شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | كلمة الأب طوني خضره رئيس مؤسسة لابورا في العشاء السنوي الأول لمكتب لابورا الجنوب – لبعا
كلمة الأب طوني خضره رئيس مؤسسة لابورا في العشاء السنوي الأول لمكتب لابورا الجنوب – لبعا
خاص"الجمهورية"- كي لا تصبح الدولة ناطورة مفاتيح

كلمة الأب طوني خضره رئيس مؤسسة لابورا في العشاء السنوي الأول لمكتب لابورا الجنوب – لبعا

نحن معكم الليلة في العشاء السنوي الأول لنحتفل بالسنة الثالثة لوجود لابورا في الجنوب. لنؤكد لكم ومعكم مرّة أخرى بأن لابورا اليوم تكبر بكم، ومعكم، وبدعمكم. صحيح إننا أسسناها منذ 6 سنوات مع مجموعة من المؤمنين بالقضية، ولكنكم أنتم اليوم أسُسُسها وضمانة نجاحها واستمراريتها.

أحبائي الوطن إنتماء وقضية والأرض هوية، والهوية أرض، والأرض بقاء وتجذّر. والوطن دولة فيها مؤسسات وقدرات وموظفين وتقديمات….. لكي يستمر الوطن وتبقى الهويّة، علينا أن نحافظ على الأرض . وكي نحافظ على الأرض، نحن بحاجة الى رجال ونساء وأطفال يحمونها ويستثمرون بها، لأن البشر يضمنون بقاء الأرض وليس العكس صحيحاً، والأرض من دون بشر خربة وعراء. لذلك من الضروري الحفاظ على العائلة اللبنانية المسيحية بحدها الأدنى العددي .

ولكي يستمر الوطن وتبقى الدولة قويّة بشعبها المنخرط فيها ، والمتنوّع الطوائف والإنتماءات، علينا أن نحافظ على الحدّ الأدنى من التوازن في مؤسساتها وإداراتها وفي الوظائف العامّة. لإنه بغياب التوازن تضيع الحقوق وتتحقق الهيمنة الطائفية والحزبية وتتغلب فئة من اللبنانيين على أخرى، ويضيع الوطن وتسقط الدولة وينهزم الشعب .إن عمل لابورا الدؤوب يندرج ضمن هذا العهد الوطني الحقيقي، وفي إطار سليم لبنيان الوطن على الشراكة الحقّة والعدالة الدائمة.

 

هنا وفي هذه الأطر تتوضح أهمية لابورا من خلال سعيها الدائم من أجل تحقيق هذه المبادىء وعيشها، لإن الحياة لمن يعمل وليس لمن يستقيل. رسالتنا في تحقيق هذه الأهداف الجوهرية.   لذلك نقولها بصراحة لا تسوّقوا لابورا كمكتب توظيف أو تقيموها بحجم أعداد المتوظفين من خلالها ….الإنجازات كثيرة وبعض الإخفاقات موجودة لا شك . وبعض الإنجازات الكثيرة لا نريد أن نتحدث عنها ، بل نتركها للمستقبل والتاريخ يضيء عليها. والاهم أن نضيء شمعة في ليلنا المظلم بدل أن نلعن الظلمة تحت أنوار الشمس.

نعم إن المخاطر التي تهدد واقع لبنان كثيرة اليوم ومواجهتها مسؤولية مشتركة من قبل جميع اللبنانيين.

 

إذا كان اللبنانيون وبالأخص المسيحيون منهم يسألون اليوم في هذه الظروف الصعبة، من يحمينا ؟ جوابنا بالتأكيد الدولة وحدها تحمينا وليس أحد سواها. تعالوا لننخرط في أجهزة الدولة لنحميها ونحمي أنفسنا وشعبنا. وفي الوقت نفسه نبقى مرسخيّن في أرضنا وقرانا وعائلاتنا ..

 

ربمّا الكثير من شبابنا يسأل هناك عناصر من عسكر وقوى الأمن مخطوفين بعد حادثة عرسال ، وتقع حوادث هنا وهناك ويستشهد فيها شباب من القوى الأمنية . كيف يمكننا الإنخراط في هذه الأجهزة في هذه الحالة؟ وربمّا نصادف المصير نفسه، وهنا نسأل هل تبقى الأوطان لإبنائها الأحرار من دون تضحيات ومشاركة حقيقية في إداراتها:   وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن نسبة الذين يستشهدون سنوياُ في الجيش والقوى الأمنية أقلّ بكثير من نسبة الوفيات في حوادث السيارات، مع العلم بأن الشهادة في القوى الأمنية هي من التضحيات الوطنية الكبيرة الى جانب ضمان عائلة الشهيد وحياتها .

