل مجلس إدارة للمسرح من كبار الشخصيات الثقافية لتتسلم مسؤولية إدارته وتنظيم نشاطاته المحلية، العريبة والعالمية، والمحافظة على مستوى ثقافي عال ورفيع كما عهدناه في الماضي”. وعن توفير فرص ارتياد المسرح لطلاب الجامعات أو أصحاب الدخل المحدود من خلال أسعار مخفضة لبطاقات الحفلات، قال: “ندرس إمكان تنظيم ليلة “مفتوحة”للمتعاطين الشأن الثقافي”.

ذكريات لا تموت
إرتبط مسرح البيكاديللي بإسم السيدة فيروز والأخوين عاصي ومنصور الرحباني وعمالقة الفن في بيروت، ومنهم الراحلة سلوى القطريب في مسرحيات لروميو لحود. واستضاف في التسعينات من القرن الماضي الراحل ملحم بركات والسيدة ماجدة الرومي، إضافة إلى المسرحيات الأخيرة لكل من زياد الرحباني ومروان نجار وسواهم.
في حديث أجرته “النهار” مع غدي منصور رحباني، الذي عايش صغيراً إنطلاقة هذه الحقبة وتشبع من شغف مسرحها عند مرافقته والده منصور وعمه عاصي في العروض المسرحية على خشبة البيكاديلي. تذكر رحباني أسماء المسرحيات التي عرضت آنذاك: “هالة والملك” (1967)، “يعيش يعيش” (1970)، “صح النوم” (1971)، “ناس من ورق” (1972)، “لولو (1974)، “ميس الريم” (1975)، “بترا” (1978) وصيف 840 (1988) التي قدمها منصور رحباني بعد رحيل عاصي على خشبة البيكاديلي لمدة 6 أشهر”.
تملّكه الحنين إلى الأيام الجميلة التي عاشها خلال العروض المسرحية “التي افتتحها عاصي ومنصور وصبري شريف في حضور جمهور القاعة، الرجال بلباس “سموكينغ” والنساء بفساتين متألقة للمناسبة”.
حفرت في ذاكرته “العالم الخاص “للكواليس” خلال عروض الرحابنة، وقال: “كان لفيروز غرفة خاصة، بينما يتوزع أعضاء الفرقة على الغرف الخاصة للممثلين، أضاف: “كنا نراقب عاصي ومنصور وصبري الشريف عند دخولهم الكواليس. كنا نرى أيضاً في عروض أخرى جوزف صقر، ملحم بركات، أنطوان كرباج، وأعضاء الفرقة الشعبية اللبنانية، خلال توجههم إلى كواليس المسرح”. وتوقف عند معاصرته وأفراد العائلة، صغاراً وكباراً، “منصور وفيروز وأنطوان كرباج ينتظرون العرض المسائي في المسرح وهم يتناولون العشاء”. وشدد أن “بعض أفراد الفرقة أمثال فيلمون وهبه، وليم حسواني، الأخوين رحباني وجوزف ناصيف، كانوا يستمتعون مع الرحابنة وفيروز في جلسة زجل لا تخلو من الحماس”. ولا أنسى “كيف يمضي برج فازيليان الوقت الفاصل للحفل المسائي وهو يلعب الشطرنج مع أنطوان كرباج”، وقال: “كانا يأكلان ساندويش شاورما لذيذ من مطعم “مروش” وهما يمضيان وقتاً مرحاً في لعبة الشطرنج”.
وتوقف عند “بعض الحوادث الطارئة التي حالت دون إستمرار العروض المسرحية، منها وفاة كل من أنور الخطيب والرئيس جمال عبد الناصر واندلاع شرارة الحرب في الـ75، وقال: “أبلغنا مروان رحباني، مساعد المخرج آنذاك، في إتصال معنا في 13 نيسان 1975 أنه سمع صوت رصاص متكرر وسط جو عام غير مريح. قررنا إلغاء العرض المسائي لمسرحية “ميس الريم”، وطلبنا من أعضاء الفرقة العودة إلى منازلهم”.
