شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | قداسة البابا فرنسيس يستقبل وفد الاتحاد الدولي لجمعيات الأطباء الكاثوليك
قداسة البابا فرنسيس يستقبل وفد الاتحاد الدولي لجمعيات الأطباء الكاثوليك
البابا فرنسيس يحيي الجموع المحتشدة في ساحة بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان

قداسة البابا فرنسيس يستقبل وفد الاتحاد الدولي لجمعيات الأطباء الكاثوليك

استقبل قداسة البابا فرنسيس  في القصر الرسولي وفدا من الاتحاد الدولي لجمعيات الأطباء الكاثوليك. وفي كلمته إلى أعضاء الوفد أكد الحبر الأعظم أن كونهم أطباء كاثوليك يُلزمهم بتنشئة متواصلة روحية وأخلاقية وبيوأخلاقية من أجل تطبيق مبادئ الإنجيل في الممارسة الطبية، بدءً من العلاقة بين الطبيب والمريض وصولا إلى النشاط الإرسالي وذلك لتحسين الظروف الصحية لسكان ضواحي العالم. وتابع قداسته أن عملهم هو شكل خاص من التضامن الإنساني والشهادة المسيحية، فهذا العمل يغتني بروح الإيمان، وشدد على أهمية تحسيس طلاب الطب والأطباء الشبان على هذه المبادئ من خلال إشراكهم في نشاط الجمعيات.

وتحدث قداسة البابا من جهة أخرى عن أن الهوية الكاثوليكية لهؤلاء الأطباء لا تَحول دون تعاونهم مع جميع مَن يعتبرون كرامة الشخص البشري وتميزه معيارا لنشاطهم، سواء كان هؤلاء ينطلقون من أديان مختلفة أو بدون إيمان محدد. ثم تابع مؤكدا أن الكنيسة هي من أجل الحياة، وما يهمها هو ألا يكون هناك أي شيء ضد الحياة في واقع الحياة الملموس للأشخاص، بغض النظر عن تميز هذا الواقع بالضعف أو عدم توفر الحماية أو عدم التطور. أن يكون الشخص طبيبا كاثوليكيا يعني بالتالي، واصل قداسة البابا، اعتبار نفسه عاملا طبيا يتلقى من الإيمان ومن الشركة مع الكنيسة الحافز على جعل تنشئته المسيحية والمهنية أكثر نضجا دائما، وعدم التوقف عن معرفة قوانين الطبيعة من أجل خدمة الحياة بشكل أفضل. (راجع الرسالة العامة للبابا بولس السادس “الحياة البشرية” 24).

أشاد البابا فرنسيس بعد ذلك بأمانة الجمعيات أعضاء الاتحاد الدولي لانتمائها الكاثوليكي عبر السنين، وذلك من خلال تطبيق تعليم الكنيسة في المجال الطبي الأخلاقي، وأضاف أن هذا الأمر قد سهل تعاون هذه الجمعيات في رسالة الكنيسة من أجل تعزيز الحياة البشرية والدفاع عنها منذ الحبل بها وحتى نهايتها الطبيعية، إلى جانب جودة المعيشة، احترام الأكثر ضعفا، وأنسنة الطب. وتابع قداسته مشيرا إلى ارتباط هذه الأمانة بمتاعب ومصاعب تتطلب في حالات خاصة شجاعة كبرة، ودعا ضيوفه بالتالي إلى مواصلة السير بعزم على هذه الدرب مرافقين التدخلات الطبية بالوعي بالتبعات الأخلاقية لهذه التدخلات. وأشار قداسته إلى أن قطاع الطب والصحة لم يسلم بدوره من تقدم نموذج ثقافي تكنوقراطي وعبادة السلطة البشرية غير المحدودة، ونسبية عملية يصبح فيهل كل شيء بلا أهمية إن لم يكن يخدم المصالح الشخصية. (راجع “كن مسبَّحًا” 122).