 

المطلوب أن تكون المشاركة المسيحية بالتأكيد على مستوى عال من المسؤولية فالوطن بحاجة إلينا وتأمين الأمن الوطني ورفض الأمن الذاتي ضرورة ملّحة . فكيف يمكننا أن نقوم بذلك ولا نريد التضحية والمشاركة جنباً الى جنب مع إخوتنا المسلمين؟ فكيف نستطيع المطالبة بالأمن والأستقرار والعدالة والتوازن في توزيع خيرات ومقدرات الدولة ونحن خارج الدولة ؟

نتشارك في الأمن ، نتشارك في التضحيات، نتشارك في المخاطر، كما نتشارك في الدولة والسلطة والتمتّع بخيرات الوطن.

لقد اتخذّ المسيحيون خيارهم: الدولة خيارهم، الشرعية خيارهم، فلنتفضّل ونشارك في هذه الدولة وأجهزتها وعدديها بمسؤولية وجدّية .

إن عدد المسيحيين اليوم، مثلاً في قوى الأمن الداخلي هو أكثر من 40 % في وقت كان سنة 2005 ، 30%.   أليس هذا من بوادر الرجاء والأمن الوطني، فلماذا لا نفعل ذلك في كل قواتنا الأمنية وبخاصة الجيش اللبناني.
إن تأييد شركائنا في الوطن لقضية لابورا، يتصاعد وبخاصة بعد النداء الذي وجهناه منذ يومين وكان تأكيد من قبلهم على دور المسيحيين وحضورهم في الدولة وتأكيد من قبل لابورا على الإلتزام بهذه القضية دون أن نقبل بأن يدخلنا أحد من هنا أو هناك في المواقف السياسية والحزبية الملتزمة التي قد تمنعنا عن تحقيق هدفنا. نعم، إنها مسؤولية كبيرة تحملونا إياها ونعدكم بأن نبقى على مستواها.

لذلك نقولإلى كل شركائنا المسلمين: في أيام ستة وستة مكرّر. كان يقال للمسلم لا تستطيع أن تدخل الى الجيش إلاّ عندما تجد مسيحياً يذهب معك، ونحن اليوم نقول لكم أيها الشركاء في الوطن لا تذهبوا الى هذه الوظائف دون أن تصطحبوا مسيحياً معكم .

 

الانجازات:

إنطلاقاً من هذا الواقع تأسست لابورا، ولهذه الاهداف تعمل. ويمكننا ان نعرض الاطار الذي بنيناه لنحقق ما نسعى اليه:

 

1-   توقيع اتفاقية بين الكتل النيابية السبعة برعاية البطريركية المارونية : التي تشكل لجنة المتابعة المتخصصة بالحضور المسيحي في الدولة بناء على الخطة التي قدمتها لابورا من أجل تفعيل عمل هذه اللجنة.

2- عقد اتّفاقيّة تعاون بين جمعية أصدقاء الجامعة اللبنانية المنبثقة عن لابورا والمنظمات الطلابية الحزبية التابعة لكل الأحزاب. وتتضمن ضرورة العمل على تشجيع الطلاّب اللبنانيين المسيحيين للانتساب الى الجامعة اللبنانية لتبقى متنوعة بطلابها وموظفيها وأساتذتها.

3-   تكريم موظفين رسميين في القطاع العام :ايمانا منها بضرورة القاء الضوء على أصحاب الانجازات المضيئة في لبنان وهم غالبا كالجندي المجهول، عمدت لابورا الى تكريم عدد من المسؤولين الذين كانوا قدوة في عملهم ومنارة في تاريخهم، فاستحقّوا عن جدارة هذا التكريم عربون وفاء وشكر وتقدير. وهم مدنيون وعسكريون تركوا العمل أو بلغوا السن القانونيّة للتقاعد.

4-   بطاقة “لابورا تيتانيوم ماستركارد” :

عقدت لابورا مع بنك بيبلوس اتفاقاً في 25 شباط 2014 يقضي بإصدار بطاقة مصرفية جديدة هي بطاقة “بنك بيبلوس لابورا تيتانيوم ماستركارد”، والكلّ مدعو للحصول عليها .

5-   إصدار العدد الأول من مجلّة أورا المرخصة من وزارة الإعلام .

6-   منح جامعية : قدمت لابورا 84 منحة جامعية للطلاب.

7-عقد المؤتمر الأول عن الوظيفة العامة :

تنظم لابورا للمرة الأولى وبالتعاون مع قسم المندوبين الذي يمثل المرجعيات السياسية والحزبية والدينية والجامعات والأبرشيات والجمعيات والمدارس والمعاهد والمؤسسات بعقد مؤتمر هو الأول تحت عنوان “المسيحيون والوظيفة العامة” – معا من أجل مشاركة عادلة ومتوازنة. يناقش المؤتمر مواضيع عديدة تتعلق بالوظيفة العامة قبل اتفاق الطائف وبعده والمادة 95 من الدستور وموضوع المناصفة وغيرها من المواضيع الموزعة على عدد من الجلسات.

