شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | جمعية لضحايا الإرهاب تحضنهم وتطالب بحقوقهم وتساعدهم لمتابعة حياتهم وتجاوز الخوف
جمعية لضحايا الإرهاب تحضنهم وتطالب بحقوقهم وتساعدهم لمتابعة حياتهم وتجاوز الخوف
النصب التذكاري للضحايا في صحراء النيجر.

جمعية لضحايا الإرهاب تحضنهم وتطالب بحقوقهم وتساعدهم لمتابعة حياتهم وتجاوز الخوف

لأن قصص الاٍرهاب متشابهة في كل مكان وتتكرر الواحدة تلو الاخرى خصوصاً مع إفلات المجرم من العقاب، كان لا بد من إنشاء جمعيات تحتضن الضحايا وتطالب بحقوقهم وبالمحاسبة، كي لا يتكرر الظلم.
روى غييوم دونوا دو سان مارك لـ”النهار” انه فقد والده عام 1989 في انفجار طائرة فوق صحراء تينيري – النيجر، وكان على متنها 170 شخصاً من 18 جنسية. “كان عمري آنذاك 26 سنة، إنهار عالمي فجأة وتوقفت حياتي مع هذا الحدث الذي شلّني. أسست الجمعية الفرنسية لضحايا الارهاب وبدأت بالملاحقة، فأظهرت التحقيقات أن المخابرات الليبية وراء التفجير. في العام 2002 حضر سيف الإسلام القذافي الى فرنسا بدعوة ليعمل على تسوية الملف، فالتقيته وأعلمته أن الموضوع لم ينتهِ مع أهل الضحايا، وبدأنا المفاوضات ودُعينا الى ليبيا مع بعض المحامين الفرنسيين فأخذنا موافقة الدولة الفرنسية، كي لا نقوم بديبلوماسية موازية. وكنا مارسنا الكثير من الضغوط في فرنسا ووزعنا المنشورات وذهبنا للاعتصام في المطار وأمام الفنادق في كل مرة علمنا أن مسؤولاً ليبياً في فرنسا. وقد أردنا ان تعترف ليبيا بمسؤوليتها، فكانت ١٥ جولة مفاوضات في طرابلس الغرب وباريس ولندن إلى أن التقيت احدى المرات إبنة عبدالله السنّوسي الذي فجر الطائرة، فطلبت مني مساعدته لتجنب عقوبة الإعدام. أردنا ان يعتذر القذافي علناً او نفتح المحاكمة مجدداً، لكنهم عرضوا التعويض فلم أتمكن من تحديد المبلغ لأن لا ثمن لموت والدي. لكنهم أرادوا تحديد السعر وفق الجنسيات لكني رفضت، فالضحية ضحية!”.
أضاف: “وقف الأميركيون والانكليز ضدنا لأن فرنسا رفضت التوقيع على معاهدة لتسوية حادثة لوكربي عام 1988 (تفجير طائرة بانام 103 بعد انطلاقها من لندن متوجهة الى نيويورك)، إضافة إلى طلب التعويضات للإنكليز والأميركيين شرط إزالة العقوبات عن ليبيا قبل تسوية الموضوع.
انتهت القصة بإعطاء ليبيا 170 مليون دولار لكل عائلة شهيد. أنشأنا جمعية لتوزيع المبالغ واستغرق الأمر 6 سنوات لتعويض نحو 2600 شخص من أقرباء الضحايا وورثتهم، ومن فائدة المبالغ دفعنا الفحوص الجينية وتكاليف توزيع المال، وأقمنا نصباً تذكارية في برازافيل حيث طارت الطائرة، وفي جامينا في تشاد حيث حطت لمدة ساعة قبل التوجه الى باريس وانفجرت بعد ساعة من انطلاقها في صحراء تينيريه، أكثر منطقة حارة على الكوكب، وفي مكان الإنفجار نصب أيضاً على شكل طائرة وعليه أسماء الضحايا”.
ويذكر أن تفاصيل المفاوضات تركها في كتاب من 400 صفحة عنوانه: “ابي كان في “دي.سي.10”.
تابع: “في عام 2008 اعتقدت أنني انتهيت من هذه القصة، لكن بعد سنة حصل تفجير في القاهرة ذهبت ضحيته فرنسية، فقررت أن أؤسس جمعية. في عام 2011 أسسنا اتحاداً هو نوع من شبكة نعمل من خلالها على الدعم النفسي والمادي للضحايا، إضافة إلى الجانب القانوني، ويهدف الى دعم المنظمات المحلية في البلدان وتشجيعها، فدعونا لتأسيس جمعية في المغرب، ونعمل حالياً على دعم الجمعية في لبنان، والتي تحضر لورش عمل مع ضحايا الإرهاب اللبنانيين في منتصف شباط المقبل، فمن يعيش الصدمة لديه الكثير ليتقاسمه وهذا ما يعرف بديبلوماسية الضحايا”.
في عملنا نساعد الضحايا كي يفهموا موقع الضحية، وفق غييوم دونوا دو سان، فيخرجون منه بعد الإعتراف بهم، ليكملوا حياتهم، ولا نسعى كي نسجن الضحايا في وضعهم بل لإعادة أنسنتهم بعدما سلبها منهم الاٍرهاب. ومن المهم التحدث عن وضعهم في الإعلام وتعليمهم مع اختصاصيين تولي دفة حياتهم من جديد. وهذا لا يتم إلا بدعم نفسي قوي، ومن هنا كان “مشروع الفراشة” حيث نعمل من خلاله مع المراهقين ضحايا الارهاب بين ١٣ و ٢٥ سنة ويتحدثون الفرنسية ٨ ايام في السنة على ٣ سنوات. وهذه السنة أنهينا ورشة عمل دامت ٣ سنوات من ضمنها العلاج والنشاطات الرياضية. ويقول: بعد نجاح هذا المشروع طالب البالغون بالشيء نفسه، فأنشأنا “مشروع فينيكس” للبالغين، ونعمل أيضاً على حاجات الضحايا النفسية والإدارية والحقوقية. وقد يتأثر الضحايا أحيانا فيحتاجون الى المواكبة وليس السير مكانهم، وبالمساعدة يتمكنون من توعية آخرين من خلال شهاداتهم وكيفية خروجهم من حالتهم كضحايا، وهذا يتطلب الكثير من الطاقة والتمويل. الآن نذهب الى المدارس والأحياء والسجون ونتحدث عن الاٍرهاب من دون محرمات، بل نفتح نقاشاً في محاولة لكسر دائرة العنف، ومن المهم أن تفهم الدول هذا وإلا ليس في إمكاننا التقدم.
ويرى غييوم أن اعتداءات باريس غيّرت نظرة الرأي العام للإرهاب وضحاياه، وكذلك نظرتهم للجمعية، وما حصل في تشرين الثاني منذ أكثر من عام في باريس وفي تموز الماضي في نيس وحادثة الكنيسة ومقتل شرطييْن في منزليهما أخاف الفرنسيين وشعروا انهم ليسوا بمأمن حتى في منازلهم.
اليوم أصبحوا معنيين أكثر وبدأوا يتبرعون للجمعية ويتابعون نشاطات ريعها لنا، في حين كانت الأموال سابقاً من الدولة وبعض الجمعيات ومن الاوروبيين ومشاريع قمنا بها، لأن الناس اعتمدوا سياسة النعامة معتبرين أن الإرهاب لا يمكن ان يطالهم.
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).