أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان سعيد عقل باق في ضمير الأجيال “ما دام فيها مكان للحلم وللإقدام وللتمرد”، معتبرا ان هذا الشاعر الكبير بنى عمارة القصيدة الوطنية “ونشعر معها ان لبنان مارد بعظمة شعبه ووجوده ورسالته فلا قياس لحب هذا الرجل لوطنه”.
تحية الرئيس عون إلى الشاعر سعيد عقل جاءت في كلمة مسجلة وجهها رئيس الجمهورية خلال المهرجان الذي اقيم في زحلة مساء اليوم في الذكرى الثالثة لغيابه، وغاب عنه الرئيس عون بسبب الحداد الوطني المعلن على العسكريين الشهداء .
وفي ما يلي كلمة الرئيس عون في المهرجان الذي أقيم تحت عنوان “سعيد عقل مجدك كتب لبنان”:
“سعيد عقل، المفكر، الشاعر، اللبناني المقاوم، سعيد عقل المعلم المقدام وصانع الأحلام، هذا الطليعي الآتي من زحلة إلى العالم، اتقد فكره بالتطلعات، بالشغف، بالأحلام، بلبنان… طوع الأبجدية، وأخرج منها شعرا ندر جماله، تغلغل كالخدر في ذاكرتنا وأغاني العمالقة، وحفر في الأدب العربي لغة جديدة لا تشبه سواه،
إن نسج الغزل، فاقت رقة القصيدة عيون العشاق، وإن بنى عمارة القصيدة الوطنية نشعر معها أن لبنان مارد بعظمة شعبه، ووجوده، ورسالته. فلا قياس لحب هذا الرجل لوطنه. تغنى به حتى الثمالة، وأغناه شاعرية وكلاما منحوتا من معدن الأقوياء. يرفع لبنان فوق المصالح الصغيرة، وصراع الكبار، وأطماع المحتلين، وتشتت أبنائه، ليخرج من مصهر سعيد عقل مصقولا بالحضارة، والإبداع، والرقي، والتفرد.
جمعتني بهذا العملاق صداقة زادتني ايمانا بالخط الوطني الذي التقينا عليه. كان معجونا بالشأن الوطني، وقاطعا كالسيف في مواقفه وآرائه. يشبه عنفوان زحلة في ما يدافع عنه، ومذاق كرومها حين يتغنى بلبنانيته. ولو شاء اليوم أن يحكي، لحمل إنجيله الوطني “لبنان ان حكى”، يروي به يباس من جفت نفوسهم عن حب وطن كبير، قادر بضيق مساحته على جعل العالم أكثر بهاء، مذ حمل ألواح الأبجدية، وطاف بها على الشواطئ البعيدة.
تشتاقك أصوات الكبار والأغاني، يا شاعر لبنان العظيم. تركت لنا أجمل ما لحن وأطرب ورافق صباحاتنا والأماسي، رافعا الحنين إلى المدن العربية التي غازلتها بشعرك إلى مراتب العشق والفخر والثورة.
سعيد عقل، اليوم، بعد ثلاث سنوات على غيابك، يحضرني ما كتبته عندما تلقيت نبأ رحيلك: “لن ننسى من زحلن لبنان ولبنن العالم، ومن زرع فينا حلما وجعله وسع آفاق الضمير”.
نعم لن ينساك لبنان، وستبقى في ضمير أجيالنا ما دام فيها مكان للحلم وللإقدام وللتمرد”.
وطنية