أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الكنيسة في العالم | البابا فرنسيس: حيث يوجد الكثير من الـ “أنا”، لا يوجد سوى القليل من الله
البابا فرنسيس: حيث يوجد الكثير من الـ “أنا”، لا يوجد سوى القليل من الله

البابا فرنسيس: حيث يوجد الكثير من الـ “أنا”، لا يوجد سوى القليل من الله

“في التواضع نصبح قادرين على أن نحمل إلى لله بدون ادعاءات، ما نحن عليه، محدوديّتنا والجراح والخطايا والمآسي التي تثقِّل قلوبنا، وأن نطلب رحمته لكي يداوينا ويشفينا وينهضنا” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يقدم لنا الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجيا اليوم مثلًا له بطلان، فريسي وعشار، أي رجل متدين وخاطئ كامل. كلاهما يصعدان إلى الهيكل ليصلّيا، لكن العشار وحده هو الذي يرتفع حقًا إلى الله، لأنه بتواضع ينزل في حقيقة نفسه ويقدم نفسه كما هو، بدون أقنعة، وبفقره. يمكننا أن نقول، إذن، أن المثل موجود بين حركتين، يتمُّ التعبير عنهما بفعلين: الصعود والنزول.

تابع البابا فرنسيس يقول الحركة الأولى هي الصعود. في الواقع، يبدأ النص بالقول: “صَعِدَ رَجُلانِ إِلى الهَيكَلِ لِيُصَلِّيا”. يذكرنا هذا الجانب بالعديد من أحداث الكتاب المقدس، حيث ولمقابلة الرب يصعد المرء إلى جبل حضوره: صعد إبراهيم إلى الجبل ليقدم الذبيحة؛ صعد موسى إلى سيناء لكي ينال الوصايا؛ صعد يسوع إلى الجبل حيث تجلّى. لذلك فإن الصعود يعبِّر عن حاجة القلب للانفصال عن حياة مملّة بدون حماس لكي يذهب للقاء الرب، وللارتقاء من سهول أنفسنا لكي نرتفع نحو الله؛ ولكي نجمع ما نعيشه في الوادي ونحمله أمام الرب.

أضاف الأب الأقدس يقول ولكن لكي نعيش اللقاء مع الرب وتحوّلنا الصلاة ونرتقي إلى الله، هناك حاجة إلى الحركة الثانية: النزول. لكي نصعد إلى الرب، علينا أن ننزل إلى داخلنا: أن نعزز صدق وتواضع القلب اللذين يعطياننا نظرة صادقة على ضعفنا وفقرنا. في التواضع في الواقع، نصبح قادرين على أن نحمل إلى لله بدون ادعاءات، ما نحن عليه، محدوديّتنا والجراح والخطايا والمآسي التي تثقِّل قلوبنا، وأن نطلب رحمته لكي يداوينا ويشفينا وينهضنا. وبقدر ما ننزل بتواضع، بقدر ما سيجعلنا الله نصعد إلى العلى!

في الواقع، تابع الحبر الأعظم يقول وقف العشار في المثل بتواضع بعيدًا، يطلب المغفرة، فرفعه الرب. أما الفريسي، فكان يعظّم نفسه واثقًا من نفسه، مقتنعًا بأنه كامل: انتصب قائمًا وبدأ يتحدّث إلى الرب عن نفسه فقط، ويمدح نفسه، ويعدد قائمة جميع أعماله الدينية الصالحة، ويحتقر الآخرين. لأن هذا ما يفعله الكبرياء الروحي: فهو يقودك إلى الاعتقاد بأنّك صالح وإلى الحكم على الآخرين. وهكذا، ودون أن تتنبّه، تعبد نفسك وتمحو إلهك.

أضاف الأب الأقدس يقول أيها الإخوة والأخوات إن الفريسي والعشار يطالاننا عن كثب. وإذ نفكر فيهما، لننظر إلى أنفسنا: ولنتحقق مما إذا كنا، مثل الفريسي، مُستيقِنين أّنَّنا أَبرار ونحتقر الآخرين. يحدث، على سبيل المثال، عندما نبحث عن مجاملات ونضع دائمًا قائمة بمزايانا وأعمالنا الجيدة، عندما نقلق بشأن المظاهر بدلاً من أن نكون حاضرين للآخرين، عندما نسمح بأن تمسكنا النرجسية وحب الظهور. لنسهر على النرجسية وحب الظهور، القائمين على المجد الباطل، واللذين يقوداننا نحن المسيحيين، نحن الكهنة، نحن الأساقفة إلى أن تكون دائمًا كلمة “أنا” على شفاهنا: “أنا فعلت هذا، أنا كتبت هذا، أنا قلت ذلك، أنا فهمت ذلك”، وما إلى ذلك. حيث يوجد الكثير من الـ “أنا”، لا يوجد سوى القليل من الله.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لنطلب شفاعة مريم الكلية القداسة، أمة الرب المتواضعة، الصورة الحية لما يحب الرب أن يفعله، أن يحط الأقوياء عن العروش ويرفع الوضعاء.

عن ucip_Admin