“إنَّ الله يبقى أمينًا ويستخدم الأخطاء البشريّة ليُظهر رحمته” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان؛ وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة استهلّها بالقول يبدأ اليوم زمن المجيء، الزمن الليتورجي الذي يُعدُّنا لعيد الميلاد ويدعونا لنرفع نظرنا ونفتح قلوبنا لاستقبال يسوع المنتظر من الناس. في زمن مجيء نحن لا نعيش انتظار الميلاد وحسب بل نُدعى أيضًا لنوقِظَ انتظار عودة المسيح بالمجد إذ نستعدُّ للقاء الأخير معه من خلال خيارات صادقة وشجاعة. وبالتالي نحن مدعوون، خلال هذه الأسابيع الأربعة، للخروج من أسلوب عيش استسلامي واعتيادي ولتغذية الرجاء والأحلام من أجل مستقبل جديد.
تابع الأب الأقدس يقول إن إنجيل هذا الأحد يسير أيضًا في هذا الاتجاه ويحذِّرنا من أن نسمح لأسلوب حياة أناني ولوتيرة أيام جامحة من أن تثقّل علينا وترهقنا. ولذلك يتردد صدى كلمات يسوع بشكل قاطع: “فاحذَروا أَن يُثقِلَ قُلوبَكُمُ السُّكْرُ والقُصوفُ وهُمومُ الحَياةِ الدُّنيا، فَيُباغِتَكم ذلِكَ اليَومُ كأَنَّه الشبك… فاسهَروا مُواظِبينَ على الصَّلاة”.
أضاف الأب الأقدس يقول السهر والصلاة: هكذا ينبغي علينا أن نعيش هذا الزمن من اليوم وصولاً إلى عيد الميلاد. إن السبات الداخلي يولد من الدوران الدائم حول أنفسنا ومن البقاء منغلقين في حياتنا مع مشاكلها وافراحها وآلامها. هنا نجد جذور الفتور والكسل اللذان يتحدّث عنهما الإنجيل. ولذلك يدعونا زمن المجيء لالتزام سهر وللنظر أبعد من ذواتنا فنوسِّع أذهاننا وقلوبنا لننفتح على احتياجات الإخوة والرغبة في عالم جديد. إنها رغبة العديد من الشعوب المعذّبة بسبب الجوع والظلم والحرب؛ إنها رغبة الفقراء والضعفاء والمتروكين. وبالتالي هذا الزمن هو ملائم لنفتح قلوبنا ونسأل أنفسنا أسئلة ملموسة حول كيفية عيشنا لحياتنا.
أما الموقف الثاني، تابع البابا فرنسيس يقول لنعيش بشكل جيد زمن انتظار الرب فهو موقف الصلاة؛ يقول لنا إنجيل لوقا “انتَصِبوا قائمين وَارفَعوا رُؤُوسَكُم لأنَّ اِفتِداءَكم يَقتَرِب”. إنها دعوة للنهوض والصلاة موجّهين أفكارنا وقلوبنا نحو يسوع الذي سيأتي. نحن ننهض عادة عندما نكون في انتظار شيء ما أو أحد ما؛ ونحن ننتظر يسوع ونريد أن ننتظره في الصلاة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسهر.
لكن، تابع الأب الأقدس متسائلاً، ما هو أفق انتظارنا المصلّي هذا؟ يدلنا إليه صوت الأنبياء في الكتاب المقدس. ويدلنا اليوم صوت النبي إرميا الذي يكلِّم الشعب الذي يعاني بسبب النفي ويواجه خطر فقدان هويّته. نحن المسيحيون أيضًا، شعب الله، نواجه خطر أن يسيطر علينا روح العالم فنفقد هويتنا؛ لذلك نحن بحاجة لكلمة الله من خلال النبي الذي يعلن لنا: “ها إِنَّها تَأَتي أَيَّام، يَقولُ الرَّبّ، أُقيمُ فيها الكَلامَ الصَّالِح، الَّذي تَكَلَّمتُ بِه… فأُنبِتُ لِداوُدَ نَبْتًا صِدِّيقًا، فيُجري الحُكمَ وَالعَدْلَ في الأَرض”.
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتساعدنا العذراء مريم، امرأة الانتظار والصلاة، لكي نقوّي رجاءنا في وعود ابنها يسوع لكي يجعلنا نختبر أنّ، ومن خلال مآسي التاريخ، يبقى الله أمينًا ويستخدم الأخطاء البشريّة ليُظهر رحمته.
فاتيكان نيوز