يصادف يوم الرابع من أبريل نيسان الذكرى السنوية الخمسون لاغتيال الزعيم الأفرو أمريكي ونوبل السلام مارتن لوثر كينغ الذي قُتل في ممفيس بولاية تينيسي الأمريكية في الرابع من أبريل نيسان من العام 1968 فيما كان ملتزما في حملة للدفاع عن حقوق العمال الأفرو أمريكيين. وبعد أيام قليلة على عملية الاغتيال، أطل البابا الراحل بولس السادس من على شرفة مكتبه الخاص في الفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي، وعبّر عن ألمه إزاء رحيل كينغ، وصافا إياه بالرجل الأعزل والنبي المسيحي للاندماج العرقي، كما قال البابا مونتيني الذي التقى به في الفاتيكان قبل أربع سنوات على اغتياله وبالتحديد في العام 1964. وقد تطرق إلى شخصية مارتن لوثر كينغ البابا الحالي فرنسيس خلال الخطاب الشهير الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الرابع والعشرين من أيلول سبتمبر من العام 2015، وقد استقبل ابنته الصغرى برنيس ألبرتين في الفاتيكان لأقل من شهر خلا، وهي امرأة معروفة بالتزامها في مناهضة اللاعنف وكل شكل من أشكال التمييز.
وللمناسبة أجرينا مقابلة مع مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش الذي أكد أن مارتن لوثر كينغ لعب دورا تاريخيا هاما على صعيد الدفاع عن حقوق الإنسان، وقد بدأت معه مرحلة جديدة، رافقها نمو عام في المجتمع والديمقراطية. وأكد سيادته أن هذا الرجل سيبقى إلى الأبد من بين عظماء القرن العشرين، وقد سارت على خطاه العديد من الشخصيات الهامة. وذكّر الدبلوماسي الفاتيكاني بأن البابا فرنسيس وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد أن حلم مارتن لوثر كينغ ما يزال مصدر إلهام بالنسبة لنا وتوقف سيادته عند إسهام هذا الرجل في نشر مبدأ اللاعنف والذي بات اليوم موضع جدل خصوصا إزاء ما يشهده عالمنا المعاصر من أعمال عنيفة تحيط بنا. كما أن كينغ ساهم في نشر مبدأ الأخوّة الكونية: لأنه أكد أن جميع أفراد العائلة البشرية مصيرهم الأخوة نفسها.
وفي رد على سؤال بشأن تنامي ظاهرتي العنصرية والتمييز في عالمنا المعاصر والخطوات التي ينبغي أن يقوم بها الكرسي الرسولي بالتعاون مع الأمم المتحدة في هذا السياق، اقتداءً بمثل مارتن لوثر كينغ شدد رئيس الأساقفة يوركوفيتش على ضرورة أن يبقى اهتمام الجماعة الدولية مصبوبا على هذه المشاكل، ويجب ألا يقتصر هذا الاهتمام على الناحية البيروقراطية وحسب، وسلط الضوء على أهمية أن يلتزم ذوو الشهرة في الترويج للمبادئ الصالحة، وقال إن القضايا الهامة المتعلقة بالبشرية ينبغي أن تدافع عنها شخصيات معروفة على الصعيد العالمي، وضرب مثالا على ذلك الجهود الحثيثة التي يبذلها البابا برغوليو في هذا المجال. وأكد سيادته في الختام أن فرنسيس مقتنع تمام الاقتناع بأن المستقبل الوحيد الذي يليق بالكائن البشري هو المستقبل الذي يشمل الجميع بدون استثناء، بدءا من الأشخاص الأقل حظا ووصولا إلى أعلى المستويات.
إذاعة الفاتيكان