نحن في عيد الميلاد ننتظر ميلاد مخلصنا، لا ننتظر (سانتا)، لأن وجه يسوع الإلهي هو الأبرع جمالاً من كل أحد ؛ وهو الأصدق ، وقد انسكبت النعمة على شفتيه ، أما الشجرة والزينة والهدايا والأطعمة هذه مظاهر فلكلورية لاتقدم ولاتؤخر إذا لم نستقبل مسيحنا في قلوبنا .. لأننا لا نعيِّد لعادات اجتماعية يستوي فيها المؤمن مع غيره ؛ خاصة أن هدايا بابا نويل ليست هداياه ، لماذا نعيد إذن بخفة ؟؟ ماذا تفيد الشجرة إذا كانت حياتنا مقفرة ؟! وماذا تنفع الأنوار وحياتنا مظلمة وتعيسة ؟
زينتنا في فضيلتنا ؛ ونورنا انعكاس لنور المسيح الذي فينا ، وشجرتنا في اقتنائنا شجرة الحياة كرمتنا الحقيقية ، وهدايانا هي تقدمة نفوسنا لمن أعطانا ذاته بالكلية ، لنعاين مجد عظمته ؛ وهو الذي أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له . لنقبله ونتحد به ونرضيه ؛ ونخدمة كما يليق ونسبح اسمه بعبادة عقلية ؛ تاركين سطحيات وتفاهة هذا العالم حتى لا نصرف عمرنا باطلاً ، بل حياتنا تقدمة وصعيدة خالصة عنده .
حُبنا طاعتنا صومنا وصلاتنا وكل ما لنا ، نقدمه ونحن غير منشغلين أو مرتبكين بعيدا عن خلاصنا ؛ لأن هو مخلصنا الوحيد الذي وُلد في بيت لحم الصغرى ليُرجعنا إلى الفردوس ومدينة الأساسات ، واكتتب ليكتبنا في سمواته وفي سفر الحياة ، وتقمط ليتكفن ويفكنا من رباطات الخطية والعبودية ، وجاء متجسدًا ليغذينا من بيت لحم بخبزه الحي الكلمة اللوغس . وقد بزغ في ظلمة المغارة ليبدد ظلمة العالم كلة . فيبصر نوره الأبدي كل الجالسين في الظلمة ، لأنه حمل على كتفية مفتاح الحياة برئاسة صليبة المحيي . ..
إنه وُلد ليمنحنا حياة .. فلنمجد ميلاده … أتى إلينا لنستقبله .. وتنازل من أجلنا ليرفعنا ، وقد صار على الأرض ، وهو الأول والآخر والكائن الذي كان والدائم إلى الأبد . المجد لك يا رب الصباؤوت الساكن في النور الأعظم ؛ يامن أتانا في الناسوت ووُلد من العذراء مريم .. من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا .
القمص أثناسيوس فهمي چورچ