شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | مقابلات | قراءة روحية لرسالة قداسة البابا من الأب ايلي نخول – الدكتور صدقة: لسنا عابري سبيل في لبنان – المطران رحمة للمسؤولين: بيكفي بقى… يشبعوا!
قراءة روحية لرسالة قداسة البابا من الأب ايلي نخول –  الدكتور صدقة: لسنا عابري سبيل في لبنان – المطران رحمة للمسؤولين: بيكفي بقى… يشبعوا!

قراءة روحية لرسالة قداسة البابا من الأب ايلي نخول – الدكتور صدقة: لسنا عابري سبيل في لبنان – المطران رحمة للمسؤولين: بيكفي بقى… يشبعوا!

 

اعتبر عميد كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة ان الأزمة التي يمر بها لبنان هي أزمة غير مسبوقة، بشهادة تقارير البنك الدولي وغيره، وان التحديات كبيرة جدا لأننا أمام مستقبل مجهول، ولم يبق لدينا الا الايمان كحجر خلاص من هذا الوضع.

وفي المقابل أكّد الدكتور صدقة ان الأمل موجود دائما بالرغم من التدهور الحاصل على جميع المستويات، واضعا لقاء قداسة البابا فرنسيس مع المرجعيات الروحية حول لبنان في 1 تموز الجاري، في خانة هذا الأمل. وقال:  “ان قداسة البابا لم يجمع المرجعيات الروحية كي يسمع فحسب، بل لأنه يفتش عن رسالة، فدبلوماسية الصلاة التي يمارسها الفاتيكان، تحمل بعدا سياسيا غير ظاهر.” وأضاف ان البابا عبر عن قلقه من الوضع في لبنان ووصفه بالخطير، وبخاصة في ظل عدم اهتمام المسؤولين السياسيين بالشأن العام اللبناني الذي هو مسؤوليتهم، والذي بلغ مرحلة الانهيار والتفكك التام. ولذلك رأى الدكتور صدقة ان لقاء روما هو “صرخة تحمل مشروعا للبنان والعالم، ونتائج هذه الصرخة سوف تظهر قريبا.”

كلام الدكتور صدقة جاء خلال حوار ضمن برنامج “جذور وكيان” الذي يعرض على شاشة تيلي لوميير- نورسات كل أحد الساعة 8:30 مساء وهو من اعداد الزميلة ماغي مخلوف وبالتعاون مع الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (أوسيب لبنان).

وأضاف صدقة انّ الأمل لا يأتي فقط من الفاتيكان أو من الخارج فحسب، ولكنه “نابع من جذور تاريخنا، التي أسست لكيان لبنان. هذه الجذور هي التي تعطينا الأمل واليقين بأننا سوف نخرج من هذه الأزمات، ولن نترك جذورنا ولا بيوتنا ولا قديسينا، لأننا لسنا عابري سبيل في هذا الوطن.” وتابع: “لبنان كان وسيبقى كيانا حرا، يحوي كل الطوائف وملجأ للمضطهدين في هذا الشرق. وكلّ المطلوب أن نسترجع الحد الأدنى من كرامتنا التي أفقدنا اياها السياسيون، وهي الركيزة الأساسية للصمود والاستمرار برسالتنا.”

وفي اتصال عبر “سكايب” كانت قراءة في المضمون الروحي لرسالة البابا في لقاء روما، وتصويب لبعض ما نقل عنه، من المستشار الاعلامي لمجلس أساقفة الكنائس الشرقية في أوستراليا ونيوزيلندا المرسل اللبناني الأب ايلي نخول جاء فيها: “ان قداسة البابا لم يطرح تشكيل الحكومة كشرط لزيارة لبنان كما نقل عنه، كما أنه لم يضع الحياد ولا المؤتمر الدولي في اطار عمل الكرسي الرسولي.” وأضاف: “ان الرسالة الروحية لقداسة البابا أعادت الاعتبار الى الارشاد الرسولي للبابا القديس يوحنا بولس الثاني، وشددت على ثوابته.” ولفت  الأب نخول الى عدة نقاط مهمة في الرسالة البابوية الأخيرة، أهمها:

– “الدعوة الى التوبة في قوله “رأينا ظلمتنا”، ليؤكد على أن المطلوب منا نحن الرعاة قبل غيرنا أن نكون قدوة ونعترف بأخطائنا التي نقترفها عندما لا نشهد للانجيل بشكل كامل وعندما نضيّع الفرص.

