“كم هي ملحّة ثقافة اللقاء لعالمنا هذا الذي يبني الجدران أحيانًا ويحوّل الكابوس الأسوأ إلى واقع وحقيقة: إلى العيش كأعداء” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في رسالة الفيديو التي وجّهها عصر أمس الأربعاء للمشاركين في المؤتمر الذي تنظّمه منظّمة “Scholas Occurentes” الحبريّة في الجامعة العبريّة في القدس تحت عنوان “بين الجامعة والمدرسة، بناء السلام من خلال ثقافة اللقاء” ويشارك فيه حوالي سبعين شابًا وشابة من إسرائيل وفلسطين وبلدان أخرى من العالم قدموا من إحدى وأربعين جامعة.
قال الأب الأقدس أرغب بالاحتفال بهذه الأيام المعاشة هناك في القدس لأنّكم ومن خلال اختلافاتكم قد بلغتم الوحدة. لم يعلِّمكم إياها أحد بل عشتموها بأنفسكم! ففي بساطة النظرة لا وجود لأجوبة وإنما هناك انفتاح على كل ما هو مختلف عني، وعندما ننفتح على الآخرين يتحقق اللقاء وفيه نجد معنى لحياتنا، وعندما نجد المعنى تتوسّع رؤيتنا.
تابع الحبر الأعظم يقول نحن بحاجة للعيد إذًا كتعبير بشري عن الاحتفال بالمعنى، عندها نجد المعنى الأعمق: شعور يولد بيننا بالرغم من كل شيء وهو الامتنان. لذلك ينبغي علينا أن نربّي الأشخاص كي يكونوا أحرارًا من الأحكام المُسبّقة التي تكبّلنا ونتمكن من أن نحلم ونجد طرقًا جديدة؛ وبالتالي لا يمكننا نحن البالغين أن نحرم الأطفال والشباب من القدرة على الحلم واللعب. ويعلّمنا هذا اللقاء أنّه علينا أن نخلق إطار رجاء حيث يمكن للأحلام أن تنمو وحيث يمكننا أن نتشاركها. عندما نتشارك حلمًا ما، يصبح هذا الحلم مثالاً للشعب وإمكانيّة لخلق أسلوب حياة جديد. ومثالنا، نحن جميعًا الذين بشكل أو بآخر نشكّل الـ “Scholas Occurentes” هو خلق من خلال هذه التربية ثقافة لقاء. وبالتالي يمكننا عندها أن نقيّم اختلاف الثقافات في سبيل بلوغ التناغم ولا التطابق. وما أحوج عالمنا هذا للتناغم!
أضاف البابا فرنسيس يقول، هذا العالم الذي يخاف من المختلف والذي انطلاقًا من هذا الخوف غالبًا ما يبني جدرانًا بلا نهاية ويحوّل الكابوس الأسوأ إلى واقع وحقيقة: إلى العيش كأعداء. ما أحوج عالمنا للخروج من واللقاء. وختم البابا رسالته شاكرًا جميع المشاركين في اللقاء على التزامهم بالأحلام وفي السعي عن المعنى لحياتهم ووضع ذواتهم عقلاً وقلبًا ليحوّلوا ثقافة اللقاء إلى حقيقة!
إذاعة الفاتيكان