شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | بداية الموسم المدرسي… والمشكلات التعلُّمية
بداية الموسم المدرسي… والمشكلات التعلُّمية
بداية الموسم المدرسي... والمشكلات التعلُّمية

بداية الموسم المدرسي… والمشكلات التعلُّمية

يقترب موعد رجوع التلامذة إلى مدارسهم، وينصبّ إهتمام الأهل على شراء اللوازم المدرسية والكتب لأطفالهم، كما يبدأ مدراء المدارس بتنظيم جداول الدروس لكل الصفوف، ويستعدّ المربّون نفسياً وجسدياً للرجوع إلى قاعات التدريس… أيضاً، يبدأ الاختصاصيون النفسيون في المدارس بتنظيم حصص نفسية لتقييم التلامذة وتقصّي المشكلات التعلّمية التي يمكن أن يواجهها بعضهم. فما هي المشكلات التعلّمية؟ وكيف يمكن إكتشافها؟ وما هو دور الاختصاصي النفسي المدرسي في هذا المجال؟تنقسم الإعاقات إلى نوعين: النوع الأول ظاهري كالعمى والمشكلات الجسدية… والنوع الثاني يتمثّل بالإعاقات الخفيّة مثل الإعاقات التعلّمية أو مشكلات التعلّم.

جميع الإعاقات والمشكلات التي يمكن أن يُصاب بها الطفل تؤثّر بشكل مباشر في حياته النفسية وإتزانه النفسي وفي مردوه التعلّمي. فمشكلات التعلّم عند التلميذ تؤثّر على تحليل ما يراه ويسمعه، وتهدّد قدرته على ربط المعلومات التي تلقّنها مع بعضها البعض. كل ذلك يؤدي إلى عدم توازن في عملية التعلّم والإستيعاب.

ما هي الإعاقة التعلّمية؟

الإعاقة التعلّمية هي حالة يواجه فيها التلميذ صعوبة في الدراسة. هذه الصعوبة ليست لها علاقة، لا من قريب ولا من بعيد بذكاء الأطفال. فالتلامذة الذين يعانون من إعاقة تعلّمية عادةً ما يكون مستوى ذكائهم متوسطاً وليس أقل من الطبيعي أبداً.

ولكنّ ثمّة مربّين ومدراء مدارس يرون في هذه المشكلة، ربما تخلّفاً عقلياً بسيطاً، لذا يعتبرون أنّ هذا التلميذ «غبي» أو لا يبذل جهداً للوصول إلى النجاح. ولكن في الحقيقة، هذا الطفل يقوم بالمستحيل للوصول، إلّا أنّ مشكلاتٍ تعلّمية يعاني منها تعوق وصوله للدرجة المرجوَّة منه.

ويمكن أن تظهر هذه الصعوبات خلال القراءة أو الكتابة أو الإملاء أو حتّى الرياضيات. ويقسم علم النفس الإعاقات التعلّمية كالآتي:
• صعوبات في النسخ والإملاء والكتابة.
• صعوبات مع الأرقام والرياضيات.
• مشكلات سلوكية.
• صعوبات في فهم التعليمات التي تُعطى للتلميذ.
• صعوبات في القراءة.

ومن أكثر الإعاقات التعلّمية شيوعاً عند التلامذة هي عسر القراءة وتتجلّى بصعوبات في القراءة والكتابة والإملاء.

أسبابُ المشكلات التعلّمية

يحتاج الطفل الذي يعاني من الإعاقة التعلّمية إلى التفهّم والمساعدة المستمرة خلال سنوات الدراسة من الابتدائي إلى الثانوي. هو غالباً لا يعاني من أيّ خلل سمعي أو بصري أو مرض عصبي، ولكن يلاحظ الاختصاصيون النفسيون معاناته من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والاندفاع. ولذلك يجب علاج هذه الاضطرابات مع علاج اضطراب التعلّم.

وتشمل أسباب الصعوبات التعلّمية:
• التأخّر العقلي (هي النسبة الأقل).
• إضطراب السلوك عند الطفل خصوصاً العدواني.
• الإكتئاب وفقدان الإهتمام.
• النشاط الزائد وقلّة التركيز والإنتباه.
• سوء معاملة الطفل.
• المشكلات البصرية والسمعية.
• المخدرات (عند المراهقين).

