شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | يسوع المسيح سر تجلي الله بقلم عدي توما
يسوع المسيح سر تجلي الله بقلم عدي توما
حديث روحي

يسوع المسيح سر تجلي الله بقلم عدي توما

يقول اللاهوتيّ الألمانيّ فالتر كاسبر: »بما إنّ الله ذاته قد تجلّى في يسوع المسيح ، وأنبأ عن ذاته

بطريقةٍ نهائيّة ، لا مثيل لها ، فيسوع يدخلُ في تحديد جوهر الله الازليّ .

وينتجُ من سمة حدث المسيح النهائيّة أنّ يسوع هو من الأزل إبن الله ،

وأن الله هو منذ الأزل ” أبو ربنا يسوع المسيح ” وتاريخ الله نفسه يبدو كحدث«.

ما يريد أن يوصلهُ اللاهوتيّ كاسبر ، ليس تنظيرات مجرّدة ، أو نظريّات محض ، بعيدة عن واقع تاريخ يسوع الناصريّ ، وسرّ الخلاص . إنّ كشفَ بنوّة يسوع لله ، وسرّ وجوده السابق ، أزليّا ، وألوهيّة المسيح ، لا يمكن أن ندركها ونفهمها ” بصورة نظريّة مجرّدة ” بل هي ذات دلالةٌ خلاصيّة تدبيريّة .. ما أريد أن أقولهُ : هو أن يسوع َ كجسد بشريّ وشخص حصريّ المولود في بداية القرن الأوّل الميلاديّ ، لم يأتِ حالّا في رحم مريم ، بجسدهِ ، بل إن الطبيعة البشريّة ، مُتّخذة لا ” ممتصّة ” ! وجسد يسوع مخلوقٌ من رحم مريم الطاهرة ، بداية جديدة وخلق ، لا إنجابـــًا من الله (كما قال جوزيف راتسنجر) .

معلوم : أنّ الله لم يأتِ ليُمثّل علينا دور الإنسانيّة في شخص يسوع الناصريّ ، ثمّ يذهب ليعودَ إلى حيث كانَ قبلا ، فهذا أشبهُ بمسرحيّة هزليّة تجري في مسرح التاريخ البشريّ … وإن كان هكذا ، فنحنُ سنقع في الوهم والمخيّلة والأساطير المريضة ..!

سرّ التجسّد ، ليسَ ذوبان الألوهيّة في الإنسانيّة بحيث تفقدُ الألوهية كينونتها كألوهيّة ، والإنسانيّة تفقدُ كينونتها كإنسانية ! .. فيسوع الناصريّ الذي عاش في بداية القرن الأول الميلادي ، إنسان من لحم ودم ومشاعر وأحاسيس ، وإرادة بشريّة ، ووعي بشريّة ، ومشيئة بشريّة .. لكنْ : لا يعملُ يسوع الناصريّ ، عملا مخالفا لأقنوم الكلمة الأزليّة ، بل نقول ، إن الكلمة أصبحَ بشريّته ، لا بمعنى التحوّل والصيرورة المكانية أو الزمانيّة ، بل الأقنوم – الكلمة هو بشريّته ، هو ذاتهُ ” الكلمة الأزليّة ” ، أخذت جسدًا .. فإنّ يسوع الناصريّ والكلمة واحدًا لا إثنين …!

وكما قال الأب برنار سيسبويه ” الكلمة صارَ جسدًا ، إنسانا ، صار شخصًا ، لا بمعنى التغيير ولا شكّ ، بل بالمعنى الذي جعلَ من ناسوت ٍ ناسوته ، متخذا إياه من الولادة بحسب الجسد ، بحيث لا يكونُ هذا الناسوت بمثابةِ ملك ٍ لهُ يملكهُ ، بل يكونُ حقا ذاته إياها ، فكلمة الله هو هذا الإنسان يسوع ، ويسوع هو هذا الله الكلمة. وكما أنّ ليس لنا الجسد ، بل نحنُ الجسد ذاتهُ ، وكما أننا الذات لكلّ ما يجري في جسدنا ، فالكلمةُ ليس له بشريّة بل هو بشريّته . ولكي تغدو هذه الوحدة في الكائن حقيقيّة ، يجبُ أن تبدأ قبل كلّ بدء ، فتكون هي البدء . وهكذا ، ومنذ اللحظة الآولى من الحبل بيسوع إتخذ لهُ الكلمة كلّ ما يتعلق بتطوّر هذه النطفة الإنسانيّة .. .. ولهذا السبب ، يجبُ ألا يدور الحديث على الكلمة وكأنّ فيه ذاتان مختلفتان ، الكلمة من جانبْ ويسوع من جانب آخر ، فكلا الأسمان يشيران إلى موجود واحد بالذات ، لكنّهما يشيران إليه من وجهة نظر مختلفة .

ويقول التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية في الفقرة 466

إن الكلمةَ ، بإتّخاذه في شخصهِ جسدًا تُحييه نفسٌ عاقلة ، صار إنسانا. وليس لناسوت المسيح شأنٌ إلاّ في شخص ” إبن الله الإلهيّ ، الذي أتخذهُ وخَصّ به ذاته منذ الحَبل به.

الفقرة 468 : من بعد المجمع الخلقدونيّ ، جعلَ البعضُ من الطبيعة البشريّة في المسيح نوعًا من كيان شخصيّ . وقد ندّد بهم المجمع المسكونيّ 5 ، المنعقد في القسطنطينيّة ، سنة 553 ، وإعترفَ : ليس هنالكَ إلا شخص واحد ، هو سيّدنا يسوع المسيح ، أحدُ الثالوث “، فكلُّ ما في ناسوت المسيح يجب أن يُنسَبْ إلى الشخص الإلهيّ على أنه من عمله الخاصّ ، ليس المعجزات وحسبُ ، ولكن الآلام ايضا ، وحتى الموت ، إنّ الذي صلبَ بالجسد ، سيدنا يسوع المسيح ، هو إلهٌ حقّ ، رب المجد وواحدٌ من الثالوث الأقدس..

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).