شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | عندما يتواصل الطفل الرضيع معنا
عندما يتواصل الطفل الرضيع معنا
عندما يتواصل الطفل الرضيع معنا

عندما يتواصل الطفل الرضيع معنا

تواجه الأم تحدّيات مع ولادة طفلها، فهي ستلازمه 24 ساعة يومياً حتى يتأقلم مع حياته الجديدة خارج رحمها. وهي ستطعمه وتشجّعه على الرضاعة، خصوصاً عند الأطفال حديثي الولادة حيث تكون عملية الرضاعة صعبة عليهم. ومن أكثر المسؤوليّات صعوبة سواء على الأم أو الأب، التواصل مع الرضيع الذي يطلب تحقيق إحتياجاته. فكيف يمكن للوالدين فهم احتياجاته؟ وهل لصراخ الطفل وبكائه تفسير يساعدهما لترجمة إحتياجاته؟
لن ترتاح الأم قبل تجشؤ طفلها الصغير بعد الرضاعة. في هذه الحال، يمكن للأب أن يساعدها ويفرك ظهر الصغير بانتظار أن يخرج الهواء الذي إبتلعه خلال عملية الرضاعة. وقد تأخذ عملية التجشؤ عند بعض الأطفال أكثر من 30 دقيقة، بينما عند البعض الآخر فسريعة جدّاً. ولكنّ قلق الأهل يزداد ويتفاقم حين ينال الطفل متطلباته ويبدأ بالبكاء، فلا نعرف ماذا يريد؟
يبدأ الطفل بالتفاعل مع محيطه منذ ولادته. وبما أنّه لا يستطيع التكلّم عند وصوله إلى هذا العالم، يكون البكاء الوسيلة المتاحة له للتواصل مع والديه.

لماذا يبكي الأطفال الرضع؟
يبكي الأطفال الرضع لأسباب كثيرة. والبكاء أمر طبيعي جدّاً ومعدّله عند الأطفال حديثي الولادة يراوح ما بين ساعة إلى ثلاث يوميّاً. ويفسّر علم نفس النموّ أنّ الطفل يعتمد على والديه للحصول على إحتياجاته من غذاء ودفء وحنان وحب وأمان بسبب عجزه عن القيام بأيّ شيء لنفسه… وإذا لم يحصل على مبتغاه، ليس أمامه سوى البكاء للتعبير. ويستمر هذا البكاء حتى تحقيق طلباته. لكن على الوالدين أن يتفاعلا مع لغته الوحيدة، وهما سيكتشفان خلال ايام، بمساعدة أحد أفراد عائلتهما، أنماط بكاء الطفل المختلفة وطرق تلبية احتياجاته. ولكن مع مرور الوقت، وعندما يبلغ الطفل الستة أشهر أو السنة، من المهم أن يتعلّم مبدأ «الإنتظار» لتحقيق ما يبتغيه.

بكاء الرضيع وتفسيراته
هناك تفسيرات مختلفة لطريقة بكاء الطفل وطبعاً لوضعية جسمه التي تفسّر أيضاً حاجياته الفيزيولوجية والنفسية. وسنستعرض ستة «انواع بكاء» عند الطفل التي يمكن أن تساعد الأم في تكهّن ما يصبو إليه:

1 – إذا كان الطفل يبكي بإستمرار، خصوصاً بشكل متكرّر، اي كل ساعتين، أي حين تختفي آثار الشبع المتعلقة بآخر عملية رضاعة تلقاها، وينساب صراخ الطفل الى مسامع أمه وابيه هنا لن يهدأ إلّا عند إرضاعه. يعني ذلك أنّ هذا الصراخ هو نداء لطلب الحليب بسبب الجوع. وعادة يكون هذا البكاء حاداً ويستمر دون إنقطاع. كذلك تظهر نوبات بكائه خلال فواصل زمنية منتظمة، وفي حال لم تُلبَّ حاجته، ستتعالى صيحاته، ما يعكس غضبه العميق. وتنتهي هذه النوبات عادة عندما تبدأ عملية الرضاعة.

2 – إذا كان الطفل يشعر بتوعّك في صحته، وهذه الحالة موجودة بكثرة عند الاطفال الرضع الصغار، حيث بنيتهم الجسدية لا تكون قوية جداً لدى ولادتهم، تظهر عوارض مرضهم على وضعية جسمهم. فيكون الطفل منزعجاً، يبكي باستمرار، وإن هذه نوبات شديدة الإلحاح.
ولكن إذا حاول الأب والأم إرضاءه، وراح يستمر في البكاء بكاءً حادّاً جداً للتواصل معهما، مع صراخ وانزعاج مستمر، فإستشارة الطبيب أساسية هنا لمعرفة سبب هذا البكاء.

3 – ويتواصل الطفل الرضيع مع أهله عندما يشعر بالبرد أو بالحر. وتبدأ نوبات الإنزعاج وكأنه يقول لوالديه: «لا أشعر بالراحة، أرجوكما غيّرا ملابسي!». وهنا عادة يكون البكاء متقطّعاً أي لا يستمر طويلاً.

4 – الحاجة الى تجشؤ من أهم حاجات الطفل بعد الطعام. ففور إنتهائه من تناول الطعام، يبدأ بالبكاء، وكأنه يشعر بمغص في معدته، طالباً مساعدته في التجشؤ. فيهرع الوالدان، بعد عملية الرضاعة، بمساعدة الطفل. عادة تكون نوبات البكاء عبارة عن نوع من «الانتحاب» الهادئ فصراخ عالٍ. وحال التجشؤ كحال الشعور بالبرد أو بالحر، عند تلبية حاجته يختفي البكاء كسحر ساحر.

5 – الطفل كالشخص الراشد، يشعر بالتعب. فالرضيع الصغير يحتاج الى الهدوء لمساعدته لنموّه الجسدي كما النوم بإنتظام. ولكن عندما يشعر بالتعب، بعد يوم طويل من زيارات الأقارب والأصدقاء لتهنئة الوالدين وبعد يوم مليء بالمشاعر، وعندما لا يشعر بالراحة، تنتابه نوبات البكاء حيث يكون شديد الحركة، ويتثاءب ويفرك عينيه أو يستعمل يديه لشدّ جسمه.

6 – وهناك نوع من البكاء لطلب الحنان، هو بكاء متقطع وخفيف، يستعمله الطفل الصغير للتعبير عن حاجته لوالديه وللشعور بالأمان. يمكن للأم أو للأب أن يحملا الطفل بين ذراعيهما، فهو يطلب الاتصال الجسدي معهما.
د.انطوان الشرتوني

الجمهورية

عن ucip_Admin