شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | المطران مظلوم قدّم رسالة البابا فرنسيس لليوم العالمي الثامن والأربعين للسلام 2015
المطران مظلوم قدّم رسالة البابا فرنسيس لليوم العالمي  الثامن والأربعين  للسلام 2015
المطران مظلوم

المطران مظلوم قدّم رسالة البابا فرنسيس لليوم العالمي الثامن والأربعين للسلام 2015

عقد رئيس اللجنة الأسقفية “عدالة وسلام” المطران سمير مظلوم، مؤتمراً صحافياً قبل ظهر اليوم في المركز الكاثوليلي للإعلام، قدّم خلاله رسالة قداسة البابا فرنسيس في مناسبة اليوم العالمي الثامن والأربعين للسلام  2015، تحت عنوان “لا عبيد بعد الآن بل إخوة”، ودعا الجميع الى المشاركة في القداس الإلهي الذي يحتفل به في كنيسة الصرح البطريركي- بكركي، صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى، من أجل السلام في لبنان، ومنطقة الشرق الأوسط، والعالم، وذلك يوم الأحد في الرابع من شهر كانون الثاني2015، الساعة العاشرة صباحا. شارك في المؤتمر رئيس اساقفة بيروت واللجنة الأسقفية للإعلام المطران بولس مطر، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، وحضره الدكتور فادي جريس، والخوري انطوان عطالله وعدد من الإعلاميين والمهتمين.

بداية رحب المطران مطر بالحضور وقال:

“كما تعرفون أن الكنيسة الكاثوليكيّة جعلت من أول يوم من رأس السنة مخصّص للصلاة من أجل السلام في العالم ، وفي المناسبة وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة للسلام، وكان قد وجه رسالة سابقة إلى المسيحيين في الشرق الأوسط أعلن فيها عن محبته وتضامنه وقربه منهم. أرحب بسيادة أخينا المطران سمير مظلوم، وأتمنى لجميع اللبنانيين بأن يكون العام الجديد 2015 عاماً مباركاً مليئاً بالمحبة والسلام والإزدهار وأن يحل السلام في القلوب والربوع وفي العالم أجمع.”

ثم قدّم المطران سمير مظلوم رسالة البابا فرنسيس فقال:              

“مثل كل سنة، تكرّس الكنيسة اليوم الأول من السنة الجديدة للصلاة والعمل من أجل السلام في العالم. وهذه عادة أدخلها في الكنيسة البابا الطوباوي بولس السادس منذ ثمانية وأربعين عاما. وللمناسبة يصدر قداسة البابا فرنسيس رسالته الثانية حول هذا الموضوع بعنوان ” أخوة ولا عبيد بعد الآن”. ويفرحني أن أقدم لكم باختصار الخطوط الكبرى لهذه الرسالة ، وما تحمله من أفكار سامية وتعليم عميق. ”

تتألف رسالة البابا فرنسيس من مقدمة وخمسة عناوين:

  • في المقدمة يتوجه البابا الى “كل شعب وكل أمة، الى رؤساء الدول ومسؤولي الديانات المتعددة، بأمنياته الحارة بالسلام، والدعوة الى الصلاة والعمل على تعزيز الوفاق والسلام في العالم. لكنه يأسف لكل الآفات المنتشرة لاستغلال الإنسان من قبل الإنسان، “وتقود الى دوس حقوق الآخر الأساسية والقضاء على حريته وكرامته.”
  • العنوان الأول: في إصغاء لتدبير الله للبشرية

ينطلق البابا من رسالة القديس بولس الى صديقه فيلمون، والتي يطلب فيها من صديقه أن يستقبل أونيسيمس الذي كان عبدا له، والذي أصبح مسيحيا، ويستحق أن يعتبر أخا له، لا عبدا بعد الآن. وهكذا فالإرتداد الى المسيح يشكل ولادة جديدة، ويخلق الأخوّة كرباط أساسي للحياة العائلية وقاعدة للحياة الإجتماعية. واذا كانت الأخوّة تعني الإنتساب الى مصدر واحد هو حشا الأم، فهي تعبّر أيضا عن التنوع والإختلاف الموجود بين الأخوة. وهكذا “تشكّل الأخوّة شبكة العلاقات الأساسية لبناء العائلة البشرية التي خلقها الله.” لكن رواية ابني آدم قايين وهابيل، وقتل الأول للثاني، تذكّرنا بواقع الخطيئة السلبي، الذي يعيق الأخوّة بين الخلائق، ويبعد الأنسان عن الله. “فتصبح خطيئة الإبتعاد عن الله تعبيرا عن رفض الشركة وتترجم في ثقافة الإستعباد”، مع ما ينتج عنها من : رفض الآخر، سوء معاملة الأشخاص، إنتهاك الكرامة والحقوق الأساسية… من هنا ضرورة الإرتداد الى المسيح بعمل مسؤول حر، من خلال توبة صادقة، تسهم في بناء الجماعة المسيحية التي هي مكان الشركة التي تعاش بالمحبة بين الأخوة.

  • العنوان الثاني: الأوجه المتعددة للعبودية

منذ زمن بعيد كانت العبودية ظاهرة مقبولة ومنظمة قانونيا في معظم المجتمعات. وكان هذا الإطار القانوني يحدّد من يولد حرا ومن يولد عبدا. وكان العبد يمكن أن يشترى ويباع، ويتنازل عنه ويكتسب، وكأنه سلعة ما. أما اليوم، “وبعد تطور إيجابي لضمير البشرية، فباتت العبودية ملغاة رسميا في العالم.” ومع ذلك ما زال ملايين الأشخاص “يحرمون من الحرية ويرغمون على العيش في ظروف مشابهة للعبودية.” ويعدّد البابا هنا بعض الفئات التي تعيش في بلدان او في ظروف لا يجدون فيها أية حماية قانونية : من عمال وعاملات، من لاجئين، ومرغمين على ممارسة الدعارة فيصبحوا عبيدا وعبدات الجنس، وضحايا الإتجار بالبشر أيا تكن الأسباب، ومن الذين يخطفون ويحتجزون على يد مجموعات ارهابية، وما أكثرها هذه الأيام في منطقتنا ومعظم مناطق العالم.

