تلا البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. تحدث البابا عن إنجيل هذا الأحد الذي يدون كلمات القديس يوحنا المعمدان عندما قال مشيرا بيده إلى يسوع: “هوذا حمل الله الذي يحمل خطايا العالم” (يوحنا 1، 29). ولفت البابا إلى أن يوحنا المعمدان كان يعمّد في نهر الأردن وقد جاء إليه العديد من الأشخاص ليتعمدوا على يدي هذا الرجل الذي كان يذكّرهم بإليا، هذا النبي العظيم الذي نقّى الإسرائيليين من عبادة الأوثان قبل تسعة قرون وقادهم إلى الإيمان الصحيح بإله العهد، إله أبراهيم وأسحق ويعقوب.
مضى البابا إلى القول إن يوحنا المعمدان كان يبشّر باقتراب ملكوت السماوات، وكان يحثّ الناس على الاستعداد لقبول المسيح والارتداد والسلوك في دروب البر، وراح يعمّد في نهر الأردن ليعطي الشعب أداة ملموسة لهذه التوبة. ولفت البابا إلى أن يوحنا كان يعلم أن قدوم المسيح بات وشيكا، وسيعرفه عندما سيحلّ عليه الروح القدس، لأن المسيح هو الذي سيأتي بالمعمودية الحقيقية، ألا وهي معمودية الروح القدس.
تابع البابا قائلا إن يسوع جاء إلى نهر الأردن وسط الناس الخطأة وكان هذا أول ما صنعه، إذ ترك بيته في الناصرة وذهب إلى اليهودية، إلى نهر الأردن ليتعمّد على يدي يوحنا المعمدان. وقد نزل على الرب الروح القدس بشكل حمامة وسُمع صوت الله الآب يُعلن ابنه الحبيب. هذا ثم لفت البابا إلى أن الروح القدس أنار يوحنا وجعله يفهم أنه من خلال عماده ليسوع سيُتم كل برّ، وسيتم مخطط الله الخلاصي. يسوع هو المسيح، إنه ملك إسرائيل، لكنه لم يأت بقوة هذا العالم، إذ جاء عندها كحمل الله الذي يحمل خطية العالم.
هذا وأكد البابا أن يوحنا دلّ أتباعه على يسوع مع العلم أن كان لديه العديد من التلاميذ الذين اختاروه كقائد روحي، ومن بين هؤلاء من صاروا تلامذة ليسوع وهم سمعان بطرس وأخوه أندراوس ويعقوب وأخوه يوحنا، وكانوا كلهم صيادين وقدموا من الجليل مثل يسوع. بعدها تحدث البابا عن أهمية هذا الحدث بالنسبة لإيماننا ولرسالة الكنيسة لأنها مدعوة إلى التمثّل بيوحنا المعمدان، كي تدلّ الناس على يسوع، قائلة “هوذا حمل الله الذي يحمل خطايا العالم” محذرا من مغبة أن تعلن الكنيسة نفسها، لأنها إذا فعلت هذا الأمر نفقد البوصلة. وذكّر البابا المؤمنين بأن يسوع المسيح وحده يخلّص شعبه من الخطيئة، يحرّره ويقوده إلى أرض الحرية الحقيقية، مرددا أن المسيح هو الرب المتواضع وسط الخطأة.
وبعد تلاوة صلاة البشير الملائكي تحدث البابا عن الاحتفال بيوم المهاجر واللاجئ المصادف هذا الأحد لافتا إلى أن أخوتنا الصغار هؤلاء، خصوصا من ليسوا مرافَقين منهم، معرضون للكثير من المخاطر، وهم كثيرون! وأشار إلى ضرورة تبني الإجراءات التي تضمن الحماية والاندماج لهؤلاء المهاجرين الصغار. بعدها حيا البابا ممثلي مختلف الجماعات الإتنية الحاضرة في الساحة الفاتيكانية.
وتمنى البابا أن يعيش هؤلاء بصفاء وراحة بال وسط الجماعات التي تستضيفهم محترمين القوانين والتقاليد ومحافظين في الوقت نفسه على قيم ثقافاتهم. وتوجه البابا بالشكر إلى أبرشية روما على الجهود الحثيثة التي تبذلها على هذا الصعيد لاسيما في مجال استضافة ومرافقة المهاجرين وحثّ الجميع على متابعة عملهم والاقتداء بمثل شفيعة المهاجرين القديسة فرنشيسكا سافيريو كابريني التي تصادف هذا العام الذكرى المئوية الأولى لوفاتها. وأشار إلى أن الله طلب منا مرارا في الكتاب المقدس أن نستضيف الغرباء. في الختام حيا البابا جميع وفود الحجاج القادمين من روما وإيطاليا ومناطق أخرى من العالم وتمنى للكل أحدا سعيدا وغداء شهيا وسألهم أن يصلّوا من أجله!
إذاعة الفاتيكان
الرئيسية | أخبار الكنيسة | في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن عماد يسوع في نهر الأردن
الوسوم :في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن زيارته الرسوليّة إلى المكسيك