الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان اوسيب – لبنان
حاضر رئيس لجنة التراث والثقافة في بلدية جونيه المؤرخ واكيم بو لحدو، بدعوة من لجنة وقف مار جرجس صربا عن “كنيسة مار جرجس الأثرية ومحيطها”، في حضور المطران بولس روحانا، كاهن الرعية الخوري ايلي ضو، أعضاء المجلس البلدي لمدينة جونيه، مخاتير بلدة صربا، الأخويات والفرق الدينية، رابطة شباب صربا، رئيس مجلس كسروان الثقافي المحامي كميل فنيانوس، ممثلي هيئات المجتمع المدني، حشد من أهالي وسكان صربا والمهتمين بالشأن التاريخي والديني، وذلك في كنيسة مار جرجس صربا الأثرية.
بداية كلمة ترحيبية من الخوري ضو نوه فيها بمزايا المؤرخ بو لحدو وإنجازاته الثقافية القيمة في مضمار تاريخ جونيه.
ثم ألقى المؤرخ بولحدو فصولا من تاريخ بلدة صربا منذ أقدم العصور حتى الحرب العالمية الأولى في محطات معبرة، تبرز أهمية شير الباطية، انطلاقا من مغارة مار جرجس الأثرية التي كانت معبدا لأدونيس وعشتروت واشتقاق اسمها من كلمة المعمودية، والشعوب والغزاة الذين تعاقبوا على قلعة صربا الواقعة بين جبيل ومعبر نهر الكلب.
وتحدث عن مغاور صخرة الشير، وسكن الإنسان الأول فيها كما ورد في تقرير الأب عبدو بدوي رئيس قسم الفن المقدس في جامعة الروح القدس – الكسليك، والجمعية اللبنانية للأبحاث الجوفية التي استطلعت هذه المغاور، كما اسهب في شرح موقع مدينة باليبيلوس- جبيل القديمة وجبل كليماكس في اللغة اليونانية الدرح. ونوه باكتشافات جورج كولونا سيقلدي التي كشفت للعالم موقع صربا الأثري في مجلة الآثار الفرنسية سنة 1878.
ثم انتقل الى شرح تحول صربا نحو المسيحية في عهد الأمبراطور قسطنطين مع اعتناق سكان لبنان النصرانية، واسطورة مار جرجس قاتل التنين، وانتشار عبادة القديس في الشرق والغرب، متحدثا عن سكن السريان في صربا ومرور المكلل بودوان الصليبي في القلعة، مشيرا الى محطة آل الخازن في صربا مع الجد الجامع سركيس الخازن سنة 1545 م.
أما في ما يتعلق بمهرجان صربا المعروف بالدورة، فأعاده الى زمن وجود مخيمات جيش ابراهيم باشا المصري على كتف ضهر شير صربا وصولا الى طرد القوات المتحالفة العثمانية والإنكليزية للجيش المصري من لبنان.
وأشار الى ان الأمير حيدر اسماعيل ابي اللمع ويوسف بك كرم جعلا من هذا الشير مقرا لسكنهما خلال فترة حكمهما.
أضاف: “ان أهمية هذه المحاضرة التاريخية تكمن في اكتشاف مقبرة جماعية تعود الى المشردين الجياع الذين قضوا في مجاعة الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918، والبالغ عددهم 1500 شهيد كما ذكر في حينه خوري الرعية بطرس جرمانوس العاقوري الذي تولى دفن هؤلاء الموتى مع مساعده الخوري لويس عطاالله في بئر مدرسة صربا القديمة الكائن بالقرب من كنيسة مار جرجس الأثرية”.
وبعد الإنتهاء من المحاضرة، زار المشاركون بقايا عظام ورميم هؤلاء الشهداء.
وطنية
