شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الراعي ترأس جنازة المطران يوسف ضرغام في عبرين: رجل السلام الداخلي والكلمة اللطيفة والروحانية العميقة
الراعي ترأس جنازة المطران يوسف ضرغام في عبرين: رجل السلام الداخلي والكلمة اللطيفة والروحانية العميقة
جنازة المطران يوسف ضرغام في عبرين

الراعي ترأس جنازة المطران يوسف ضرغام في عبرين: رجل السلام الداخلي والكلمة اللطيفة والروحانية العميقة

ودعت البطريركية المارونية وابرشيتا البترون والقاهرة والسودان وبلدة عبرين في قضاء البترون، المثلث الرحمة راعي أبرشية القاهرة والسودان والزائر الرسولي على موارنة أفريقيا سابقا المطران يوسف ضرغام، وترأس الصلاة لراحة نفسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في كنيسة مار شربل في عبرين، بمشاركة السفير البابوي غبرايلي كاتشا، راعيي ابرشيتي البترون المطران منير خيرالله والقاهرة والسودان المطران جورج شيحان والمطارنة: رولان ابو جوده، بولس اميل سعاده، نبيل الحاج، بولس مطر، سمير مظلوم، بولس روحانا، حنا علوان، غي نجيم، منجد الهاشم، يوسف حتي، جورج بو جوده، الياس نصار، حنا رحمه، بولس الصياح، طانيوس الخوري، جوزيف معوض، ميشال عون، بول عبد الساتر، جورج اسكندر، سمير نصار وكميل زيدان.

وحضر الجنازة كمال حرب ممثلا وزير الاتصالات النائب بطرس حرب، نجم خطار ممثلا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النائبان أنطوان زهرا وسامر سعاده، النائب السابق سايد عقل، ايلي عبيد ممثلا الوزير والنائب السابق جان عبيد، محبوب بريدي ممثلا الوزير والنائب السابق فارس بويز، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون طنوس الفغالي، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون حنا بركات، إمام مسجد راشكيدا الشيخ رضا أحمد، رئيسات عامات، ورؤساء عامون، عدد من الخورأسقفيين، مدبرون عامون ولفيف من الكهنة، ، وحشد من الفاعليات الرسمية ورؤساء البلديات والمخاتير، رؤساء الجمعيات والهيئات والروابط والاندية، والشخصيات السياسية والامنية وحشد من ابناء عبرين ومنطقة البترون الى جانب عائلة المطران الراحل.

تعازي الحبر الاعظم
بعد تلاوة الانجيل المقدس، تلا كاتشا رسالة التعازي المرسلة من الحبر الاعظم البابا فرنسيس لعائلة الراحل وابرشية البترون.

الراعي
ثم ألقى الراعي عظة بعنوان “أنا باب الخراف، من يدخل منه يخلص ويجد مرعى”(يو10: 9)، وجاء فيها:
“1. من باب المسيح، الراعي الصالح، دخل أخونا المأسوف عليه جدا، المثلث الرحمة المطران يوسف ضرغام، راعي أبرشية القاهرة والسودان والزائر الرسولي على موارنة أفريقيا سابقا، فوجد طعام الله الذي غذى حياته المسيحية والكهنوتية والأسقفية، وخرج من باب المسيح يحمل غذاءه الروحي إلى خرافه في لبنان كاهنا، ثم في مصر والسودان وأفريقيا أسقفا، كراع صالح تنطبق عليه كلمة المسيح، “راعي الرعاة العظيم” (1بطرس 5: 4) عن نفسه: “أنا الراعي الصالح، أعرف خرافي، وخرافي تعرفني” (يو10: 14).

هو وجه الأسقف المحب والمحبوب، الروحاني والراعوي، البشوش والفرحان، الإنساني والمسؤول. هذا الوجه يغيب عنا، ليشرق عليه نور وجه المسيح، في مجد السماء، بين الرعاة الصالحين الذين دخلوا من باب المسيح، فوجدوا الخلاص ووفرة الحياة وسعادتها.

2. إنه ابن عبرين العزيزة، البلدة المارونية الوادعة في بلاد البترون، جارة ديري القديسين قبريانوس ويوستينا-كفيفان، ومار يوسف جربتا، حيث تعبق رائحة القديسين نعمة الله ورفقا واسطفان، ويتواصل أريج القديس شربل. في عبرين أبصر النور محاطا بكنائسها وبدير العيلة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات، بنات خادم الله البطريرك الكبير الياس الحويك. وانفتحت عيناه، فيما هو ينمو ويترعرع، على العديد من الكهنة والرهبان والراهبات من أبناء عائلات بلدته، ومن بينهم أنسباء له هم: عمه لوالده الخوري طانيوس ضرغام الأديب وشاعر المملكة الأردنية الهاشمية، وخاله الخوري حنا خشان، وخالته الأخت بريجيت خشان من راهبات العائلة المقدسة المارونيات. في هذا البيت الوالدي الغني بالإيمان، تربى يوسف على القيم الروحية والأخلاقية والاجتماعية مع شقيقين، سبقاه إلى بيت الآب، تاركين عائلتين رضيتين.

