شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الظهور الإلهي بقلم المطران جورج خضر
الظهور الإلهي بقلم المطران جورج خضر
المطران جورج خضر

الظهور الإلهي بقلم المطران جورج خضر

جاء من التاريخ وهو قبل التاريخ. ولد من مريم وهو خالق مريم. لأنه كان في البدء أي قبل بدء الخليقة. علاقتنا معه جاءت منه وأرادها منا أي من طريقه إلينا في الحب. نحن لسنا نعرفه إلا حباً.

أهم ما أراه في هذا الصباح انه مخلصنا من التفه، من الخطيئة. أليست الخطيئة هي التفه؟ أليس الوجود هو الحب والله مبدعه في تاريخ الفكر؟ اذا كان المسيح غير ما أعرفه في الحب فأنا غير موجود. أي ما عندنا من الخير والحق هو مكونه أو مترجمه. ذلك ان ارمياء قال: “روح أفواهنا مسيح الرب”. كل عظمة في الدنيا، كل جمال ترجمته ولا يثبت جمال الا اذا استطعت ان تعيده إليه. واذا كنت أنت حاملاً جمالاً حقا فأنت منه مصبوغًا بصبغة الماء.
هناك على نهر الأردن سمع صوت الله يقول عن المسيح: “هذا هو ابني الحبيب”. أنا لست هنا في وارد التفسير. جل ما أقوله إن الله في كتبنا ما سمى أحداً ابناً آخر. دعانا جميعاً بعضنا مع البعض أبناء من باب الحب لا من باب اندماج بجوهر الله. هذا يكون شركاً فنحن آتون من الله بالحب لا بجوهر أقنومنا البشري المخلوق. غير ان في المسيحية هذا الأمر اللافت ان يسوع الناصري دعي في كتبنا صادراً عن الله صدوراً ونحن لسنا كذلك. نحن صنع يديه أي نحن مخلوقون بمعنى انه كان زمن ما كنا فيه.
كيف نكون مستنيرين بنور الرب ونحن مخلوقون؟ السرّ هو ان الله يعطيك نفسه فقط في محبته ولا يقسم جوهره. هذا سرّ لا يسوغ النطق به أو التأمل فيه. وفي التعريف الأرثوذكسي الأكثر وضوحًا أنت تتقبل النعمة الإلهية وهي غير مخلوقة ولا تصبح في الجوهر إلها ولكنك إله في مساهمة النعمة وهذا لا يفهمه إنسان.
إن ما حصل في نهر الأردن أعني سماع صوت الاب: «هذا هو ابني الحبيب» وظهور الابن في الجسد أي انكشاف الله للبشر في شكلهم كان التبيان الفصيح لعلاقة الله بنا. لقد أحبنا الله في المسيح لأنه جعلنا أبناء. وبهذا يقيم كل إنسان مؤمن به مسيحاً آخر في وحدته مع يسوع الناصري.
أنت الإنسان تظهر ببشرة جديدة ان صرت مع المسيح أي بالمسيح ومنه. قبل ذلك أنت ابن امرأة. بعد ذلك أنت ابن لله. واذا ظهرت للناس يرون الله فيك. الله ظهر في كل مكان بما في ذلك الوثنية. ثم ظهر بالأنبياء وأخيرًا في حبه بيسوع المسيح.
هو ظاهر دائماً بالذين يحبهم. هم يترجمونه. اتخذ كل واحد منهم لساناً له. لا تنحصر سكناه في الكتاب المقدس. انه جعل كلاً من أحبائه كتاباً له. لذلك تقرب أنت كل إنسان بالقدسية التي تقرب فيها ربك بكلمته. أنت لا تنقل إلى الناس كلماتك بل كلمة الله التي حلت فيك. اذا سمعوك يجب ان يحبوها وما لم يصلوا إلى هذا غالباً تكون أنت قد أخفقت. يستحيل عليك ان تظهر للناس ظهوراً إلهيا إلاّ اذا لبست المسيح أي اذا اتحدت به من عمق كيانك. أن تحدث عنه لا يكفي ليصل بك إلى الناس. ينبغي ان يحسوا انك اتخذته مخلصاً لك ومرشداً كل خطوة في حياتك. اذا استطاعوا ان يحبوا الله من وراء عشرتهم لك تكون أتممت قصد حياتك. قبل هذا أنت في سعي. تكون قد وصلت اذا اتحد الناس بالله لأنك شهدت له أمامهم. بهذه الشهادة اليومية يكون الظهور الإلهي تم تفعيله فيك.
تفهم من هذا ان ظهور الرب للناس ما انتهى عند نهر الأردن. هذا كان تبريكاً لكل الظهورات. يظهر يسوع فيك إن أنت أحببت الناس. عند ذاك هم يفهمون ان الرب يحبهم.
الله يظهر للناس بالناس. صح انه يبدو لهم بالكتب المقدسة. ولكن هذه الكتب انما ألهم الله بها قديسين ليكشفوها للبشر. الكتاب لغة اختارها الله لنفسه ولكنه يخاطب البشر بهذه الكتب أو اذا ناجى القلوب.
يظهر بالطريقة التي يختارها في كل ظرف حسب حاجة الناس. نحن أتباع يسوع الناصري نؤمن ان الله خاطبنا به ويخاطبنا اليوم بالإنجيل وبالأطهار. هذا شأنه واذا عرفت صوته لك ان تصغي. هناك ظهور إلهي خاص بكل إنسان اذا أحس بصوت الله. طهر نفسك لتسمع.

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).