الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان اوسيب – لبنان
لعلّ أبرز ما يمكن أن يقال عن العصر الحالي إنه عصر السماوات المفتوحة والشبكات الإجتماعية، حيث أنّ سقف الخصوصية يتوسّع أكثر وأكثر وعقل البشر يصبح أكثر انفتاحاً يوماً بعد يوم.تنتشر ظاهرة في الفترة الأخيرة تدعى بالتدوين المرئي أو «Video blog» خصوصاً على قنوات يوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي، ينشر أصحابها فيديوهات بشكل دوري مرتبطة بالشخص نفسه وبحياته الخاصة.
وهذه الفيديوهات عبارة عن تسجيل ليوميات الشخص، وتسلسل الأحداث التي عايشها خلال اليوم أو الأسبوع أو ربما في أيام ومناسبات خاصة، وهو مرتبط بالفرد وبحياته الشخصية فقط.
فالأصل في التدوين المرئي أنه يأخذ المهمّ فقط. فالمدون يصوّر معظم أجزاء يومه، لكنه في الأخير يجلس أمام برنامج المونتاج ويختار أجزاء قليلة من كل تلك الساعات الكثيرة. وهنا لا بد من الإشارة الى أنّ هذه النقطة هي التي تحدد نجاح التدوين المرئي من فشله.
ملامح إيجابية
يقرب التدوين المرئي أكثر إلى حياة الشخص، ويعطي تجربة ممتعة بدلاً من المعلومة الجافة، إضافة الى أنه ينقل الكثير من جوانب حياة أصحابها والتي من خلالها يمكن أخذ الدروس والعبر والتعلّم والإستفادة بشكل أفضل.
لذلك، إنّ التدوين المرئي مفيد لأولئك الأشخاص الذين تمتلئ حياتهم بالأحداث، مثل الفنانين والسياسيين والمشاهير، وبالتالي هم ينقلونها عبر شاشة الكاميرا. مع العلم أنه ليس شرطاً أن يكون التدوين المرئي يومياً، ولا حتى أسبوعياً.
فهو يمكن أن يكون موسمياً، أو عندما يكون هنالك محتوى وتجربة تستحق المشاركة مع الآخرين ونشرها إلى كل أرجاء العالم حتى لا تكون حبيسة الذكريات فقط.
ملامح سلبية
في المقابل هنالك بعض السلبيات في هذه الظاهرة، هي أن جمهور هذا النوع من المحتوى هم المتابعون فقط، أو الذين يعرفون الشخص وينجذبون إليه ولأسلوب حياته ويتابعون جديده.
كذلك هنالك مشكلة أخرى مهمة وهي مشكلة الخصوصية لأنّ الفيديو هذا حتى لو لم يشارك الشخص معلومات حساسة عن حياته، قد يستخدم ضده يوماً ما.
ومن الملامح السلبية للتدوين المرئي أنه يحتاج الى الجهد والوقت. فتصوير معظم أنشطة اليوم أمر مرهق.
فتخيّل أنك تحمل كاميرتك في يدك طوال الوقت، ثم بعد ذلك تجلس لساعات في آخر النهار بغية مَنتجة الفيديو وإعداد تدوينة اليوم المرئية.
وهذا يعتبر من أكبر العوائق التي تحول دون التدوين المرئي اليومي حتى وإن كانت مجريات النهار تستحق النشر.
وعلى رغم هذه الصعوبة إلّا أنّ بعض مشاهير التدوين المرئي قد نجحوا في تحدي أنفسهم بالنشر اليومي.
شادي عواد
الجمهورية
