أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | هل “الأرض” كوكب فعلاً؟
هل “الأرض” كوكب فعلاً؟
هل “الأرض” كوكب فعلاً؟

هل “الأرض” كوكب فعلاً؟

الأرض لا تزال كوكب قزم إذ لم تزيل من مدارها الأجسام الفلكيّة

قد يكون من الغريب سماع ان بعض العلماء يعتبرون، ولأسباب مختلفة، ان الأرض ليست فعلاً كوكب. وبحسب تعريف اعترف به الاتحاد الفلكي الدولي منذ أغسطس 2014، فالأرض لا تزال كوكب قزم إذ لم تزيل من مدارها الأجسام الفلكيّة . وهذا ما حصل تماماً مع “كوكب” بلوتو في العام ٢٠١٥. ويشير هذا التعريف انه ومن أجل اعتبار جسم سماوي كوكب، عليه ان يستوفي الشروط التاليّة:

 

١. يجب أن يكون في مدار حول الشمس.

٢. يجب أن يشكل كتلة كافية لتتمكن جاذبيته من تخطي القوى الجامدة فيتمتع بـتوازن هيدروستاتيكي (شبه مستدير) الشكل.

٣. يجب أن يكون طهّر كلّ ما في مداره.

ويعتبر البعض أن الأمر سيّان ينطبق على الأرض وذلك بسبب كويكب وهو الكويكب ٢٠١٦ HO3 الذي يدور على مقربة من كوكبنا فيُعتبر بمثابة قمر اصطناعي حقيقي. وقد يكون ذلك الدليل ان الأرض تماماً كبلوتو لم تُطهر بعد بالكامل مدارها. وبالتالي، يُصبح كوكبنا بمقام “الكوكب القزم” لكن هل هذه هي الحال فعلاً؟

تشير عالمة الفيزياء، أليكسندرا دي كاسترو، ان ما كان الهدف منه المزيد من الدقة سرعان ما تحوّل الى مبهم.

“منهم من يتساءل أيضاً إن يتوجب علينا ان نطلق على الأجسام السماويّة الأخرى – خارج منظومتنا الشمسيّة اسم كواكب أو ان تحديد الاتحاد الفلكي الدولي للـ”كواكب الخارجيّة”كافٍ. اعتقد انه من الواجب التمييز بين الكواكب والكواكب الخارجة وذلك للمحافظة على مفهوم أي أغراض تبقى تحت سيطرة مجال جاذبيّة الشمس أم لا.” وتضيف: “لكن هذه النظريّة الجديدة تُشير الى أن تعريف الكوكب يجب أن يستوفي الخصائص الجوهريّة للكائنات عوض أخذ تعقيدات ما يُطلق عليه اسم الآليات السماويّة بعين الاعتبار. في الواقع، هم يستخدمون المعيار الجيوفيزيائي على اعتبار ان الكوكب ” كائن نجمي ضخم خضع لاندماج نووي ويتمتع بما يكفي من الجاذبيّة ليأخذ شكلا يُشبه الكرة بغض النظر عن المعالم المداريّة.”

ويعني ذلك بحسب دي كاسترو: “انه ليس عندنا ٨ أو ٩ كواكب بل ما يُقارب المئة. أعتقد انه من الواجب أخذ النظريتَين بعين الاعتبار أي الخصائص الجوهريّة للكائن وتفاعله مع الكائنات الأخرى.” وبالتالي أصبح التصنيف الفلكي للأجسام السماويّة مسألة “متعددة الاختصاصات.”

هل تتعلق هذه المسائل بالتسميّة وحسب؟ وما قد تكون تابعات عدم اعتبار الأرض كوكباً بعد الآن؟

تقول دي كاسترو: “ على الرغم من أن الجماعات العلميّة لطالما شاركت في النقاشات العامة، فالاتفاق العلمي الدولي بحسب قواعد محددة هو أمر جديد نسبياً. يقدم الاتحاد الفلكي الدولي مبادئ توجيهيّة ويقبل الاقتراحات ويناقش وفي النهاية إما يوافق عليها أو يرفضها، عبر مسار ديمقراطي بين الأعضاء. وفي هذا السياق، فإن التسميات هي اتفاقات توافق عليها مجموعة من الخبراء. ما لا يمكن التشكيك به هو ان التصنيف أداة أساسيّة للتقدم العلمي. ولذلك، فمن الضروري أن تحدد التسميّة بأفضل طريقة ممكنة أغراض الدراسة والعلاقة بينها. أما في ما يتعلق بتابعات اعتبار الأرض كوكباً نعم أم لا، فهذه التابعات ليست بالكامل علميّة بل هي متعلقة أيضاً بفهم الجمهور لبيئته. وهذا أمر مهم من الواجب أخذه بعين الاعتبار قبل إخراج الأرض من فلك الكواكب.

أليتيا

عن ucip_Admin