أرخبيل تريستان دا كونيا الواقع وسط المحيط الأطلسي يضم جماعةً من 263 نسمة، ثلثهم من الكاثوليك. سكان تريستان دا كونيا هم على الأرجح الجماعة البشرية الأكثر عزلةً في العالم. وأقرب أرض مأهولة بالسكان هي جزيرة القديسة هيلانة الواقعة في الشمال الشرقي. بهدف الذهاب إليها، لا بد من استخدام إحدى سفن الصيد انطلاقاً من جنوب إفريقيا. تبلغ مسافة هذه الرحلة 3222 ...
سرّ الصليب .. الذي صُلِب من أجلنا ولخلاص العالم
أيّامٌ مميّزة هي، أيّام الاسبوع العظيم، أو الكبير. لا بل وأكثرَ من ذلك، إنها أيّامُ خلاصنا وظهور الله في عالمنا، وإتّحاده بنا وبآلامنا ومشاركتنا في كل شيء. لا بدّ أن نتكلّم عن سرّ خلاصنا الكبير، الذي هو ” سرّ الصليبْ “، هذا الحقّ الصريح الذي كشفه لنا الربّ يسوع ” الابن الحبيب المتّحد بالله الآب”، بموته على الصليب وطاعته الكاملة ...
هل الإنسان هو فكرٌ وحريّة؟
ما الإنسانُ ؟ هو كائنٌ حيٌّ، رفضَ أن يكونَ شيئا من بين الأشياء. وقَبِلَ أن يعيشَ خبرة صعبة ومُضنية! ولكي يصبح الإنسان إنسانـــــا، أي يصبحُ فاعلا ومتحوّلا إلى ما يجب أن يكون: عليه أن يحيا في اندفاع ٍ يشدّه نحو خارج ذاته – أي نحو ما هو أساسيّ – فيتوصّل إلى التوفيق بين الحقيقة الساكنـــة في داخله، فيوقظها اضطرابُ الطبيعة التي ...
هوشعنا… الخلاص لنا!؟ بقلم الأب د. نجيب بعقليني
دخل يسوع أورشليم مدينة السّلام في أبهى حُلَلِها وقمّة مجدها. نشر يسوع المَلِكْ، بدخوله أورشليم، روح السّلام والطمأنينة والفرح والبهجة وحبّ الحريّة. هذا الدخول الملوكي، الذي تفاعل معه الناس، أعطاهم قوّة التحرّر والأمان والحلم بالخلاص. ولكن أيّ خلاص كانوا ينتظرون؟ هل يعترف البشر بالمسيح ملك السماء والأرض؟ أعلن الناس في أورشليم إيمانهم بيسوع الملك، فارتفعت الصيحات “هوشعنا هوشعنا”، أيّ يا ...
مَوْكِبُ أحَدِ السَّعَفِ بقلم القمص اثناسيوس جورج
في الأحد السابع من الصوم الكبير (الأحد السابق للقيامة) تحتفل الكنيسة بتذكار دخول السيد الرب إلى أورشليم قبل آلامه؛ وللمرة الأخيرة على الأرض، دخل في هذا اليوم ليملك على خشبة وليُتوَج بإكليل الآلام والشوك، فيتمم عمله الكهنوتي الذبائحي كرئيس الكهنة الأعظم، يقدم ذاته ذبيحة فداء أبدي، وخرجت الجموع في موكبه الملوكي؛ مبتهجة مترنمة؛ حاملة سعف النخل وأغصان الزيتون؛ صارخة (أوصنا في الأعالي؛ مبارك الآتي بسم ...
«مورين» تجربة فريدة في السينما اللبنانية
بين الخيال والحقيقة، تتأرجح قصّة القديسة «مارينا» (مورين بالسريانية) التي عاشت في لبنان في العصر البيزنطي. كثيرون يعتقدون أنّها أسطورة، غير أنّ الروايات والوثائق التاريخية تؤكد أنّها في الحقيقة إنسانة مؤمنة ولدت في منطقة القلمون (شمال لبنان)، كانت تحلم بتكريس حياتها لـ «عبادة الله والعيش في بيته»، فيما جثمانها موجود حالياً في البندقية. في مجتمع ذكوري محافظ، وفي وقت كانت ...
العزلة المثمرة وسيلتك للانطلاق إلى العالم بإيجابية
إذا أردنا تعريف مصطلح العزلة الاجتماعية بشكل مبسط سنجد أنه يجمع بين متناقضين فكلمة العزلة تعني الابتعاد عن الآخر بينما الاجتماعي تعني الارتباط بالآخر وهذا ما يسمى (OXYMORON) أي تناقض المفردات. ولكن كيف ينظر المرء إلى العزلة الاجتماعية، وهل فكرت بالعزلة الاجتماعية من منظور إيجابي؟ أعتقد أن معظمنا لا يفعل ذلك، فكلمة العزلة لا تبدو ممتعة للكثيرين منا، لأن الإنسان ...
ما العمل كي نجد الحقيقة؟ الحلقة الثالثة عشرة من سلسلة مقالات الحرية
الحقيقة. ما المقصود بها؟ هذا السؤال يطرحه أفلاطون فيقول: ” ما العملُ كي نجدُ الحقيقة؟ في كتابه بارمينيدُس، ويأتي جوابه فيقول: كُن مرنا، إعمل فتحة ً في فكرك، أخرج من الأنا، وبهذا الفكر الكامل ستتقدّم لإستقبال الخبـــــرة (سنراها الآن)، لأنّ الحقيقة ليست فينا صدفة ً عرضـًا، أو هي إضافة. فإذا كان فكــــــرنا قادرًا على إكتشاف وفهم ما هو موجود، فذلك لأنه هو ...
بتينا خوري بدر في معرض “الطبيعة الصامتة”: أحاديث وقصص تنصهر بين العالم الخارجي والداخلي
أحلامها ليست بعيدة. انظروا بتمعّن، إنها هناك في مكان ما بين حجر النرد الذي يوحي الاحتمالات، والصحن المكسور بذكرياته الهاربة، والسمكة التي علقت في صنّارة صيّاد الكورنيش البحريّ، والكُرسي الذي ينتظر من يجلس عليه لتبدأ روايته الشخصيّة (أو ربما ليواسي وحدته)، وضوء الصباح الذي يَقتحم الروح، والإسمنت القاسي في إطلالته، لنعود مُجدداً إلى حجر النرد. ربما شكّلت هذه الأشياء التي ...
رحلة الفلاحة الجنوبية إلى الأدب والحرية
أغمضت عينيها على طهرها ومضت… أتراه يسعد «فيليب» بعودة اللقيا؟ لم تتعب املي أبي راشد نصرالله (1931 ـــ 2018) من نضالها في الكتابة والدفاع عن حقوق المرأة، الطفل واللغة، وعن لهفتنا وأشواقنا إلى أبنائنا الذين تآكلتهم الغربة، مثلما أكلت حنيننا إليهم… لكن بعد سنتين من مقاومة السرطان، قررت أيقونة الكلمة والأدب واللطف أن ترتاح وترحل، حتى قبل عودة «طيور أيلول». ...