استذكر رفاق الشهيد جبران تويني في “ثورة الارز” شهادته، بتأكيد الثبات على “درب الحرية” الذي خطه بقلمه ودمه، والاستمرار على نبض السيادة والاستقلال والعبور الى الدولة على رغم كل التحديات. “لأن الابطال وحدهم تبقى دماؤهم ملء عيوننا، لأنهم وحدهم باستشهادهم يعطون حياتنا حياة”.
الاحتفال الذي أقامته الأمانة العامة لقوى 14 آذار، للسنة الثانية، احياءً لذكرى استشهاد تويني، حضره عضو المكتب السياسي الكتائبي ساسين ساسين ممثلا الرئيس أمين الجميل، عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري ممثلا الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، ووزيرا العدل اشرف ريفي والاتصالات بطرس حرب، والنواب: نايلة تويني، عاطف مجدلاني، سيرج طورسركيسيان، انطوان زهرا، جان اوغاسبيان، نديم الجميل ودوري شمعون، ومنسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد واعضاء الامانة، عضوا المكتب السياسي في “تيار المستقبل” مصطفى علوش وراشد فايد، عضو المكتب السياسي في حزب “القوات اللبنانية” ادي ابي اللمع ومنسق منطقة بيروت في “القوات” عماد واكيم، وأسرة جريدة “النهار” وشخصيات.
حماده
استهل اللقاء بكلمة ترحيب من النائب السابق فارس سعيد، ثم كانت برقية من النائب مروان حماده تلاها وليد فخر الدين، وفيها: “من لاهاي حيث تستمر جلسات المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي لحظات تستحضر فيها المحكمة مسلسل الجرائم الذي تعرّض له شهداء ثورة الارز، يقفز جبران تويني بقامته وشخصيته وحضوره الى واجهة الاحداث، القديمة منها والمستمرة ، بدمائه الزكية وقلمه الجريء وخطابه المدوّي. قاعة المحكمة تعانق اليوم “لقاء درب الحرية”، حيث النضال واحد والجريمة واحدة، ولو تعددت مواعيد المحاكمات وأصولها. هذه الدروب التي سقط عليها جبران ورفاقه ستؤدي بفضل تضحياتهم الى عدالة، لا سلام في لبنان ولا حرية في المنطقة من دونها. اما انا فلن ابكيك من بيروت هذه المرة، يا جبران. انما القدّاس الحقيقي سيتحوّل يوماً، حتماً جنّازاً للقتلة اياً كانوا واينما كانوا، لينتهي عرساً بقيامة لبنان. انتم احياء وهم الاموات”.
سمير فرنجية
وذكّر النائب السابق سمير فرنجية في كلمته بالدور الذي أدّاه تويني في إطلاق “لقاء قرنة شهوان”، وفي نقل “المعارضة المسيحية من مكان إلى آخر. من معارضة معنية بوضع طائفة إلى معارضة معنية بوضع البلد”. ورأى أن مسيرة تويني “انطلقت بعدما اكتشف أن استقلال الوطن مرتبط بوحدة اللبنانيين، وأن مهمة المعارضة هي في طي صفحة الحرب وإعادة نسج العلاقة بين المسيحيين والمسلمين (…)”. وأشار الى ان اغتياله “شكّل ضربة لقوى الرابع عشر من آذار التي فقدت رمزا شبابيا يمثل حداثة كانت تحتاج اليها الحركة لتكون على مستوى الناس الذين خاضوا انتفاضة الاستقلال”.
بو منصف
وشكر نائب رئيس التحرير في “النهار” الزميل نبيل بو منصف الامانة العامة لقوى 14 آذار “التي ترسي للسنة الثانية ما يسمى شرعة جبران تويني، ضمن تقاليد عريقة تسير عليها الامانة العامة في صلب مهمتها السيادية ورفع شأن مفهوم الشهادة الذي يتعرض لاستهداف مماثل لكل عمليات الاغتيال ومحاولات الاغتيال التي لا تزال مستمرة بأوجه عديدة، وكان آخرها الشهيد محمد شطح”. وقال: “لا يمكن ان نتسامح مع قلة ايمان بهذا المستوى”.
وأضاف: “جبران، هذا الفارس الشجاع، لم يهب الموت والتهديد والقتل، وجاء الى اشداق الوحش الذي التهمه من دون اي خوف، ولا يمكن ان نقبل ان يقال لماذا ذهب الشهداء؟ هذا أمر غير مقبول بعد 30 سنة من الوصاية السورية التي لم تخفنا، والتي انكسرت وجبران تويني وكل شهداء ثورة الارز كسروا هذه الوصاية”.
وكانت كلمة للزميل شارل جبور باسم “جمعية اعلاميين ضد العنف”.