وأمام هذا الوضع فإنكم مدعوون، قال قداسة البابا لضيوفه، إلى تأكيد مركزية المريض كشخص، وكرامته وحقوقه التي لا يمكن المساس بها وفي مقدمتها حق الحياة. وشدد قداسته على ضرورة مواجهة النزوع إلى التعامل مع المريض وكأنه آلة يجب إصلاحها بدون احترام المبادئ الأخلاقية، واستغلال أكثر الأشخاص ضعفا من خلال إقصاء مَن لا يتماشى مع إيديولوجية الكفاءة والمكسب. وأكد الحبر الأعظم أن الدفاع عن البعد الشخصي للمريض أمر أساسي من أجل أنسنة الطب، وذلك أيضا في إطار مفهوم الإيكولوجيا البشرية. ودعا بالتالي الأطباء الكاثوليك إلى الالتزام على الصعيدين الوطني والدولي بالمشاركة في النقاشات المتعلقة بالتشريعات الخاصة بقضايا أخلاقية حساسة مثل الإجهاض ونهاية الحياة والطب الوراثي، وحثهم أيضا على العمل دفاعا عن حرية الضمير للأطباء وجميع العاملين في هذا القطاع، وشدد قداسته على أنه لا يمكن القبول بأن يُختزل دور الأطباء إلى منفذين لرغبات المريض أو لاحتياجات النظام الصحي الذي يعملون فيه.

ثم انتقل الأب الأقدس للحديث عن مؤتمر الاتحاد الدولي لجمعيات الأطباء الكاثوليك الذي سيُعقد في العاصمة الكرواتية زغرب من 30 ايار مايو حتى 2 حزيران يونيو وموضوعه “قدسية الحياة ومهنة الطب، من “الحياة البشرية” إلى “كن مسبَّحًا””، فقال لضيوفه ممثلي الاتحاد إن هذا أيضا يشكل علامة لمشاركتهم الملموسة في حياة ورسالة الكنيسة، وشدد على أن هذا الاشتراك “على غاية الضرورة حتى إن عمل الرعاة الرسولي لا يَقدر، في الأغلب، أن يأتي بدونه بمفاعيله كاملةً” (راجع البيان المجمعي في رسالة العلمانيين “النشاط الرسولي” 10). خث قداسة البابا ضيوفه من جهة أخرى على الوعي بضرورة ملحة، ألا وهي أن يبرز عمل الطبيب الكاثوليكي بوضوح كشهادة شخصية وجماعية.

أعرب قداسة البابا بعد ذلك عن الرجاء في تعاونٍ لجمعيات الأطباء الكاثوليك يُشرك أيضا أطرافا كنسية أخرى، ودعا الأطباء إلى أن تنسجم أعمالهم مع جهود الكهنة والرهبان والراهبات وجميع العاملين في رعوية الصحة، وأن يكونوا معهم بجانب الأشخاص المتألمين. حثهم أيضا على أن يكونوا خداما لا فقط عبر العلاج، بل وأيضا بالمحبة الأخوية، ناقلين إلى الأشخاص من خلال معارفهم غنى البشرية وشفقة الإنجيل.

ثم ختم البابا فرنسيس حديثه إلى وفد الاتحاد الدولي لجمعيات الأطباء الكاثوليك، الذي استقبله في القصر الرسولي قبل ظهر اليوم، مذكِّرا الأطباء بأن كثيرين يتطلعون إليهم وإلى عملهم، مشيرا إلى أن أقوالهم ولفتاتهم ونصائحهم لها صدى يتجاوز مجال المهنة لتصبح شهادة إيمان معاش، فتسمو المهنة هكذا إلى كرامة العمل الرسولي. شجع الحبر الأعظم بعد ذلك الجميع على مواصلة مسيرة جمعياتهم بفرح وسخاء بالتعاون مع جميع الأشخاص والمؤسسات الذين يتقاسمون محبة الحياة، ويعملون على خدمتها في كرامتها وقدسيتها، ثم طلب مرافقة مريم العذراء لهم ولجهودهم ومنحهم بركته الرسولية، طالبا منهم ألا ينسوا أن يصلوا من أجله.

إذاعة الفاتيكان

 

عن ucip_Admin