أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | “إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ”
“إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ”
جذور أسبوع الصلاة

“إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ”

نجيل القدّيس يوحنّا ٧ / ٣٧ – ٤٤.

في آخِرِ أَيَّامِ العِيدِ وأَعْظَمِهَا (عيد المظال!)، وَقَفَ يَسُوعُ وهَتَفَ قَائِلاً: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ.
وَالمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ، كَمَا قَالَ الكِتَاب: مِنْ جَوْفِهِ تَتَدَفَّقُ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيّ».
قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ المُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوه. فَٱلرُّوحُ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُعْطِيَ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ مُجِّد.
وسَمِعَ أُنَاسٌ مِنَ الجَمْعِ كَلامَهُ هذَا، فَأَخَذُوا يَقُولُون: «حَقًّا، هذَا هُوَ النَّبِيّ».
وآخَرُونَ كَانُوا يَقُولُون: «هذَا هُوَ المَسِيح». لكِنَّ بَعْضَهُم كَانَ يَقُول: «وهَلْ يَأْتِي المَسِيحُ مِنَ الجَلِيل؟
أَمَا قَالَ الكِتَاب: يَأْتِي المَسِيحُ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، ومِنْ بَيْتَ لَحْمَ قَرْيَةِ دَاوُد؟».
فَحَدَثَ شِقَاقٌ في الجَمْعِ بِسَبَبِهِ.
وكَانَ بَعْضٌ مِنْهُم يُريدُ القَبْضَ عَلَيْه، ولكِنَّ أَحَدًا لَمْ يُلْقِ عَلَيْهِ يَدًا.

التأمل:  “إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ”.

العالم عطش رغم كل المياه المتوفّرة فيه.. هو عطش الى المعنى الذي يخسره يوما بعد يوم…
هو عطش الى الجوهر في العيش والعلاقات والاشياء…
هو عطش الى الانسانية رغم النمو الكبير في عدد الناس…
هو عطش الى الحب الصافي النقي والطاهر…
هو عطش الى الأمومة الدائمة والمستمرة والى الابوة الحانية..

العالم عطش الى القناعة والى الرؤية الإيجابية…
هو عطش الى رؤية الزاوية المضيئة من الارض لا الزاوية المظلمة…الى القسم الملآن من كوب المياه لا الى القسم الفارغ..

في ليلة رأس السنة، جلس المؤلف الكبير أمام مكتبه، و أمسك بقلمه، و كتب:

دخلت زوجته غرفة مكتبه، و لاحظت شروده، فأقتربت منه، و من فوق كتفه قرأت ما كُتِب، فتركت الغرفة بهدوء… و بعد عدة دقائق عادت و قد أمسكت ورقةً أخرى، و وضعتها بهدوء بجوار ورقة زوجها…تناول الزوج ورقة زوجته و أخذ يقرأها:

“في العام الماضي، شُفِيت من آلام المرارة التي عذبتك سنينًا طِوالًا… و بلغت الستين و أنت في تمام الصحة و العافية، و ستتفرغ للكتابة و التأليف بعد أن تم التعاقد معك على نشر أكثر من كتابٍ مهم… و عاش والدك حتى بلغ سن الخامسة و الثمانين دون متاعب و تُوفيِ بهدوء بدون أن يتألم… و نجا أبنك من حادث سيارة و شُفي بدون مضاعفات أو عاهات، كما أنه يقدر أن يتقدم للامتحان مرةً أخرى بعد أن يستعد له…

يا لها من سنةٍ تغلب فيها حظنا الحسن على حظنا السيء!!!!”

أرونا يا رب من مياه نعمتك في الفشل والنجاح في الفقر والغنى، في الصحة والمرض، في الضعف والقوة، في الفرح والكآبة، في الموت والحياة ، أعطنا نعمة القناعة في كل شيء، وألا نملّ من شكرك إلى الأبد. آمين.

أليتيا

عن ucip_Admin