شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | إله القلب بقلم المطران جورج خضر
إله القلب بقلم المطران جورج خضر
المطران جورج خضر

إله القلب بقلم المطران جورج خضر

يا رب نجني من نفسي فقد يكون ما فيّ أخطر علي مما يدهمني ويبقى كامنا كالأفاعي وأنا لا أعلم أو لا أريد أن أعلم خوفًا من ان تصير الفضيلة فيّ متطلبة وأنا لا أرتضي أن أعطيها كل ما تطلب لأني لم أقبل ان أبيع كل ما يجب بيعه فيّ لأصبح فقيرًا إلى الله.

قصة الانسان الأولى مع نفسه ولا يدخل شيء من الخارج الا اذا قبلَته النفس هذه التي لا تنجو الا عند الموت لأنها قبله تستلذ ذاتها. كل ما عندنا من كبرياء يدفعنا إلى ان نرتضي ذاتنا انطلاقا لنعود إلى الدفء الذي تعطيه ونعتبره الذات. ولكن الخوف الأول في الانسان هو من ذاته، من هجمات ذاته. يريد الحياة والموت في آن واحد.
الذي عرف مخلصا له أو شاهد نفسه سالكا طريق الخلاص لا يموت ولكنه يخشى السقوط. أظن ان المسيحية أدخلت إلى الفكر الخوف من السقوط لأنها ظلت وريثة آدم الأول على معرفتها بآدم الثاني الذي هو المسيح. ذلك ان المؤمن عندنا يواجه الخطيئة كما ليس هذا في تراث آخر. لعل هذا يعود إلى تعريفنا الأساسي ليسوع انه المخلّص أي المخلّص من الخطيئة. من زمن بعيد أتهمني أحد الأصدقاء اني أغالي في ذكر الخطيئة. قلت له أنا أعرفها وتعذبني. قال لي أنت لم ترتكب كذا وكذا. قلت له ولكني مؤهل لإرتكاب لأني أعرف جيدا بهاء المسيح واني احتوي كل طاقات نكرانه. أنت لا تخاف كثيرا الا لأنك تحب كثيرا وتخشى خسارة في مقدار الحب.
ما من مهمة لوجداننا الا ان نعرف كيف لا نخسر ذرة من المحبة لأنك ان قبلت بالخسارة تكون قد صالحت الخطيئة وهتكت البرّ. كل معنى وجودنا ان نريد البقاء في الحب الذي أحبنا الله به. بعد هذا تتنزل علينا كل جمالات الله. الدقيق روحيا من عرف اذا أتى الروح الشرير إلى ذهنه ان يقفل أبواب ذهنه دون الشر ليسلم.
المغالطة الكبرى التي تجربنا توهمنا اننا نستطيع ان نستغني عن فضيلة واحدة ونتجمل بفضائل كثيرة ونسلم. لا يا صاحبي لن تسلم. كل خطيئة أيا كان نوعها تلطخك كليا في العمق وأنت لا تعرف. ليفهم كل منا نهائيا ان المعاصي متداخلة، متراصة، متحابة. فإذا راعيت معصية واحدة وحالفتها تدمر كل حسناتك بسبب من الترابط العضوي بين السيئات في النفس. لا تستطيع ان تكون حليف الله في فضائل كثيرة وحليف ابليس في واحدة. ابليس يخرب خطة الله في النفوس التي تحالف الشر. من هنا ان آباءنا الأقدمين في الحياة الروحية أصروا على مكافحة ما سموه الشهوات أي المصادر النفسية التي تنبع منها الخطايا.
صعوبة المؤمن المتخاذل أو المتردد جهله انه ان قبل الخطيئة في نفسه زاوية تستقطب الزوايا الاخرى. ما هي مشكلة غير التائب مع الله؟ هي ظنّه ان الرب يرتب له مكانة ان قبل ألا يتمم كل الفضائل. من هو غير التائب؟ هو ليس بالضرورة من أسلم نفسه بالكلية للمعصية. هو الذي يحتفظ بزاوية من زوايا نفسه للمعصية مكانا. يريد بصدق ان يسير مع الله ولكن له التذاذ خاص بهذا السوء أو ذاك. في الحقيقة يخشى ان تميته بطولة البرّ. هو يعرف الكثير عن الله ولكنه لا يريد كل هذا الكثير لأنه يكلف. عندما قال السيد للشاب الغني: “بع كل شيء وتعال اتبعني” أراد ان يفهمه انه لا يقدر ان يتمسك بأي شيء في دنياه أو في نفسه لأن كل ما كان عائقا عن المسيح فيه عداوة للمسيح.
لماذ قال الله للانسان: “اعطني قلبك” وأراد أعطني ذاتك كلها؟ ذلك ان الرب عالم بأن لا شريك له في القلب البشري.

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).