مجدلاني
أما النائب عاطف مجدلاني فشدد باسم نواب بيروت على الثبات، قائلاً: “لن نتوقف قبل أن ترسو مراكبنا على شاطئ وطن حلم به جبران وقدم حياته دفاعا عنه”. واضاف: “من اجل جبران وكل التضحيات التي قدمها الشهداء الابرار، واجبنا الاستمرار، ونحن مستمرّون في النضال من اجل بناء الدولة. من اجل هذه الدولة نريد الجيش القوي والعدالة والحوار وانتظام المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية. هذا هو مشروعنا الذي يفي الشهداء حقهم ويمنح اللبنانيين الامل والحلم. سنواصل هذا النهج وهذا النضال وهذا التحدي(…)”.
“إعلان جبران 2014”
وبعد المناقشات، تلت الإعلامية كارول معلوف “إعلان جبران 2014″، وأبرز ما فيه: “التمسك بـ”درب الحرية” الذي خطه بقلمه ودمه، كما رفاقه الشهداء، ونؤكد الثبات على ان نبقى موحدين على نبض السيادة و الاستقلال والعبور الى الدولة”.
وشدد الاعلان على ضرورة “تحقيق الاستقلال الثاني بإقرار مفاهيم محددة غير قابلة للبس، ترسم المواطنية والسيادة، وتعلي الحريات وشأن الفرد في المجتمع، وتقدم الدولة على الطوائف والمذاهب، وتبطل سعي هذا الطرف أو ذاك، الى ادعاء الخوف من الآخرين للانعزال عنهم، فيما هو يوحي لهم أن يخافوا منه، ويطلب في الآن نفسه حمايته”. وأكد الاعلان النقاط الآتية:
“1 – إعلاء شأن الحريات في اعادة بناء ديموقراطي للدولة اللبنانية.
2 – عدم التهاون في اطار القوانين مع أي مس بالحريات.
3 – دعم المجتمع المدني وتشجيعه على التعبير عن مواقفه في رفض كل ما يمس بالحرية في بنية الحياة العامة.
4 – ان اعلاء الهوية الوطنية والإصرار على المطالبة بالدولة المدنية في لبنان والعالم العربي هو الباب الاوسع للخروج من الهويات المذهبية والدينية التي تفتت المجتمعات العربية.
5 – إن رفض المفاهيم المشوِهة والمشوَهة للأديان يجب أن يكون السد المنيع أمام الممارسات المنسوبة اليها.
6 – إن تجاوز الافق المسدود الراهن في الحياة الوطنية لا يكون إلا بحوار وطني يديره رئيس الجمهورية الذي ينتظر اللبنانيون التزام الاطراف السياسية جدياً منطق الدستور، لانتخابه.
7 – إن اللبنانيين يريدون لبنان اللبناني بذاته. فلا يستقي هويته من استتباع. ولا تنسب مصلحته الى استلحاق إقليمي يعاند وحدة شعبه.
8 – إن استكمال معركة السيادة يكون بانتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما يطلق العملية السياسية الديموقراطية متمثلة بالانتخابات التشريعية، والحوار الوطني الشامل، فيلاقي الارادة الوطنية في رفض التدخل الدموي في الأحداث السورية.
9 – إن استكمال معركة السيادة هو أيضاً في تحقيق العدالة بكشف قتلة أبطال ثورة الأرز، وهو ما تشقّ الطريق إليه المحكمة الخاصة بلبنان”.
وختم بأن “إعلان جبران تويني 2014” يجدّد “إعلان جبران تويني 2005” ويقول: “نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحدين إلى أبد الآبدين دفاعاً عن لبنان العظيم”. نبقى لبنانيين موحّدين وراء مرجعية الدستور، لننتخب رئيس الجمهورية، لأن رئاسة الجمهورية في لبنان ليست شأناً مارونياً، ورئاسة مجلس النواب ليست شأناً شيعياً ورئاسة مجلس الوزراء ليست شأناً سنياً، إننا مسؤولون بعضنا عن بعض أمام الله وأمام اللبنانيين. نبقى لبنانيين موحّدين في مواجهة كل أشكال الإرهاب، فليس هناك إرهاب سني أو شيعي أو مسيحي أو درزي. إن كل من يحمل السلاح اليوم خارج إطار الشرعية اللبنانية ويستخدمه لغايات سياسية هو إرهابيّ.
ونبقى لبنانيين موحّدين من أجل تعزيز 14 آذار بوصفها نبضاً وطنياً جامعاً عابراً للطوائف. فهي فكرة تتجاوز الأحزاب والمستقلين والأفراد والزعامات. 14 آذار وحّدت لبنان عام 2005، وهي مطالبة اليوم بترسيخ الوحدة الوطنية، كي يبقى لبنان القدوة والمثال في المنطقة العربية، فهو النموذج الوحيد لإنهاء الصراعات التي تشهدها، بما أرساه اتفاق الطائف من حفظ للتوافق الوطني”.
النهار