لا تحجب تطورات الإستحقاق الرئاسي كل ما عداها. فلمناسبة زيارة البابا فرنسيس للأراضي المقدّسة ( وضمنا البطريرك الماروني، الذي سيكون في استقباله هناك) دعت خمس جمعيات وهيئات إلى مؤتمر صحافي في قاعة نقابة الصحافة اللبنانية في بيروت، العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم الجمعة، تحت عنوان: “معاً من أجل القدس” .
الجمعيات التي وجهت الدعوة هي : لقاء سيدة الجبل ، الأخوة للعمل الثقافي الإجتماعي، تطوير للدراسات الاستراتيجية، مؤسسة نصير الأسعد، والإرشاد القانوني والإجتماعي. عنها تحدث إلى “النهار” مدير “تطوير للدراسات الإستراتيجية”، الكاتب والصحافي الفلسطيني هشام دبسي، قال إن” المشاركين سيطلقون وثيقة تتناول مواقف من مبادرة الفاتيكان الداعية تكرارا منذ أيام البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى زيارات حج يقوم بها المسيحيون للقدس من كل أنحاء العالم . من يتبع تطور هذه المواقف ير هجوم سلام مسيحياً إلى القدس من أجل الحؤول دون تهويدها وحضاً على حضور وفاعلية مسيحيين في القضية الجوهرية هذه.
ثمة في المقابل دعوات إسلامية مشابهة لكنها لم تصل إلى المدى المطلوب، تدعو المسلمين من العالم العربي وكل العالم للحج إلى القدس. العوائق غالبا معطيات سياسية وأحياناً أيديولوجية أو تحت شعارات مثل “مقاومة التطبيع” . في رأينا كل المعالجات السابقة التي حصلت تحت هذه الشعارات أثبتت فشلها وسلبيتها. هذه شعارات لا تساعد المقدسيين في التصدي لتهويد مدينتهم . وغني عن القول إن غياب المسيحيين والمسلمين يفتح شهية المتطرفين اليهود على إعطائها طابعهم.
مبادرة الفاتيكان المتكررة في أكثر من شكل تستحق الدعم أيضاً لأنها تحدد كيف يُصنع السلام في الشرق الأوسط، صناعة لا تخص المسلمين والفلسطينيين وحدهم بل تعني أيضاً المسيحيين واليهود غير المتصهينين والسوريين واللبنانيين وكل العرب . والوثيقة نص مفتوح لا يكتمل بذاته من اللحظة الأولى، نص مفتوح على تطوير مبادرة أوسع ومتابعة وانخراط المزيد من المكونات فيها، وهي تستند إلى المبادرة العربية للسلام التي أعلنت في ختام قمة بيروت العربية 2002 وإلى مقررات الأمم المتحدة، وتتطلع إلى تلاقي مبادرة الفاتيكان مع مبادرات من الأزهر الشريف ومكة المكرمة ليعلو صوت العقل والإعتدال فوق الأصوليات المتعددة، الدينية والسياسية والعصبية”.
“نلتقط اللحظة المناسبة، من خلال زيارة البابا فرنسيس للقدس” يقول دبسي، ويختم: “حسناً فعل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي بقرار استقباله البابا في الأراضي المقدسة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبطاركة الأراضي المقدسة ومفتي القدس”.
النهار