  • العنوان الثالث : بعض الأسباب العميقة للعبودية

من أهم الأسباب التي تقود الى العبودية، النظر الى الشخص البشري على أنه شيء او سلعة من السلع، يخضع للبيع والشراء، ويعامل كأداة لا كغاية . ومن العوامل الأخرى التي تسهم في تفسير الأشكال المعاصرة من العبودية، الفقر والتخلف والإقصاء، والحرمان من التربية، وانعدام فرص العمل، وانتشار الشبكات الإجرامية التي تدير عمليات الإتجار بالكائنات البشرية. وما يسهل معظم هذه العمليات الفساد الضارب في بعض عناصر القوى الأمنية، أو القضاء، او لاعبين حكوميين آخرين ، او مؤسسات مختلفة مدنية وعسكرية. أضف الى تلك الأسباب “الصراعات المسلحة، والعنف، والإجرام، والإرهاب “… وكل ذلك مزدهر هذه الأيام ، لسوء الحظ.

  • العنوان الرابع :إلتزام مشترك للتغلّب على العبودية

يذكّر البابا فرنسيس أولا بالعمل الكبير والصامت الذي تقوم به جمعيات رهبانية كثيرة لصالح ضحايا الإتجار بالأشخاص، وهو يتمحور حول نشاطات ثلاثة: “نجدة الضحايا، إعادة تأهيلهم من الناحية السيكولوجية، وإعادة دمجهم في المجتمع”. ومع أن هذا العمل يستحق التقدير، فهو لا يكفي وحده لوضع حد لآفة استغلال الشخص البشري، بل هناك حاجة الى جهد مشترك وعالمي، على الصعيد المؤسساتي، تلتزم به: أولا الدول، من خلال سن القوانين العادلة للدفاع عن حقوق الإنسان، وإيجاد الآليات الفاعلة للرقابة على تطبيق هذه القوانين. ثانيا المنظمات الحكومية الدولية، من خلال القيام بمبادرات متناسقة لمحاربة شبكات الجريمة المنظمة التي تدير الإتجار بالكائنات البشرية. وثالثا منظمات المجتمع المدني، من خلال عملها الدؤوب على إيقاظ الضمائر لمكافحة ثقافة الإستعباد واستئصالها.

  • العنوان الخامس : عولمة الأخوّة، لا العبودية واللامبالاة

مع تقدير ما تقوم به الكنيسة وبعض المؤسسات إزاء من هم مقيدون في حالة استعباد، يقول البابا : ” ينبغي علينا الإعتراف بأننا أمام ظاهرة عالمية تفوق قدرات جماعة واحدة او بلد. وللقضاء عليها، ينبغي التحرك بأحجام مماثلة لأحجام الظاهرة نفسها”. لذا يوجه قداسته نداء ملحّا الى جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة ، والذين هم شهود على آفة العبودية المعاصرة،” كي لا يجعلوا أنفسهم متواطئين في هذا الشر، وكي لا يغضّوا النظر عن آلام إخوتهم وأخواتهم في الإنسانية.”

ويختم البابا رسالته بتذكيرنا بأن الله سيسأل كل واحد منا، كما سأل قايين، ” ماذا فعلت بأخيك “؟ ويشدد على أن ” عولمة اللامبالاة التي ترخي بثقلها اليوم على حياة العديد من الأخوات والإخوة، تتطلب منا جميعا أن نكون صانعي عولمة التضامن والأخوّة القادرة على إعطائهم الرجاء مجددا ، وتمكينهم من استعادة السير بشجاعة عبر مشاكل زمننا ، والرؤى الجديدة التي يحملها معه ، والتي يضعها الله في أيدينا “. عسانا نلبّي دعوة قداسته، ونكون من صانعي عولمة التضامن والأخوة هذه.    

ثم كانت كلمة الخوري عبده أبو كسم فقال: “رسالتنا كإعلاميين أن نضيء على هذه الرسالة التي تقدمت، للأسف أحيانان يكون إعلامنا مجتزء، نحن اليوم مدعوون لنكون رسل لبناء ثقافة السلام وثقافة الحقيقة، ننتهزها فرصة لندعو جميع الإعلاميين في سنة 2015 ليكونوا رسل للحقيقة ورسل للسلام على أن لا يحتزؤا الحقيقة وفبركة الأخبار.”

تابع “رسالة قداسة البابا تدعونا بالا نكون عبيد للشر وعبيد للخطيئة وعبيد للأفتراء والتجني من أجل الإضاءة على أشياء غير موجودة، رسالتنا أن نكون بناة محبة واخوة، ولا يسعنا إلا أن نذكر كل أخوتنا المشردين العراقيين والسوريين، ونأمل بأن تكون سنة عودة إلى الديار وسلام وأن نكوم خدّام وشهود للسلام وليس أدوات وطعام للشر، ونتمنى للجميع سنة مباركة.”

وفي ختام المؤتمر وزعت على الحاضرين روزنامة عام 2015 للمركز الكاثوليكي للإعلام من أجل يوم السلام العالمي التي نفذت بالتعاون مع جمعية الكتاب المقدّس.

المركز الكاثوليكي للإعلام

 

 

 

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).