شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | ضاهر ترأس قداس عيد الميلاد في طرابلس
ضاهر ترأس قداس عيد الميلاد في طرابلس
????????????????????????????????????

ضاهر ترأس قداس عيد الميلاد في طرابلس

ترأس متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، قداس عيد الميلاد منتصف الليل في كاتدرائية القديس جاورجيوس في منطقة الزاهرية بطرابلس، في حضور عدد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى ضاهر عظة قال فيها: “لا تخافوا، فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون للشعب كله، لأنه ولد لكم اليوم مخلص، هو المسيح الرب، في مدينة داود، أتمنى لكم جميعا ميلادا مجيدا وسنة جديدة مباركة، صلاتي أرفعها لكل واحد منكم ليكون الميلاد فيكم ولتكونوا في الميلاد فيتجسد المسيح في أعمالكم وتكونوا بناة سلام وحاملي بشرى الفرح. نحتفل الليلة بذكرى مولد سيدنا وربنا يسوع المسيح. الرب الإله الذي تأنس وأخذ جسدا من مريم العذراء التي حبلت بفعل الروح القدس، الله صار إنسانا لكي يصير الإنسان إلها. جاء لخلاص كل واحد منا، وهذا هو معنى الولادة العجيبة في سر التجسد العظيم، فابن الله أصبح إنسانا”.

اضاف: “سمعنا في إنجيل اليوم كيف أن ملاك الرب يخاطب الرعاة بعد أن أشرق مجد الله حولهم. فخافوا خوفا عظيما وتساءل كل في سره: في زمن التغيير، في وقت الصعوبات، في لحظات الخوف والخيبة، يطل ملاك الرب ليبدد الخوف، ويمحو الظلمات: لا تخافوا، ولينشر فيه الفرح فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون للشعب كله. هذا الفرح السماوي موجه إلينا أيضا، لقد صنع لنا جميعا، هو الفرح الآتي من بعيد، من السماء وفي لحظات صعبة ودقيقة. وكم تشبه تلك اللحظات التي شهدت مولد الرب يسوع منذ أكثر من ألفي عام هذه اللحظات الصعبة التي نعيشها هذه الأيام، وكما انتظرت شعوب الأرض المولود الجديد ابن السماء، هكذا نحن، اليوم بالذات، وبعد ألفي عام، ننتظره ليأتي من جديد، وكما تستعد العائلات لتستقبل مولودا جديدا، فتنتظره بفرح مهيأة كل مظاهر البهجة والسرور وأجواء التهاني والدعاء، كذلك، فإنه حري بنا أن نستعد ونتهيأ لاستقبال مولود السماء، فإن ابن السماء يبعث فينا الرجاء، وفيه نرى خلاصنا في السماء”.

وتابع: “اليوم نتذكر بأن الله أشفق علينا فأرسل ابنه الوحيد الذي تقنا إليه منذ أن وجدنا على وجه الأرض، أرسله مخلصا، إلها، وإنسانا جاء الينا. فكم هو عظيم هذا المجيء، إنه مجيء هادف، به نتعرى ونتصفى من خطايانا، ومن خلاله نفهم كم أن الله يحبنا، وهل أعظم من أن يضحي الآب بابنه من أجل الضعفاء؟ هلا أدركنا في هذه العشية كم نحن محظوظون في أن نعطى فرصة خلاصية؟ هلا أدركنا أن من هو الطريق والحق والحياة يغنينا عن كل بحث هنا وهناك ويحمينا من الضياع ويضيء لنا أسرار الوجود وأبعاد الحياة؟ ماذا نريد أكثر من ذلك؟ من جاء إليه ابن الله، ومن أعطى كل شيء، صار له كل شيء، فشكرا لكم يا ملائكة السماء على هذه البشرى العظيمة التي بدلت وجه الكون وغيرت مفهوم الحياة، وهوية الإنسان”.

وأردف: “لقد دشن المسيح بمجيئه نهجا جديدا، وبمولده أرسى نمط حياة لم يكن مألوفا من ذي قبل. هذان النهج والنمط يوجبان علينا تبدلا داخليا وتغييرا في الذهنية، وهذا الأمر لن يتحقق من دون إيمان بالله راسخ، ومن دون تجرد، ومن دون محبة غير محدودة،
اليوم نحن مدعوون لعيش ميلاد المسيح بروح الإيمان والرجاء والمحبة، اليوم، نفتح قلوبنا لتتجدد فيها ولادة المسيح، اليوم، نفتح آذاننا لنسمع صوت الملاك يقول لنا:
“لا تخافوا، فهو من قال لنا يوما: تشجعوا، أنا هو لا تخافوا” (متى 14/27)
اليوم، في هذا الزمن الميلادي الخصيب، نتخطى الذكرى البسيطة لنحيا في قلب الحدث الإلهي الذي قلب المقاييس الكونية والمفاهيم الإنسانية وبدد الصعاب ومحا الظلمات”.

وقال: “اليوم، نشعر أكثر من أي يوم مضى، وأكثر من أي شعب، في أي وطن، أننا بحاجة إلى صوت من السماء يقول لنا: لا تخافوا. يا طفل المغارة، يا من نجوت من حكم هيرودوس، نجنا من قرار الأشرار، يا طفل المغارة، يا نبع الرجاء الصالح لبني البشر، نحن بحاجة إلى رجائك فانشره في قلوبنا وفي وطننا، فلتشرق شمس هذا العيد ونور الطفل المولود في المغارة في قلوبكم جميعا ولتنزل بركاته عليكم غزيرة فياضة، له المجد والشكر والحمد على أنعامه وعطاياه الكثيرة، ونطلب منه أن ينقلنا بميلاده المجيد إلى سنة جديدة ملؤها الخير والبركة وتغير القلوب لتتفجر فيها الرحمة والمحبة ويسود عليها سلام الله”.

وختم: “ها نحن، من هذه الأرض الطيبة، وفي هذه الليلة المباركة، نسبح مع أجواق الملائكة: “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة”.

وطنية

 

عن ucip_Admin