8-              إطلاق معهد الإعداد والتدريب الدائم:

بناءً على اختبارات ميدانية مع الشباب قامت بها لابورا وبعد اجتماعات مع اختصاصيين وأساتذة وموظفين سابقين في الدولة، قررت لابورا تأسيس المعهد الدائم للاعداد والتدريب ليقوم باعداد المسيحيين لوظائف القطاعين العام والخاص وتحضيرهم ذهنياً ونفسياً وعلمياً لكي نستطيع تحقيق التوازن حتى الوصول ربّما إلى المناصفة في القطاع العام من خلال الكفاءة والمهنية وليس من خلال المحاصصة السياسية والطائفية. للمساهمة في تحقيق التوازن في الوظيفة العامة من خلال زيادة نسبة نجاح المتقدّمين المسيحيين، وإعداد روّاد وقياديين في الدولة بالاعتماد على العلم والكفاءة وليس المحاصصة السياسية والطائفية.

 

الرؤيا والثوابت

1-               ننظر بثقة الى الإيجابيات التي حققناها، ولنعمل لنصل الى أن نكون أقوى من أي وقت مضى

2-               المشاركة الحقيقية العادلة والمتوازنة حفاظاً على لبنان الرسالة وتاريخه المشرق .

3-               الحقوق والواجبات لكل اللبنانيين: لكي يستفيد الوطن من أدمغة أجيالنا الغنيّة ويحدّ من هجرتها . ولكي تستفيد هذه الأجيال من مقدرات وتقديمات الدولة الهائلة ليتحقق الإنماء وتتوزع الخيرات وفق الحاجات والأحجام .

4-               الحفاظ على تنوع لبنان الفريد من خلال انخراط المسيحيين في كل مفاصل الدولة ليس لإن لهم الحق فقط، بل لإن لبنان والدولة يعترفان لهم في ترسيخ أسسهما بالتعاون مع شركائهم في الوطن. الإنخراط في الدولة ومؤسساتها ليس خياراً، بل هو واجب ونذر للبنان كي تبقى الدولة تشبهنا ، ولكي يبقى الوطن بيتنا وقضيتنا.

5-               قوتنا في وحدتنا: كنيسة، وأحزاباً، ومجتمعاً مدنياً، ومؤسسات، لإننا جديرون بذلك ووجودنا وشهداؤنا يستحقون ذلك.

6-               إن لابورا تحلم بمستقبل أفضل، لأن المستقبل بالتأكيد لمن يحلم، وإذا أردنا أن نتعرّف الى حقيقة الإنسان، علينا أن نعرف بماذا يحلم؟ نريد أن نظهر حلمنا ونجعله واقعا جميلا ،غنيا،مغيرا وفاعلا.

7-               المثابرة على تحقيق الوحدة في العمل حول الحضور المسيحي في الدولة مع المرجعيّات ، ونشر ثقافة عمل جديدة، ووضع خطة تربوية مع المدارس والجامعات تتضمّن التوعية على أهميّة الإنخراط في الدولة.

8-               تحديد الخطاب المسيحي الداخلي المتعلق منه بالحضور المسيحي في الدولة، وإيصاله الى الجمهور المعني بذلك، والعمل بالتالي على تغيير سلوكنا الإجتماعي وتثبيت سلم قيم ينسجم مع تراثنا وايماننا وثقافتنا .

أما التحدي الكبير فهو أن نستفيد من الكثير من الاموال والوظائف الكثيرة المقبلة: 2500 لقوى الامن الداخلي و500 للامن العام وآلاف الوظائف الاخرى. كما أننا بحاجة ماسة إلى خطاب مسيحي جديد استراتيجي مشجع و فاعل و هذا من الضروريات اللتي لا يمكن الاستمرار من دونها و بخاصة أنّ العديد من الاخطار المحدّقة بنا والاتية و لا نريد تبيانها أو الاقرار بها . كما أننا بحاجة إلى القيم و الحقوق و القضايا التي من الضروري ابرازها ، في وقت لتصبح تجعل كلها محظورات بدل الضروريات لاننا نستحي بانفسنا و بقضايانا و قضايا اخوتنا المسيحيين .

كيف نستفيد من كل ذلك و نبرهن أننا ابناء الحياة لا الاستقالة ولا الموت .نحن كمسيحيين بحاجة إلى وحدة المصير والمسار فيما بيننا:الوحدة (3)

وأنهي كلمتي بهذه الجملة الرائعة للبابا بنديكتوس ١٦ الى شبيبة لبنان والشرق الاوسط في بكركي (عيد الصليب ١٤/٩/٢٠١٢) لا يدفعنّ بكم عدمُ الاستقرار والبطالةُ  الى  تذوًّقِ “عسل الهجرة المرّ”، فتُقتلعوا من جذوركم … بل عليكم أن تشاركوا بمستقبل بلدكم وتضطلعوا بدوركم في المجتمع والكنيسة”.

 

رابعا: الشكر

الشكر لكم جميعاً على حضوركم وتشجيعكم. والشكر للرب يسوع الذي لولاه لا معنى لما نقوم به ولا حيل ولا قوة لنا.ولولاه لما نقوم بما نقوم به ولو أعطونا مال الدنيا .إن لابورا رسالة للمحتاجين، رسالة للتوازن.

 

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).