أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن أهمية عيش الرحمة بالنسبة للمسيحي
في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن أهمية عيش الرحمة بالنسبة للمسيحي
البابا فرنسيس يصلي عند صليب كبير في جامعة سانتو توماس الكاثوليكية في مانيلا. (أ ف ب)

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن أهمية عيش الرحمة بالنسبة للمسيحي

أجرى البابا فرنسيس مقابلته العامة الأسبوعية المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين في الفاتيكان. وتوقف البابا عند إنجيل القديس لوقا عندما قال يسوع ” كونوا رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم. لا تَدينوا فَلا تُدانوا. لا تَحكُموا على أَحَدٍ فلا يُحكَمَ علَيكم.أُعْفُوا يُعْفَ عَنكم. أَعطُوا تُعطَوا: سَتُعطَونَ في أَحضانِكُم كَيْلاً حَسَناً مَركوماً مُهَزْهَزاً طافِحاً، لأنَّه يُكالُ لَكم بِما تَكيلون”. (لوقا 6: 36-38). وقال البابا إن هذا المقطع من الإنجيل يحتوي على الشعار الذي اختير ليوبيل سنة الرحمة المقدسة “رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم”، ولفت إلى أن إنجيل القديس متى يساعدنا على فهم هذا التعبير فهما أفضل إذ يقول يسوع “فكونوا أَنتُم كامِلين، كما أَنَّ أَباكُمُ السَّماويَّ كامِل” (متى 5، 48).
وأشار البابا إلى أن الرب يعلمنا أن الكمال يتمثل بالمحبة وبإتمام كل مقتضيات الشريعة، ويوضح القديس لوقا البشير أن الكمال هو المحبة الرحومة: أن نكون كاملين يعني أن نكون رحماء. وإذا ما نظرنا إلى الله كأب رحوم ووضعناه أمام أعنيننا يمكننا أن نفهم بشكل أفضل ما معنى الكمال وهو يدفعنا على أن نكون مثله مفعمين بالمحبة والرأفة والرحمة.
بعدها تساءل البابا فرنسيس ما إذا كانت كلمات يسوع هذه واقعية. وإذا كان باستطاعتنا فعلا أن نحب كما يحب هو وأن نكون رحماء كما هو رحوم. وأكد أنه إذا ما نظرنا إلى تاريخ الخلاص نرى أن وحي الله كله هو تعبير عن محبة لا تكل تجاه البشر، وموت يسوع على الصليب شكل ذروة تاريخ محبة الله تجاه الإنسان. وإذا ما قسنا محبتنا بهذه المحبة العظيمة، تابع البابا يقول، تبقى محبتنا ناقصة بيد أن يسوع وعندما يدعونا لنكون رحماء كالآب فهو لا يفكّر بالكمية ويطلب من تلاميذه أن يصبحوا علامة وقنوات وشهودا لرحمته.
هذا ثم شدد البابا فرنسيس على واجب الكنيسة في أن تكون سرا لرحمة الله في العالم، في كل زمان وحيال البشرية بأسرها. وأكد في هذا السياق أن كل مسيحي مدعو ليكون شاهدا للرحمة وهذا يحصل من خلال مسيرة القداسة. ودعا البابا المؤمنين إلى التفكير بالعديد من القديسين الذين أصبحوا رحماء لأنهم تركوا الرحمة الإلهية تملأ قلوبهم. فقد جسدوا محبة الرب ملبين احتياجات البشرية المعذَّبة. ويسوع يفسر معنى أن يكون التلاميذ رحماء من خلال استخدامه كلمتين “العفو” (آية 37) و”العطاء” (آية 38).
ولفت البابا إلى أن الرحمة يُعبّر عنها من خلال المغفرة “لا تَدينوا فَلا تُدانوا. لا تَحكُموا على أَحَدٍ فلا يُحكَمَ علَيكم.أُعْفُوا يُعْفَ عَنكم” (لوقا 6: 37). وشدد البابا على أن يسوع لم يشأ تغيير مسار العدالة البشرية لكنه ذكّر تلاميذه بأن العلاقات الأخوية تتطلب تعليق الأحكام والإدانة. فالمغفرة هي في الواقع ركيزة حياة الجماعة المسيحية لأن في المغفرة تظهر مجانية المحبة التي خصنا بها الله. وشدد على ضرورة أن يغفر المسيحي للآخرين لأنه نال المغفرة بدوره، وهذا ما نصليه يوميا من خلال صلاة “الأبانا”. وأكد البابا أنه من الخطأ أن ندين ونحكم على الأخ الذي يُخطئ لأن إدانة الخاطئ تكسر رباط الأخوة معه وتحتقر رحمة الله الذي لا يريد التخلي عن أي من أبنائه. فواجبنا ـ قال البابا ـ يقتضي أن نُعيد كرامة الابن إلى هذا الأخ ونرافقه في مسيرة التوبة.
تابع البابا فرنسيس مشيرا إلى أن يسوع يتحدث عن ركيزة أخرى ألا وهي العطاء فيقول: “أَعطُوا تُعطَوا … لأنَّه يُكالُ لَكم بِما تَكيلون” (لوقا 6: 38). وأكد البابا أن الله يعطينا أكثر مما نستحق، وهو يعرف كيف يكون سخيا مع الأسخياء، ومن خلال مكيال المحبة التي نعطيها للآخرين نقرر بأنفسنا كيف سنُدان. وبمقدار ما ننال من الله نعطي الأخوة، وبمقدار ما نعطي الأخوة ننال من الله! في ختام تعليمه الأسبوعي أكد البابا فرنسيس أننا جميعا بحاجة لنكون رحماء ولئلا ندين الآخرين. إن هذه المحبة تسمح لتلاميذ يسوع بألا يفقدوا الهوية التي نالوها منه وبأن يكونوا أبناء للآب الواحد.
في ختام مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين، وبعد أن وجه البابا كعادته تحياته إلى وفود الحجاج القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم، أطلق البابا نداء لمناسبة اليوم العالمي الثالث والعشرين لداء الألزهايمر الموافق هذا الأربعاء حول موضوع “تذكرني”. وحث جميع المؤمنين على تذكّر الأشخاص المصابين بهذا المرض وعائلاتهم والتعبير عن قربهم منهم. ودعا في هذا الإطار إلى الصلاة أيضا على نية الأشخاص الموجودين إلى جانب المرضى لتلبية احتياجاتهم لأنهم ينظرون إليهم بأعين مفعمة بالمحبة.
إذاعة الفاتيكان

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).