شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | كيف يمكن أن يكون شخص واحد بطبيعتين؟ بقلم عدي توما
كيف يمكن أن يكون شخص واحد بطبيعتين؟ بقلم عدي توما
الراعي الصالح

كيف يمكن أن يكون شخص واحد بطبيعتين؟ بقلم عدي توما

سوء فهم ٍ لمعاني بعض التعابير والمصطلحات ، قد تؤدّي إلى طرح أسئلة واعتراضات حول علم لاهوت المسيح . هذا العلم ” خرستيولوجيا”، يُدرس في كليّات اللاهوت لسنوات ، ولا يفي غرضه من قبل الأساتذة والإختصاصيّن لتوصيل جزء ممّا يمكن أن يعطي الفحوى الكامن فيه .

لا بدّ أوّلا من إدراك الفرق بين ” الطبيعة ” و ” الشخص ” . فالطبيعة هي الجوابُ على السؤال الذي نطرحه أمام كلّ كائن : ” ما هذا ” ؟ ، فنقول : هذا إله ، هذا إنسان ، هذا حيوان ، هذا نبات …. ولكلّ من الكائنات طبيعته الخاصّة التي يتميّز بها عن غيره . والطبيعة لا يمكن أن تقوم في الوجود دون شخص أو فرد يحملها ؛ لذلك هي منفتحة لتقبّل الأشخاص . وانفتاح الطبيعة هذا أمر لا بدّ منه لكي تبرز الكائنات إلى الوجود . وهكذا فإنّ الطبيعة البشريّة منفتحة لتقبّل الشخص البشريّ وتقبّل عدد لا يحصى من الأشخاص البشريّة . ولا وجود لأيّ شخص بشريّ قبل بروزه إلى الوجود بطبيعة بشريّة .

أمّا في المسيح ، فالطبيعة البشريّة يتقبّلها شخص موجود منذ الأزل هو شخص ابن الله الكائن منذ الأزل مع الآب . وهذا الشخص هو ، قبل التجسّد ، شخص قائم (وهذا معنى لفظة أقنوم) في الطبيعة الإلهيّة الواحدة مع الآب والروح القدس . أمّــــا بعد التجسّد ، فيبقى الشخص هو نفسه ، وطبيعته الإلهيّة لا تتغيّر . إلاّ أنه يتخذ أيضا طبيعة بشريّة ، فيصبح شخصًا واحدًا بطبيعتين .

تلك هي عقيدة التجسّد كما عبّر عنها مجمع خلقيدونية بتعابير فلسفيّة ، بينما اكتفى العهد الجديد باظهار يسوع انسانا تامّا وابن الله الكائن من الأزل مع الله . فعقيدة قانون الإيمان الرسميّ هي عقيدة ماورائيّة نظريّة مجرّدة ، لكن بدلالة ٍ خلاصيّة تدبيريّة . فالمفاهيم الفلسفيّة كان لا بدّ منها لتوضيح جوهر العقيدة . وهذا الجوهر هو ما يجب التمسّك به : فيسوع المسيح هو انسان شبيهٌ بنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة ؛ إلاّ أنه ليس مجرّد إنسان تبنّاه الله ، كما قال بولس السميساطيّ ، ولا إلهـــًا أدنى كما قال آريوس .

نحنُ هنا ، لسنا إزاءَ أساطير من نسج الخيال ، إنّـــما إزاء سرّ محبّة الله التي لا تدرك أبعادها . هكذا أحبّ الله العالم حتى انه أرسل ابنه الوحيد إلى العالم ليشرك العالم في حياته الإلهيّة . فيسوع المسيح الإنسان هو نفسه ابن الله وكلمته الذي صار انسانا ليرفع الإنسان إلى الله . انه عمّانوئيل ، أي الله معنا ، وحضور الله في ما بيننا ، فيه التزم الله إلتزاما نهائيّا حياة البشر ليسير بها إلى التألّه .

” لا وجود في شخص يسوع شيزوفرينيا ، انفصام شخصيّة – بل اتحاد عميق بين الألوهيّة والإنسانيّة ، لهذا في تعليم الكنيسة لا نسمّيه ” نظريّة التجسّد ، أو لغز التجسّد ، بل ” سرّ التجسّد ” ؛ والأعمق من هذا ، هو تسمية السرّ بـــ ” سرّ كشف محبّة الله الذاتيّة للعالم من خلال يسوع الناصريّ ” .

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).