ونجد هذه الأسباب الشائعة التي تعيق تعلّم الأطفال في:

• العائلة، عندما لا يقدّم الوالدان الدعم والرعاية الملائمين لطفلهما. كما يمكن للعنف اللفظي والجسدي أن يؤثر سلباً في تعلّم الطفل.

• المدرسة، عندما لا يهتم كلّ من الإدارة والمربّين في تربية الطفل وتوجيهه بشكل لائق، وإحترام قدراته وطريقة إستيعابه للدروس. كما أنّ عدم احتواء الصف على التجهيزات الضرورية للتعلّم، وكثرة التلامذة في الصف الواحد من العوامل المؤثّرة سلباً على التعلّم.

كيف تكتشف الأم المشكلات التعلّمية؟

لم يحدّد العلم الأسباب المباشرة للمشكلات التعلّمية، ولكنّ الأم هي أوّل مَن يكتشفها خلال متابعتها لدراسة طفلها في البيت. كما للمعلمة دور بارز في تقصّي تلك المشكلات وتوجيه الطفل مباشرة وبسرعة عند الاختصاصي النفسي المدرسي الذي يقوم بالإختبارات النفسية اللازمة لتحديد المشكلة وتوجيه الطفل عند اختصاصي النطق والمعالج النفسي- الحركي.

وعادةً ما تظهر المشكلات التعلّمية بعدة أوجه وتلاحظ الأم بعضها وهي:

أولاً، عدم قدرة الطفل على استعمال اللغة المنطوقة والمكتوبة بشكل سليم، كما تظهر بعض صعوبات التآزر الحركي والتحكّم بالذات والقدرة على الإنتباه وقلّة في التركيز.

ثانياً، تمتدّ الصعوبات إلى الواجبات المدرسية التي لا يكترث لها الطفل بسبب عدم قدرته على فهمها، وطبعاً يعيق هذا التأخّر القدرة على تعلّم القراءة والكتابة والحساب.

ثالثاً، لا تأتي المشكلات التعلّمية، وحيدة، بل تكون مصحوبةً بعدد من الإضطرابات ما يؤثر مباشرة في نتيجة الطفل المدرسية. في هذه الحالة، تتأثّر أيضاً الحالة النفسية للتلميذ فتقل ثقته بنفسه ويشعر بأنه أقل من غيره وبأنه «فاشل» بسبب عدم استطاعته القيام بما يقوم به التلامذة الآخرون. ويطال الضرر حياته اليومية وعلاقاته الأسرية وقدرته على التعامل مع أصدقائه. ولكن عندما يبدأ العلاج والمتابعة عند الاختصاصيين، تنحلّ المشكلات بطريقة فعّالة.

والحل؟
طرق عديدة يمكن أن توضع ضمن مخطّط تربوي لمساعدة التلميذ الذي يعاني من مشكلات تربوية. هذا المخطط يصمّمه الاختصاصي النفسي المدرسي مع المعالجين المتخصّصين ويشمل «تقويم نطق وعلاج حسّي-حركي» وتهيئة مربية الصف للتعامل مع هذه الحالات.

ومن أهم النقاط الأساسية في هذا المجال:

• يجب أن تمتلك المربية في الصف مهارة عالية لحلّ المشكلات التربوية وتقصي الإعاقات التعلّمية عند تلامذتها.

• على المعلمة أن تتابع ورشات عمل بخصوص المشكلات التعلّمية لفهم أسباب هذه المشكلات والتأخّر المدرسي.

• تطلب المعلّمة في الصف والأم في البيت المساعدة من الاختصاصيين في وقت مبكر لتلافي المشكلات التي يمكن أن تؤدّي إلى إضطرابات تعلّمية.

• تكون حصص التدريس مسليّة وغير مملّة للتلميذ.

• ربط مواد التدريس بالحياة اليومية للتلميذ.

د.انطوان الشرتوني
الجمهورية

عن ucip_Admin