3. وعندما لبى الدعوة الإلهية إلى الحياة الكهنوتية، وراح يسير على خطى المسيح، في دروبها بالدروس الثانوية في المدرسة الإكليريكية، ثم بالدروس الفلسفية واللاهوتية في جامعة القديس يوسف-بيروت، كان يفرح ويتشجع برؤية آخرين من أقرب أنسبائه يلبون مثله الدعوة المقدسة للكهنوت والحياة الرهبانية، وهم ابن خاله المرحوم الخوراسقف برنار خشان الذي ودعناه معكم منذ أشهر، وشقيقته الأخت ألكسين من راهبات العائلة المقدسة المارونيات، التي عرفناها في عمشيت لسنوات تخدم تربية الأجيال في مدرسة الجمعية وكنيسة السيدة الرعائية؛ وابن عمته الخوراسقف بولس نصرالله الذي تعاونا معه بصفة نائب عام طيلة خدمتنا الأسقفية لأبرشية جبيل العزيزة، وكاهن غيور ومخلص لرعية عمشيت. وإننا نرجو لهما العزاء الإلهي والعمر الطويل، فتظل شعلة الكهنوت والحياة المكرسة وضاءة في هذه العائلة.

4. ولما ارتقى إلى درجة الكهنوت في 12 نيسان 1959، وهو ممتلئ غيرة وروحانية كهنوتية، أرسلته السلطة الكنسية إلى باريس لمتابعة الدروس العليا في جامعة السوربون، فقضى فيها أربع سنوات متخصصا بالآداب الفرنسية، ومواصلا دراسات لاهوتية في المعهد الكاثوليكي الجامعي. وعاد إلى لبنان متحليا بالإيمان الحي، والديناميةالرسولية، والفضائل الكهنوتية. وانصرف بنشاط كبير إلى الرسالة في أي مكان ومن أي نوع، كما كانت تسندها إليه السلطة الكنسية.
فربى الخوري يوسف أجيالا من الإكليريكيين للكهنوت كمسؤول عن إدارة الدروس أولا في إكليريكية مار عبدا هرهريا، ثم في إكليريكية غزير البطريركية، ومتول رئاسة هذه الأخيرة وبعدها كمرشد روحي. فدامت خدمته المتنوعة هذه ستا وعشرين سنة. إن أعدادا كثيرة من كهنة كنيستنا يحفظون له الفضل الكبير، وقد أصبح اسمه عندهم رديف كاهن الفرح والتواضع والنكتة الحاضرة والخبر المبهج، ورجل السلام الداخلي والكلمة اللطيفة والروحانية الكهنوتية العميقة.

5. وفوق ذلك تفانى في الخدمة الراعوية في كل من رعايا زغرتا وكفرحي وبقسميا وجبلا. ودرس الأدب الفرنسي في الإكليريكية وفي سبع ثانويات من مناطق البترون وجبيل وكسروان والمتن، كما أسندت إليه إدارة معهد التثقيف الديني في نيابة البترون البطريركية وفيها كأبرشية، ومسؤولية التعليم المسيحي فيها، وعين مرشدا للشبيبة الطالبة المسيحية في لبنان، ومرشدا لرابطة كاريتاس البترون، وعضوا في كل من المجلس الكهنوتي والعمل الرسولي، وفي رابطة الكتاب المقدس العالمية، وحركة “كنيسة من أجل عالمنا”، ولجنة تحضير المجمع البطريركي الماروني،وأخيرا رئيسا للرابطة الكهنوتية.

6. هذا الكاهن اللامع في العلم والفضيلة، الغني والمتمرس في العمل الراعوي والرسولي، انتخبه أعضاء سينودس أساقفة كنيستنا المقدس، بوحي الروح القدس، مطرانا لأبرشية القاهرة والسودان في تموز 1989، ومنحه البابا القديس يوحنا بولس الثاني الشركة الكنسية، ثم عينه زائرا رسوليا على موارنة أفريقيا. فتسلم رعاية الأبرشية من سلفه المثلث الرحمة المطران يوسف مرعي، بعد تقديم استقالته ببلوغ السن القانوني. وقادها بغيرة “الراعي الصالح”، معلما للعقيدة ومقدسا للنفوس، ومدبرا حكيما. لقد عرف خرافه، مؤمني ومؤمنات أبرشيته واحدا واحدا، وزارهم في بيوتهم، وجمعهم في حلقات التعليم الأسبوعية التي كان ينظمها في كاتدرائية مار يوسف بمنطقة الظاهر في القاهرة، وفي كنيسة مار مارون في مصر الجديدة التابعة للرهبانية المارونية المريمية، وحلقات مماثلة في كنيسة القديسة تريز الطفل يسوع في الاسكندرية. كما قام بحركة روحية وتعليمية لدى الكنائس الكاثوليكية الأخرى، فتميز فيها بوجه الأسقف معلم العقيدة، والواعظ الروحي الغيور. هذا ما يشهد عنه خلفاه في رعاية الأبرشية المطران فرنسوا عيد المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي الذي يشاركنا الأسى والصلاة من قرب ضريحي الرسولين بطرس وبولس، والمطران جورج شيحان راعي الأبرشية الحالي، الذي حضر خصيصا من القاهرة للمشاركة في صلاة الوداع هذه باسم كهنة الأبرشية وشعبها.

