شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | في ذكرى رحيله نتذكر تعاليمه: الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني الكبير بقلم الخوري جان بول الخوري
في ذكرى رحيله نتذكر تعاليمه: الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني الكبير بقلم الخوري جان بول الخوري
البابا يوحنا بولس الثاني

في ذكرى رحيله نتذكر تعاليمه: الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني الكبير بقلم الخوري جان بول الخوري

في الذكرى التاسعة لموت الطوباوي القديس يوحنا بولس الثاني بابا الكنيسة، نود أن ننقل  إليكم أيها القرّاء الأعزاء بعض المقتطفات من تعاليمه النيّرة، بهدف أن نتذكّر هذا المعلم الكبير “نبيّ الألفيّة الثالثة” في شرق صار بحاجة أن يستعيد من جديد أقوال البابا ورحلاته التي جابت بلدان المنطقة، حتى صارت من نسيج تاريخنا ووجداننا.

وإليكم أهم ما تناوله يوحنا بولس الثاني الكبير:

–         يسوع المسيح هو فادي الإنسان «لا يستطيع الإنسان أن يعيش دون محبّة ويبقى لغزاً لا يُفهم في عين نفسه، ولا معنى لحياته، إن لم تتوفّر له المحبّة، إن لم يجدها، ويختبرها بنفسه ويشارك فيها مشاركة حميمة، لهذا السبب أظهر المسيح الفادي تماماً… الإنسان للإنسان عينه، وهذا هو البعد البشري لسر الفداء… وهذه هي ميزته»[1] من هذه المحبّة تتحقق هوية الإنسان والرجل والمرأة.

–         لقد قدّم الرحمة الإلهيّة على أنها تحفظ كرامة الإنسان والعائلة والشعوب «فإن من يختبر الرحمة لا يشعر بالذل لا بل كأنه بعث مجدداً “واستعاد ما فقد من قيمة وقدر“»[2]. وهذا يصلح الى شرقنا، فالمطالبة بالحقوق المشروعة تستدعي تجنّب روح الثأر والإنتقام لإن «منتهى العدالة هو منتهى الظلم»[3]، بينما المنتهى الحقيقي للعدالة هو المحبّة والرحمة والحفاظ على الخير العام، وبناء حضارة السلام.

–         «إن الله محبّة، وهو يعيش في ذاته سرّ مشاركة شخصيّة في المحبّة… طبع في كيان الرجل والمرأة البشري الدعوى إلى الحبّ والمشاركة فيه وبالتالي القدرة عليه والمسؤوليّة.تجاهه. فالحب إذن هو الدعوة الأساسيّة لكل كائن بشري يولد معه عندما يولد»[4].

–         ذكّر البابا،  الدول والحكومات بضرورة إحترام حقوق العائلة المشروعة والمعترف بها دوليًّا[5].

–         أعاد تذكير العمال وأرباب العمل والنقابات أن «الصراع الطبقي، إذ لم تصحبه أعمال عنف وكراهية متبادلة، يتحوّل رويداً رويداً الى نقاش شريف مبنيّ على البحث عن العدالة…»[6].

–         الأسرة معبد الحياة عليها «مسؤوليّة حاسمة في نطاق شعب الله… مسؤولية تنبع من رسالتها الهادفة الى “حماية الحب وإشعاعه وتوريثه… هي المكان التي تنمو فيه الحياة… ولذا فللأسرة دور حاسم ولازم لبناء حضارة الحياة»[7].

–         وعلى السياسيين المسيحين واجب الدفاع عن العائلة المسيحيّة مهما بلغت الأثمان والتضحيات، وعليهم ألا يضعوا العائلة في إطار إجتماعي ضيّق، لأن العائلة بالأصل
سرّ ومؤسسة” بكل معنى للكلمة، أساسها المسيح أمها الكنيسة.

