في الزمن الذي تلعب فيه الصورة و مجمل التجربة البصرية – السمعية دوراً حاسماً في تشكيل الآراء و حسم الخيارات، يطل على الشاشة الكبيرة فيلم “إبن الله” متناولا حياة يسوع المسيح . ومن لحظة إطلاقه جذب الفيلم المذكور اهتمام رواد السينما الدينية الذين زاد حماسهم به نظراً لما يعانون من شح انتاجية هذا المجال.
وبعد الإطلاع على المحتوى و حفاظاً على عدم تمييع الحقيقة نستعرض التالي من بعضٍ سلبي الى بعضٍ إيجابي ليبقى على القارىء التنبه…
– يستهل الفيلم أحداثه بقصة الخلق وسقوط الإنسان ثم تأتي أول صفعة للحقيقة حين يعلن أن ” الله زرع الشر في قلب الإنسان”. وكل مؤمن يدري أن هذا الإدعاء بغير مكانه إذ ان الشر هو غياب الله الكلي الصلاح، كما أن الظلمة هي غياب النور…
– وعندما”يستريح” الله من إغراق العالم و إنقاذ نوح ندخل عالم الناصرة حيث “تنفضح العذراء” وتكاد ُترجم الى حين يتدخل القديس يوسف جهراً واعداً بالزواج منها بما يشبه “ضبضبة للفضيحة”… مما يترك المشاهد مع مغالطة تتسم بعدم الأمانة للمغزى البيبلي الذي يخبرنا أن القديس يوسف قبل تدخّل الملاك أراد أن يطلق مريم سراً لتفادي هكذا موقف!!
– وتتوالى المغالطات من توجيه إعلان نبؤة دمار الهيكل لطفلة صغيرة، الى المعجزة “الأنانية” التي تسكت الشخص الذي كان يسأل يسوع إنقاذ اليهود من الرومان، وصولا الى التركيز من العشاء السري الى بستان الزيتون على ما قد يعتبره البعض شبه تشجيع من الرب ليهوذا بخيانته … كل هذا والمزيد هو بمثابة قائمة أخطاء قد تشكل خطرا على فهم “من هو بالحقيقة يسوع”!!
وبالمقابل، للفيلم المذكور نواحٍ إيجابية منها:
– إظهار سمعان القيرواني ببشرة سوداء مما يكسر البعد العنصري و يعطي نفحة إنسانية شاملة و طيبة فيما يتعلق بمسيرة الخلاص
– إظهار الإفخارستيا كحضور الله الحي : فعندما يكسر بطرس الخبز بعد القيامة يظهر يسوع للتلاميذ و يتوجه لتوما بالطوبى التي تنالنا نحن الذين آمنّا وما رأينا…
يُقال أن أفضل الأكاذيب هي تلك التي يتم خلطها دائما مع حقيقة ما يعرفها المتلقي… و في ضوء بعض المعلومات التي تفيد أن المنتجين بورنيت وداوني هما مؤيدين لبدعة “نيو أيج” : من المفيد أن يتنبه المشاهد و يمييز بين الإيجابي والسلبي في الفيلم المذكور…نعم ، ندري أن ” ابن الله ” ليس بفيلم وثائقي وإدخال عنصر الدرما قد يحتم تمييز الشكل عن ما نعرفه تقليدياً من الأناجيل لكن هذا لا يجب أن يطال المعنى… وفي الخلاصة، و بين عدم الدقة وأنصاف الحقائق، وبأمانة لروح المحبة والحكمة في آن:
نصلي ألاّ يكون المقصد من الفيلم خليطاً يضيّع المعنى لفرصة رائعة يتم فيها تقديم صاحب كل المعاني…
بقلم أنطوانيت نمور / زينيت