لن نتخلى لا عن مسيحيتنا ولا عن أرضنا
الأب طوني خضره: وحدتنا خشبة خلاصنا الوحيدة
في جو من التآلف والمحبة، وتحت شعار “ما أجمل أن يجتمع الأخوة”، نظم إتحاد أورا بجمعياته الأربع والمؤتمر المسيحي الدائم لقاء المعايدة السنوي في معهد الرسل- جونية.
استهل اللقاء بالذبيحة الإلهية في كنيسة المعهد التي ترأسها قدس الأباتي مارون مبارك رئيس عام جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، يعاونه رئيس إتحاد أورا الأب طوني خضره، الرئيس السابق لجمعية المرسلين الموارنة الأب مالك بو طانوس، والقس الدكتور عيسى دياب عضو مجلس أمناء لابورا.
حضر اللقاء رؤساء وممثلون عن إتحاد أورا بجمعياته الاربع (الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان، لابورا، أصدقاء الجامعة اللبنانية، ونبض الشباب) و ٥٨ جمعية ومؤسسة أخرى تشكل معاً المؤتمر المسيحي الدائم، وحشد من الهيئة العامة للمؤتمر والهيئة التنفيذية واللجان، بالإضافة إلى أصدقاء ومهتمين من مختلف الميادين.
الأباتي مارون مبارك
في عظته شدد الاباتي مارون مبارك على أهمية الوحدة المسيحية في الصلاة والعمل والتعاون والتي تتجلى في المؤتمر المسيحي الدائم وقال: “نلتقي هنا تحت لواء اورا ولابورا اللتين تعنيان الصلاة والعمل، وهما القاعدتان الذهبيتان للحياة الرهبانية التي أعطت على مر الزمن نهضة الحياة الروحية والمدنية. ونلتقي كذلك تحت لواء المؤتمر المسيحي الدائم الذي يتشكل من كل هذه المجموعات المتنوعة تحت شعار “ما أجمل أن يجتمع الأخوة معا” وفي هذا الصرح التربوي العريق الذي اتخذ التجدد عنوانا له هذا العام. والتجدد يعني العودة إلى الجوهر النقي لنستقي منه مسيرة حياتنا الآتية، فنصرخ كما صرخ الرسل: وجدنا المسيح، ونغرف منه التجدد والإنطلاق من جديد في هذا الزمن الصعب، فنكون فيه نيرات تدل كل إنسان نلتقي به على يسوع المسيح.
أندراوس صرخ لأخيه بطرس: وجدنا المسيح. فما سر هذه الصرخة؟
السر الاول هو اللقاء بالرب يسوع اي الدخول معه في علاقة عميقة… والسر الآخر هو لمسة الرب لقلوبنا وهي اللحظة التي لا تنسى فتصبح ابدية وتعطينا الثبات مهما كانت الصعاب والتحديات.”
وتابع الأباتي مبارك: “وهذه الصرخة تنطبق علينا نحن المجتمعين اليوم، وفي قصة حياتنا ورسالتنا التي نلتقي حولها أربعة فصول:
الفصل الاول، فيه أننا وجدنا المسيح، ولكن يجب ان ننفتح على المسيح كي يعمل فينا ولو كان عددنا قليلا.الفصل الثاني هو إدراكنا أن لدينا قضية نجتمع حولها ونحملها ونحبها والأهم نؤمن بها، كي نتماسك مع بعضنا البعض ونستطيع أن نضحي من أجلها. قضيتنا هي أننا مسيحيون نحمل رسالة في قلب الشرق، ولن نتخلى لا عن مسيحيتنا ولا عن ارضنا. الفصل الثالث في قصتنا يتضمن أن نعمل معا متحدين بقلب واحد وفكر واحد رغم التنوع وأن نصبر لان جوهرنا هو أننا وجدنا المسيح ورسالتنا التي نتمسك بها هي إيماننا وأرضنا. أمّا الفصل الرابع فهو المشاكل والتحديات التي تواجهنا، عددنا الذي يتناقص، الصعاب المتنوعة… ولكن نتذكر دائما أننا أقوياء بالذي يقوينا. صرخة وجدنا المسيح هي كنزنا الذي يجب ألا نضيعه.”
وختم الأب مبارك عظته بقصة وعبرة تتحدث عن شجرة تفاح اشتكت يوما للفلاح من بشاعتها امام جمال شجرة الميلاد المزينة، فقال لها الفلاح إن شجرة الميلاد تعود عادية اذا نزعت عنها الزينة الخارجية، اما انت فتحملين بداخلك نجمة هي بذرتك التي تعطي الحياة دائما. وأضاف الاب مبارك: “يجب أن نعود الى هذه النجمة في داخلنا وهي ثمرة الإيمان بيسوع المسيح ونعمته، نحملها في آنية من خزف ولكن نتكل دائما على الرب الذي يقوينا.”
رفعت الصلاة خلال القداس على نوايا عائلة المؤتمر المسيحي الدائم وكل الجمعيات، وعلى نية المرضى والراقدين. كما رفع ١١ منسقا من منسقي لجان المؤتمر الشكران للرب على أعمال لجانهم، ملتمسين البركات السماوية.
الأب طوني خضره
في الختام، شكر رئيس إتحاد أورا الأب طوني خضره الرب على عائلة المؤتمر، وجميع الحاضرين وكل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء. وشدد في كلمته على أن ‘الوحدة المسيحية هي خشبة الخلاص للمسيحيين وللبنان، وأن نجاح المؤتمر المسيحي الدائم يكمن في العمل كفريق وتحويل التنوع من سبب للخلاف إلى غنى للتطور والخدمة.”
ثم قدّم الأب خضره الرئيس الجديد للإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان، الدكتور بسام لحود والذي انتخب أخيرا خلفا له على رأس الإتحاد، شاكرا له التطوع لتسلم هذه المسؤولية، متمنيا أن يتقدم آخرون لترؤس لابورا واتحاد أورا، “لأن المؤسسات التي ترتبط بشخص تسقط، والإستمرارية هي في التعاون والعمل الفريقي المشترك.”
ثم كانت كلمة للدكتور لحود شكر فيها الجميع على ثقتهم، مؤكدا انه سيقدم كل ما في وسعه لخدمة الإتحاد.
بعد الذبيحة الإلهية اجتمع المشاركون في جو من التآلف والمحبة حول كوكتيل بالمناسبة، شكل مساحة تلاق وتفاعل بين أعضاء المؤتمر، بخاصة أعضاء الهيئة العامة.
المؤتمر المسيحي الدائم
المكتب الإعلامي