7. وتفانى المطران يوسف في خدمة موارنة أفريقيا، فزارهم في بلدانهم، وتعاونا شخصيا معه في خدمة أبنائنا في نيجيريا وكوتونو بالبنين، وأرسلنا كهنة من أبرشية جبيل لهذه الخدمة، بالإضافة إلى الكهنة من نيابة صربا البطريركية الذين يخدمون في كل من غانا وتوغو وبوركينا فاسو ومالي، وفضلا عن رسالتي الرهبانية اللبنانية المارونية في كل من السنغال وشاطئ العاج. وهكذا تمكنت بلدان أفريقيا الغربية والوسطى من أن تصبح أبرشية باسم إكسرخوسية لدواع قانونية. فيما ظلت أفريقيا الجنوبية التي يخدمها الآباء المرسلون اللبنانيون الموارنة، تابعة للزيارة الرسولية بشخص الإكسرخوس سيمون فضول.

ومن بعد أن قدم استقالته من إدارة أبرشية القاهرة والسودان لبلوغه السن القانوني في سنة 2005، عاد إلى لبنان، وسكن بين الأهل في عبرين وكرس نفسه للإرشاد الروحي في إكليريكية غزير البطريركية لأربعة أيام في الأسبوع، واضعا فيه كل روحانيته وخبرته ومحبته لطلاب الكهنوت.

8. الآن ويحضر المثلث الرحمة المطران يوسف أمام عرش الله، ليسلم وديعة خدمته الكهنوتية والأسقفية، لا بد من الإشارة إلى خدمة الكلمة الإلهية التي يتركها للأجيال في مؤلفاته وكتاباته وترجماته البالغة ثلاثة عشر مرجعا. وإنا نكتفي بذكر بعضها من مثل: مدخل إلى الكتاب المقدس، النؤمن، شرح الأسرار، في الكنيسة نحيا لأجل المسيح، الكتاب المقدس: تعليم وحياة، كتاب “أنا هو” الذي كان يطلب أن يقرأوا له مقتطفات منه في أيامه الأخيرة، الإعتراف بالتعاون مع الرابطة الكهنوتية، تاريخ الكنيسة بالتعاون مع كتاب مصريين، مار يوحنا المعمدان. هذا فضلا عن ترجمات عديدة وبخاصة لرسائل بابوية.

9. إن سيرته الغنية تشكل خير تعزية لنا جميعا: لأبينا صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس، ولإخواننا السادة المطارنة أعضاء سينودس كنيستنا البطريركية المقدس، وبخاصة أخوينا المطران منير خيرالله راعي أبرشية البترون، والمطران جورج شيحان راعي أبرشية القاهرة والسودان، وكهنة هاتين الأبرشيتين، ولأعضاء الرابطة الكهنوتية، وأنسباء المثلث الرحمة: عائلات المرحومين شقيقيه وعميه وعماته وخاله وخالتيه، ولكل أبناء عبرين العزيزة.
عزاؤنا أن المطران يوسف دخل دنيانا من باب المسيح، ومن الباب عينه يدخل مجد السماء، ليكون لنا عند الله خير شفيع. ونحن، فلندخل كل يوم من باب المسيح هذا، لكي نجد الخلاص وغذاء العقل والإرادة والقلب، فنسعى إلى أن يدخل كل إنسان وكل شعبنا من هذا الباب الخلاصي، لخيرهم ونمو المجتمع وخير الوطن، بنعمة الله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس، آمين”.

تقبل التعازي
وبعد صلاة رفع البخور، أقيم تطواف بالنعش داخل الكنيسة وحول المذبح قبل أن ينقل الجثمان الى كنيسة سيدة البيدر في عبرين حيث ووري في الثرى.
وبعد الجنازة، تقبل المطرانان خيرالله وشيحان وأفراد العائلة التعازي في صالون الرعية.
وتواصل العائلة تقبل التعازي يومي السبت والاحد في دارة الراحل في عبرين.

استقبال
وكان نقل جثمان المطران ضرغام من مستشفى البترون الى مسقط رأسه عبرين، حيث أقيم له استقبال حاشد عند مدخل البلدة فأنزل وحمل على الأكف وصولا الى كنيسة مار شربل وسط الصلوات والترانيم.

ورفعت اللافتات التي ثمنت سيرته الكهنوتية والاسقفية على طول الطريق المؤدي الى بلدته عبرين وصولا الى الكنيسة. وكانت أقيمت سلسلة قداديس في كنيسة مار شربل حيث سجي الجثمان ورفعت الصلوات.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).