سنوات سبع على غيابك والجرح لا يزال يحفر في ذاكرة الوطن والقلوب.كنا اعتقدنا ان النسيان سيطويك، كما طوى الكثيرين، فاذا حضورك يشتد وصوتك الهادر يستوطن تجليات الشهادة وقدس الكلمات. أنى لتلك الطلعة البهية ان تتوارى وهي ما برحت ماثلة مع كل طلعة نهار في زمن غارق في الاسوداد. وكيف لذلك القلب ان يتوقف وهو لا يزال ينبض مع كل قسم ...
لبنان : جبران تويني… لن ننسى
"ندوة عن الموارنة في قصر الاونيسكو، وبدعوة من رابطة سيدة ايليج؟ مجانين انتم" سمعنا هذا القول من غالبية الذين فاتحناهم بنيتنا اقامة ندوة بعنوان "لبنان والموارنة اليوم" لمناسبة عيد مار مارون في التاسع من شباط عام 2004 وفي قصر الاونيسكو والسوري ما زال يهيمن على البلد بكل شؤونه وشجونه. في حساباتنا انها خطوة جريئة هي الاولى لكسر حالة الانطواء النفسي ...
جبران تويني في ذكراه شمعة لا تنطفئ بقلم بيار عطالله
بعد استشهاد جبران تويني، واظبت سيدة مسلمة متقدمة في العمر تضع منديلاً على رأسها على الحضور الى امام مبنى "النهار" في وسط بيروت حيث كانت ترتفع صورة كبيرة للشهيد، تقف هناك تبكي بصوت خافت وتضيء شمعة ثم تغادر بهدوء. استمرت تلك المرأة على عادتها مدة طويلة على ما قال لي حراس المبنى من دون أن تطلب شيئاً أو تسأل عن ...
الشرق : رحيل الكبار
عندما يرحل أمثال غبطة البطريرك هزيم يشعر الناس بفراغ حقيقي، فهو من الرعيل المميّز فهؤلاء الرجال يعز وجود بدائلهم. رحمة الله عليه، فقد كان صديق الراحل الكبير الأخ المرحوم غسان تويني الذي كان يحدثنا دائماً عنه، وعن مزاياه العديدة. وكذلك كان النقيب العزيز محمد البعلبكي، أمدّ الله في عمره، يروي لنا كيف كان استاذاً للراحلين البطريرك هزيم وغسان التويني. رحم ...
بطريرك العمل بالرؤية الانطاكية المشرقية بقلم رفيق خوري
ليس بالحزن العميق والنبيل وحده نواكب رحيل الكبار. ولا باللقب وحده استحق بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم أن يحمل في الحاضر كل ما كان في الماضي من قيم ورموز وروح وتراث للانطاكية المشرقية. فمن فقدناه في الزمن الصعب هو الأب الذي أخذنا، بالحق، الى جوهر الحقيقة في الشرق، وأكمل الطريق الى أبيه السماوي. وما نفتقده هو ...
الأنوار : بطريرك الحزم والمحبة بقلم فؤاد دعبول
كان غيابه نكسة. اما ارتقاؤه السدة فكان اعجوبة. نكسة، لأن الارث كبير. والاعجوبة تمثلت في ما تحقق. ليس غريباً ان تكون الوديعة جامعة. الا ان تحقيق المصالحة بعد انقسام وانشطار، كان اعجوبة في زمان جفت فيه الاعجوبات. ليس حدثاً ان ينشئ اغناطيوس الرابع هزيم جامعة، على هضاب البلمند، وتغدو في لمحة بصر، مجموعة اجنحة ومبان تؤلف صرحاً علمياً اسمه جامعة ...
“بطريرك العرب”.. من مشرق الشمس إلى قلب الله بقلم غراسيا بيطار
تلك كانت الومضة الأخيرة للصلبان الثلاثة المستريحة على صدره. في ليلة عظيمةِ شهداء المسيحية القديسة بربارة. القمح على رأس المائدة. جلطة طائشة تقتحم العقل الروحي العروبي. القمح رمزه السنبلة التي لا تثمر إلا بعد موتها. بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أغناطيوس الرابع هزيم كان تلك السنبلة. «بطريرك العرب» هو اللقب الذي رافقه منذ اعتلائه السدة البطريركية قبل زهاء ثلاثة ...
البطريرك إغناطيوس الرابع وهج مبارك ساطع
من ينابيع إنطاكية العظمى، المدينة المقدسة، سطع إغناطيوس الرابع وهجاً. والوهج عنده صار وجهاً مجسداً بنهضة عمل على توسيعها من سوريا إلى لبنان، فإلى دنيا الاغتراب المشرقي، بلغة عربية مبينة تحرّك القلب والعقل، وترفعهما إلى وجه المعلم الذي به نتحرك ونوجد. لم يكن بطريركاً عادياً، بل هو من سلالة الكبار، المولودين من الكلمة. ذاق أن الكلمة هو البدء، ولا بد ...
رحيل المشرقي الأصيل ذات لقاء مع البطريرك الكبير
الرجال لا تقاس بالأعمار. إنما تقاس بالمواقف. ويلتقي الشاب والكهل والمتقدم في العمر عندما يكونون رجال مواقف… والمثلث الرحمات غبطة البطريرك هزيم كان رجل المواقف التي يمكن إختصارها بالآتي: المسيحيون متجذرون في هذه الأرض. «الإسلام ضيف علينا» (أي على المسيحيين) باعتبار أن المسيحية سبقت الإسلام بأكثر من ستة قرون. وإن للإسلام حقاً في أن تكرمه المسيحية كما يفترض بالمضيف أن ...
وصية إغناطيوس الرابع هزيم للأرثوذكس: «كونوا واحداً بالحق»
عندما سئل بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إغناطيوس الرابع هزيم ذات مرة، من هو إغناطيوس الرابع؟ أجاب: «هو إنسان يريد أن يكون غاية في البساطة والوضوح، ويريد قبل كل شيء أن يكون في خدمة كنيسته وفي خدمة الإنسانية من دون أي تحفظ». جسّد رأس الكنيسة الارثوذكسية الآتي من بلدة محردة السورية تلك المفاهيم على مدار 33 عاما أمضاها في ...