وطنية – عقد “ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار” وبالتعاون مع اتحاد الكتاب اللبنانيين ندوة خاصة، بعنوان “المواطنة”، تحضيرا لعقد مؤتمر ثقافي عام من اجل مواجهة الصراعات القائمة في لبنان والمنطقة ومن اجل تعزيز ثقافة الحوار والمواطنة ورفض الصراعات الدينية والمذهبية.
حضر الندوة عدد من الفعاليات الإجتماعية والسياسية والثقافية وبعض رجال الدين. وتحدث في بدايتها امين عام الملتقى العلامة الشيخ حسين شحادة مؤكدا اهمية انعقاد هذه الندوة في ظل الظروف الراهنة، داعيا الى “تقديم الافكار والاقتراحات حول كيفية تعزيز المواطنة وتحضيرا للمؤتمر الثقافي العام الذي سيعقده الملتقى ضمن النشاطات التي اقرت في اطار جعل العام الحالي عام الحوار ورفض السلم الاهلي”.
وقدم للندوة وادارها امين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين وندوة العمل الوطني الدكتور وجيه فانوس الذي عرض لمحة سريعة لتطور العلاقة بين الفرد والوطن انطلاقا من زمن الخلافة العثمانية وصولا إلى الواقع الراهن.
وألقى الوزير السابق زاهر الخطيب بعد ذلك كلمة حملت عنوان “المواطنة والإنسان”، اعتبر فيها أن “المواطنة والإنسان هما مصطلحان يكاد يكونان مترادفين”.
وبعد أن أعطى تعريفات عدة لمفهوم المواطنة، آخذا في الإعتبار “الأبعاد السياسية والقانونية والإدارية التي تدخل في إطار تحديد هذا المفهوم”، تحدث عن كيفية تحقيقها، مركزا على “ضرورة مساعدة المواطن على الإسهام في عملية صنع القرار وإعداد المواطن للاشتراك الفعال في المجتمع الديموقراطي”.
وإذ شدد على “أهمية التربية على المواطنة في التنشئة الإجتماعية”، قال:”كلما كان المواطن أقل ثقافة واجتماعية وحضارة، وأكثر أنانية وتسلطا، ابتعد عن ملامسة جوهر الإنسان، وكلما حاز على صفات عكسية، كلما كان أكثر اقترابا منها”.
وختم بالإشارة إلى أن “المواطنة كقيمة هي صعبة المنال، نظرا لأنها غير موجودة حتى في المجتمعات التي توسم بالراقية، وأن الوسيط العشائري أو الطائفي أو المذهبي يحل بين المواطن والدولة في الدول النامية، ما يحول دون تحقيقها”.
المجذوب
وتحدث الدكتور محمد المجذوب بعدها عن “المواطنة في حدود الدولة القومية”، معتبرا أن “أفضل أنواع المواطنة في الدول العربية هي تلك التي تعيش في كنف العروبة والمفهوم القومي”، شارحا مفهوم العروبة، ومؤكدا على كونها “رابطة حضارية منزهة عن الإعتبارات السياسية، وعلى أنها تستوعب الخصوصيات، ولا مكان فيها لتسميات الأكثرية والأقلية”. واستنكر “تشويه البعض لمفهوم العروبة من خلال الزعم بأنها والإسلام صنوان، وأنها سبيل لتحقيق الوحدة الإسلامية تحت إطار الوحدة العربية”.
وفي نهاية الندوة تم الاتفاق على “وضع آليات عمل لعقد المؤتمر العام وكيفية تحويل الافكار والاطروحات التي قدمت الى خطوات عملية”.
وطنية