– استشهد قداسة البابا في رسالته بعدة مراجع تحمل اشارات ذات معنى، كاستشهاده بانجيل المرأة الكنعانية وهي من أجدادنا، وكأنه يريد القول بأن الايمان في لبنان هو ايمان سابق لزيارة المسيح وايمان لاحق أيضا، ولا شيء يمكن أن يزيل لبنان أو يمحوه، لأن في لبنان ايمانا يدهش الله نفسه.

– استشهد قداسة البابا ايضا كمرجع بلقاء باري- ايطاليا في تموز 2018 حيث قال: “كفى أن تسيطر أنصاف الحقائق على آمال الناس” ليؤكد على أن انصاف الحقائق هي بعيدة عن الحقيقة، ككل مشروع أو مسعى سياسي أو اجتماعي لا يحمل الحقيقة الواحدة وهي فكر السلام.

– واستشهد قداسة البابا أيضا بالأديب والمفكر والفيلسوف جبران خليل جبران بقوله أن خلف الستار الأسود فجر ينتظرنا، ليؤكد على أن البابا يتحد في قلبه مع كل انسان ثائر، شرط أن تكون ثورته تشبه الثورة الجبرانية على الظلم والفساد والتقاليد.”

وأكد الأب نخول أن كل المحاولات لازالة لبنان ستفشل، لأن أبناءه يؤمنون به وبالله، وأضاف أن الوحدة ليست كذبة، مشيرا الى أن الانسان الذي يعيش بالكذب لا يمكن ان يكون دليلا على أن الحقيقة غير موجودة…

بعد قراءة الأب ايلي نخول، اعتبر راعي أبرشية دير الأحمر والبقاع الشمالي المارونية المطران حنا رحمة في اتصال هاتفي مع البرنامج، حول الوضع في لبنان ودور الكنيسة: “ان الكنيسة كانت وما تزال تقف مع شعبها، ولكن حوار الطرشان الدائر بين السياسيين بمعزل عن الضمير اللبناني والكنسي هو الذي أوصلنا الى ما نحن عليه.” وأضاف: “السياسيون خانوا الشعب والتاريخ، ونحن كيف نكمل مسيرتنا ومع من؟ الأزمة كبيرة جدا ولكن المخزون اللبناني من قيم وأخلاق سوف يزهر من جديد مع نداء قداسة البابا. لسنا متروكين كليا ولكن علينا مسؤولية أن نوصل الى سدة المسؤولية سياسيين جددا لنكمل معهم المسير. الرب خلقنا في هذه البقعة من الأرض ولن نتركها، ولكن يجب علينا أيضا أن نعود الى الرب ونثق به.” ودعا المطران رحمة الناس الى “عدم نسيان هذا الذل الذي يعيشونه عندما تحين مواعيد الاستحقاقات الآتية، والى انتخاب أشخاص من ذوي الأخلاق والقيم لتغيير كل هذا الظلم.” وحول السياسيين قال: “لا أعرف كيف يوجد بعد دم في عروق المسؤولين أما هذا الكمّ من الألم عند الشعب.” واستطرد: “الرب وحده هو الذي يبارك طعام الناس وشرابهم وصحتهم، ونحن الى جانبهم ولكن الويل للمسؤولين، بيكفي بقى… يشبعوا!”

 

عن ucip_Admin