إرتبط قصر البيكاديلي بإسم زياد الرحباني الذي لحن لوالدته فيروز أغنية “سألوني الناس عنك يا حبيبي”، والتي دخلت ضمن مسرحية “المحطة”. وبرزت مشاركة زياد في هذا العمل في شباط 1973 بعد الأزمة الصحية التي تعرض لها عاصي الرحباني في الأيام الأخيرة من أيلول 1972. وصفه جورج جرداق حينها في مقالة بعنوان “قبل أن تبدأ المحطة السعيدة” بالنابغة الصغير، وقال: “الذي يستمع إلى ألحان “المحطة” قد يصعب عليه أن يميز ألحان هذا النابغة الصغير، عن ألحان الكبيرين عاصي ومنصور وشقيقهما المبدع الياس الرحباني”.
للمسرح دور بارز في الفضاء الثقافي العالمي، وفقاً لما جاء في مقال نشره الناقد والإعلامي عبيدو باشا في 13/2/2015 بعنوان: “قصر البيكاديلي… تاريخ ينتظر الترميم”، قال فيه:… إحتوت أجندته عشرات الأعمال النموذجية في تاريخ الثقافة اللبنانية والعربية والعالمية، ما حوّله، إلى منتج معماري، نموذجي، لا تسهل عملية استبداله أو بيعه أو شرائه. إنقاد الكوميدي فرانسيز إلى القصر، مثلما انقادت التجارب والفرق والمؤسسات الثقافية الأخرى، باليه البولشوي وداليدا، المغنية الفرنسية المعروفة، ورويال باليه… وعروض للمسرحيات العربية، منها “مدرسة المشاغبين” و”الواد سيد الشغال” و”بودي غارد” لعادل إمام، و”شارع محمد علي” لفريد شوقي وشيريهان، أضاف: “بدأت تجربة مسرح الفودفيل هنا، العرض الأول لفيلم الدكتور جيفاغو، مطلق عمر الشريف، في أروقة واستوديوهات السينما العالمية. وجدت أفلام يوسف شاهين وهنري بركات صورها ومشاهدها على الشاشة العملاقة في القصر..”.
وقع هذا الصرح التاريخي في ” الأسر”عندما احتل الفلسطينيون المسرح عام 1982. تحول المكان، وفقاً لما جاء في الجزء الأول من وثائقي أعدته جريدة “الأوريان لو جور”(24 شباط 2012)، إلى مخبأ لياسر عرفات “أبو عمار” الذي إتخذ الكاراج مقراً خاصاً ينام فيه”. أما محاولة “إغتيال” القصر الفاشلة، فتمثلت بحريق هائل وقع في الصالة في 19 آب عام 2000، وترك الدخان الأسود “بصماته”في كل شبر من القاعة، ضارباً بعرض الحائط روعة التصاميم الداخلية المستوحاة من أحد القصور الفخمة في البرتغال، والتي جسدتها مخيلة المهندس اللبناني كريم صيدناوي.
إمتلكت الـ”بيكاديللي”، الذي افتتحه عام 1965 وزير الداخلية آنذاك بيار الجميل ممثلاً رئيس الجمهورية شارل حلو، مجموعة بنك انترا، ثم استأجرته “شركة عيتاني أخوان” لهاشم وخالد العيتاني. وارتبط المسرح باسم العائلة التي ساهمت كثيراً ولأعوام عدة في جذب الهامات الثقافية المحلية والعالمية إلى المسرح. حاول محمود ماميش، أحد الذين توالوا على إدارة المسرح، أن يحيي في عام 2009 “إعادة الإعتبار” إلى الـبيكاديلي من دون ترجمة فعلية لكلامه لأنه توفي بعد عام ونصف العام تقريباً من محاولته طرح مشروع ترميم المسرح.
صورة فيروز العملاقة في صدر الحائط عند أول الدرج ما زالت تتنظر عودة الحياة إلى المبنى والمسرح والقاعة، من خلال تنفيذ المشروع المشترك بين المؤسسة الوطنية لضمان الودائع “الوصية” على المبنى ووزارة الثقافة. فهل ستخذل الظروف هذا الإنتظار الطويل مرة جديدة؟
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).