شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | “طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله…”
“طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله…”
“طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله…”

“طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله…”

نجيل القدّيس لوقا ١٢ / ١٤ – ١٥
قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِلَّذي دَعَاه إِلى تنَاولِ الطَعَام: «إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً، فَلا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ، ولا إِخْوَتَكَ، وَلا أَنْسِباءَكَ، وَلا جِيرانَكَ الأَغْنِيَاء، لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضًا بِالمُقَابِل، وَيَكُونَ لَكَ مُكافَأَة.
بَلْ إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان.
وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار. سَمِع أَحَدُ المَدْعُوِّينَ كَلامَ يَسُوعَ فَقالَ لَهُ: “طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله”.
التأمل:”طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله…”
ماذا يبقى بعد الموت؟ من مات وأخذ معه خبزاً بشرياً؟ لا بل من مات وأخذ معه شيئاً من صنع البشر؟ كل شَيْءٍ يبقى هنا… الأموال والممتلكات يُحصر إرثها بمن يرثها قانوناً، فتنتقل إلى مالكين جدد، وأسماء جديدة وشخصيات جديدة وتُستثمر لحسابهم الشخصي… فلا الأبناء ولا الإخوة ولا الأصدقاء ولا الانسباء ولا الازواج مهما بلغت محبتك لهم أو محبتهم لك يصنعون لك خبزاً ليؤكل بالملكوت إذا كانت علاقتك معهم قائمة على التبادل في الزيارات والدعوات واللقاءات…
تذهب مع الأصدقاء الى المطعم لتناول العشاء، فيدفع كلٌ منكم حسابه…. فمن يكافىء من؟
تسافر مع الأصدقاء لقضاء عطلة الصيف، فيدفع كل منكم تكاليف السفر… فمن يكافىء من؟
تدعو من دعاك إلى مناسبةٍ سعيدة وتهدي من أهداك وتحب من يحبك وتزور من يزورك…  فمن يكافىء من؟
أيّ خبزٍ يؤكل في الملكوت؟ خبز الملكوت هو الحب، لانه لا شيء يبقى بعد الموت سوى الحب
لا شيء يُبقي الانسان حيّا وشبابه يتجدد دائما سوى الحب. كحبة الحنطة ان لم تعطي كل ذاتها وتموت من الحب لا تثمر، وان احبت تصبح خالدة في حقول تتجدد شبابا كل سنة.
خبز الملكوت هو جسد الرب طبعاً… هو القربان الذي يُقدم مجانا على مذابح البشرية ليأكل منه الانسان فلا يموت.
هي الام التي تذوب من الحب وتفني العمر صبحا ومساء وتصبر على أولادها فينمون ويكبرون هم وتنقص هي، تعطيهم قلبها وروحها وعظامها وعيونها وحياتها وهي مسرورة، راضية، لا تحسب ربحا او خسارة سوى إسعادهم وراحتهم ونجاحهم وان يكونوا أحلى الناس اجمعين. تلك الام تصنع خبزاً للملكوت…
خبز الملكوت هو الوالد الذي يقدم نفسه مأكلا لابنائه، نعم الأبناء يأكلون الآباء والا ما معنى الارث؟ والإرث ليس فقط مجموعة عقارات او أموال منقولة أو غير منقولة يرثها الأبناء عن والديهم بعد مماتهم، فالأبناء يأخذون كل شيء، حتى الانفاس والاباء مسرورين. ذاك الاب يصنع خبزاً للملكوت…
خبز الملكوت هو الحب  المشتعل في قلوب من يحملون قضية الانسان في كل زمان ومكان، ويكرسون العمر لخدمة الضعيف والمحتاج أياً يكن دون انتظار اي مقابل…
خبز الملكوت يصنعه كل سامري صالح يُضمّد جراح الاخر حتى لو كان عدوه… يُعطي من ذاته ليصنع الفرق في حياة المهمشين والمساكين والعرج والعميان…
الحب يضمن ديمومة الانسان ولا يقوى عليه اي شيء حتى الموت .أعطنا يا رب من هذا الخبز دائما أبدا. أمين
نهار مبارك
أليتيا

عن ucip_Admin