أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | رعاية المسن والمرافقة الروحية والنفسية والطبية في البلمند جيورجي: منهجنا في اللاهوت يعامل الإنسان بشموليته
رعاية المسن والمرافقة الروحية والنفسية والطبية في البلمند جيورجي: منهجنا في اللاهوت يعامل الإنسان بشموليته
الأب بورفيريوس جيورجي متحدثا في الندوة

رعاية المسن والمرافقة الروحية والنفسية والطبية في البلمند جيورجي: منهجنا في اللاهوت يعامل الإنسان بشموليته

يعتبر معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في جامعة البلمند في الكورة أن دراساته العليا في حلّتها النهائيّة ترتكز على الإنسان وخدمته واللاهوت وفق ما يشرح عميد “كليّة اللاهوت”، وهي التسمية المُرادفة للمعهد، الأب الدكتور بورفيريوس جيورجي “هو من العلوم التي تعمل من أجل الإنسان. من أجل خير الإنسان ورُقيه ونموه وتطوّره”.

السؤال الذي يُحاول المعهد الإجابة عنه يبقى: “كيف يُحقّق الإنسان إنسانيّته؟ لا سيما وأن المُشكلة المحوريّة في مُجتمعاتنا المُعاصرة تبقى الرؤية المُجزأة للإنسان التي انبثقت اثر غوصنا المُتطرّف في العلوم”.
ففي الطب، على سبيل المثال، “نتعامل مع الإنسان على أنه كائن فيزيولوجي. وإذا ما سلّطنا الضوء على الشقّ النفسي، نتعامل معه وكأنه مُجرّد بُنية نفسيّة مُحدّدة. وفي اللاهوت نتعامل مع الإنسان بشموليّته”.
ومن هنا اختيار عنوان “رعاية المُسنّ – المُرافقة الروحيّة والنفسيّة والطبيّة”، للندوة التي دعا إليها المعهد أخيراً في رعاية البطريرك يوحنا العاشر.
يشرح الأب بورفيريوس جيورجي على هامش الندوة فيقول: “يتضمّن منهج اللاهوت عدداً من المواد التي نُطلق عليها تسمية (اللاهوت الرعائي). وترتكز هذه المواد على قدرة الكنيسة وإصرارها على مُساعدة الناس في حياتهم العمليّة – المُعاشة – وفيها نُدرّب طلابنا على كيفيّة التعامل مع حاجات الناس ومُشكلاتهم”.
وتدرج رعاية المُسنّ في خانة أولويّات المعهد حيث يُعالج تفاصيلها لا سيما وأن “الحاجة للتنبّه لهذا الموضوع مُلحّة في مُجتمعاتنا التي تفتقر إلى سياسة شاملة، على المُستوى الوطني، تؤمّن الإنسان في شيخوخته وتحفظ له كرامته وتُسعفه في حاجاته”. وللإنسان في شيخوخته، كما يؤكد الأب جيورجي، “حاجاته الكبيرة نذكر منها الأدوية والأدوات التي تُسعفه في يوميّاته. أضف إليها الحاجات المعنويّة. ونُشير، على سبيل المثال، إلى أن المُسنّ قد لا يجد حديقة عامّة يتنزّه فيها، وقد لا يجد أنشطة تُرفّه عنه”.
وعندما يصل الإنسان إلى مرحلة التقاعد يشعر أحياناً وكأن الذين يُحيطون به يغمزون إلى كونه أصبح يعيش على هامش الحياة انطلاقاً من كونه قد توقّف عن الإنتاج. وبالتالي ربما تعاملنا معه بأسلوب يُترجمه المُسنّ بالجملة الراعبة في حزنها: “لم يعد لديك أي دور محوري في الحياة!”.
يُضيف الأب جيورجي: “من المُمكن أن تمتدّ مرحلة الشيخوخة لمدة طويلة ونحن في المعهد نُصرّ على أن يشعر المُسنّ خلال هذه الفترة بأنه في الواقع لا يعيش على الهامش إطلاقاً”.
وفي حين تفرض العوامل الطبيعيّة على الجسد أن ينتقل إلى مرحلة الترهّل فيأخذ في الضعف، لا بدّ من أن نُشعر المُسنّ بأنه يملك جماله الخاص في هذه المرحلة. وأن لوجوده قيمة كبيرة حيث يشعر بأنه وصل إلى مرحلة مُتطوّرة هي أشبه بتتويج لحياته بعدما كانت حالات الزمان عليه شتى.
هذه العناصر وفق ما يرى الأب جيورجي، “تتطلّب رعاية مُعيّنة. من المُهم أن نتعامل مع المُسنّ وكأنه مصدر فرح لنا وليس العبء الثقيل الذي يجعلنا نتفاعل معه انطلاقاً من الواجب لا من المحبّة”.
في مرحلة الشيخوخة، “يميل المُسنّ إلى إعادة حساباته. وبكثير من الأوقات قد يُواجه خيبة أمل. إذ أننا كثيراً ما لا نُحقّق كل الأهداف التي وضعناها لأنفسنا أيام الصبا”.
أمّا الموت، هذا النديم الذي لا مفرّ من زيارته، فيضطلع بدوره الرئيسي في حياة المُسنّ، “كثُر من المُسنّين يتشنّجون أمام هيبة الموت. ومن هنا أهميّة المُرافقة الدينيّة – الروحيّة للإجابة عن تلك الأسئلة الوجوديّة التي تُرافقهم في تلك المرحلة”.
المُسنّ، كما يشرح الأب جيورجي انطلاقاُ من البحوث المُكثّفة التي يقوم بها المعهد، “لا يستسيغ أن نعظه وأن نُملي عليه الدروس في الحياة. أكثر ما يحتاج إليه في مرحلة الشيخوخة هو الصمت. أن نستمع إليه وأن نمسك بيده”.
يضيف: “كما لاحظنا أن من يُحيط بالمُسنّ يحتاج بدوره إلى مُساعدة في ما يتعلّق بالأدوية التي قد تُلقي تكلفتها بثقلها عليه”.
ليُنهي قائلاً: “تنقصنا ثقافة مُعيّنة مفادها كيفيّة تعامل الإنسان مع الحياة. لا نأخذ في الاعتبار التحضير لمرحلة الشيخوخة منذ انطلاقتنا إلى الحياة. وكأننا ننسى أننا جميعاً نسير نحو هذه المرحلة وأن المسألة قريبة أكثر ممّا نعتقد”.
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).