–          ومريم مثال المرأة «إن طاقة المرأة المعنوية والروحيّة تتصل بشعورها بأن الله قد وَكَل إليها، بصفة نوعيّة، أمر الإنسان، الكائن البشري. صحيح أن الله يكِل أمر كل إنسان الى جميع الناس، والى كل فرد منهم، إلاّ أنّ هذا يعني المرأة بصفة نوعيّة- وبالتحديد بسبب أنوثتها- وهذا يحدّد دعوتها بنوع خاص…»[8]. إن تعنيف المرأة لا يقتصر فقط على العنف المادي والمعنوي، بل ايضاً يطال إيهامها بحلول إيديولوجيّة مبنيّة على نظريات إنسانيّة عدائية للرجل تتناقض مع هويتها كإمرأة مخلوقة على صورة الله ومثاله.

–         أمام تعرّض الكنيسة للإضطهاد يذكّر البابا الكبير بمعنى شهادة الدم التي هي «… آية قداسة الكنيسة الفائقة. الأمانة لشريعة الله المقدّسة الممهورة بشهادة الدم حتى الموت هي البرهان الساطع والإلتزام الرسولي حتى الدم الذي يحمي تألّق الحقيقة في الأخلاق وفي فكر الأفراد والجماعات من أن يكتنفه ظلامً…»[9].

–         الإيمان نعمة يقدّس العقل والقلب والنفس، لأن العقل المستنير بالإيمان يجعل الحياة أكثر رجاء وفرحاً وسعادة. يدعونا الطوباوي ألا نسلك مسلكاً يتناقض مع الحقيقة الكاملة[10].

–          «”سينتصر قلبي البريء من الدنس”»[11]  لهذا تكرّيس العائلات لقلب العذراء الطاهر بحسب إختبار البابا القديس، يحميهم من كل شر وبليّة.

–         أما يوم الرب في حياة الأسرة هو يوم الراحة والتضامن والمشاركة، فيه تحيا العائلة نداء المشاركة مع العالم، يوم الأحد مدرسة كبيرة نتعلّم فيه على المحبة والعدالة والسلام[12].

–         يذكرنا أيضاً بضرورة، الصلاة من أجل الرعاة الذين يمرون في فترات روحيّة صعبة، لكي يجتازوها بأمان وسلام وأكثر ثقة بالرب[13].

–         الحياة الرهبانية هي روح الكنائس الشرقيّة[14]. وتشجيع الشبان على الحياة التكرّسيّة[15].

–         وردية مريم العذراء هي السلسلة العذبة التي تصلنا بالله. دعانا البابا القديس أن نكتشف كنز الوردية من جديد[16] .

في والختام نصلي الى الطوباوي القديس، أن يمنحنا معرفة صحيحة لنعيش المسيح في واقعنا وتاريخنا وعائلاتنا وكنائسنا، مرددين شعاره المريميّ “كليّ لك”.

[1] – البابا يوحنا بولس الثاني، فادي الإنسان، فقرة 10

[2] – البابا يوحنا بولس الثاني، في الرحمة الإلهيّة، فقرة 6.

[3] – المرجع ذاته، فقرة 12.

[4] – البابا يوحنا بولس الثاني، في وظائف العائلة المسيحية في عالم اليوم، فقرة11.

[5] – المرجع ذاته، فقرة 46.

[6] – البابا يوحنا بولس الثاني، السنة المئة، فقرة 13.

[7] – البابا يوحنا بولس الثاني، إنجيل الحياة، فقرة92.

[8] – البابا يوحنا بولس الثاني، كرامة المرأة، فقرة 30.

[9] – راجع، البابا يوحنا بولس الثاني، بهاء الحقيقة، فقرة93.

[10] – البابا يوحنا بولس الثاني، الإيمان والعقل، فقرة86-90.

[11] – راجع، مجمع العقيدة والإيمان، رسالة فاطيما، 57.

[12] – البابا يوحنا بولس الثاني، يوم الرب، فقرة 64و 73.

[13] – البابا يوحنا بولس الثاني، أعطيكم رعاة، فقرة3.

[14] – البابا يوحنّا بولس الثاني، نور الشرق، فقرة 9.

[15] – البابا يوحنا بولس الثاني، في الحياة المكرّسة، فقرة106 – 107.

[16] – البابا يوحنا بولس الثاني، وردية مريم العذراء، فقرة 39و 43.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).