شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | تنصّر الفايكينغ، الفايكينغ قراصنة دمويون وبناة سفن بارعون بقلم د. ايلي مخول
تنصّر الفايكينغ، الفايكينغ قراصنة دمويون وبناة سفن بارعون بقلم د. ايلي مخول

تنصّر الفايكينغ، الفايكينغ قراصنة دمويون وبناة سفن بارعون بقلم د. ايلي مخول

 

إكتشفوا أميركا قبل كولمبوس بمئات السنين

كان الفايكينغ قراصنة ومحاربين شرسين قاموا بغزوات بحرية من أواخر القرن الثامن الى مطلع القرن الحادي عشر ميلاديز فأرهبوا أوروبا حيث نهبوا وأحرقوا كل ما صادفوه في طريقهم. في ذلك الزمن قام منهم بحّارة مقدامون على متن مراكب عجيبة باستكشاف شمالي المحيط الأطلسي حيث بلغوا أميركا الشمالية. كما سافروا عبر البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا والشرق الأوسط. في البلدان التي أغاروا عليها واستقروا فيها، تُعرف الفترة باسم عصر الفايكينغ، ويشتمل مصطلح “فايكينغ” أيضًا على سكان الأوطان الإسكندينافية. كان لهم تأثير عميق على تاريخ العصور الوسطى في الدول الاسكندينافية، والجزر البريطانية وفرنسا وإستونيا وكييفان روس (بلاد الروس). أحدث التنصير تغيرا كبيرًا في أسلوب حياة الفايكينغ. فأنشأوا مبانٍ مثل الكنائس الخشبية، علمًا بأنه لم يكن لهم مكان محدد للعبادة قبل ذلك. وأقاموا بتوسعاتهم البحرية الدموية أو السلمية نظامًا مهمًا وفعالًا للتواصل، ما جعل بحر البلطيق مكانًا جديدًا للعلاقات التجارية التي شملت منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. ويعتبر العلماء التنصير أحد أسباب نهاية عصر الفايكينغ.

عاش الفايكينغ في اسكندينافيا وهي أقاليم أوروبية تشمل ما هو اليوم الدانمرك والنروج والسويد وإيسلندا. فأخضعوا أو غنموا أجزاء من انكلترا وفرنسا وألمانيا وإيرلندا وإيطاليا وروسيا وإسبانيا. وحملت سفنهم المستوطنين إلى غرينلاند التي كانت آنذاك مجهولة من الأوروبيين وإلى إيسلندا. وكان أحدهم واسمه لايف إريكسون قد نزل الى اليابسة في أميركا الشمالية قبل 500 سنة من وصول كريستوف كولمبوس اليها عام 1492.

لم تدخل كلمة فايكينغ في التداول إلاّ بعد العصر الذي حمل اسمهم. وقد يكون مشتقًّا من فايك، وهو اسم أطلق آنذاك على أحد مراكز القرصنة جنوبي النروج . وتعنب عبارة “ذاهب الى الفايكينغ” في أوساط الإسكندينافيين المشاركة في القتال مثل قرصان أو محارب. ويطلق أوروبيون آخرون عليهم أبناء الشمال أو دانمركيين. أمّا الفايكينغ السويديون فقد استقروا في أوروبا الشرقية بما فيها الجزء الذي أصبح روسيا. ويرى بعض المؤرخين أن السويديين عُرفوا هناك بالروس وأن تسمية روسيا مشتقة منهم. في عصرلا الفايكينغ ثمة قلم من الإسكندينافيين أمضت كل وقتها في صفوفهم، إذ عمل معظمهم في الزراعة أو سواها من الحقول السلمية. إلاّ أن غالبية المؤرخين يستعملون اليوم كلمة الفايكينغ للتدليل على جميع الإسكندينافيين في تلك الحقبة.

بدأ عصر الفايكينغ بعد فترة طويلة من النمو السكاني السريع في اسكندينافيا، الذي قّلص من حجم الأراضي الوراعية المتيسرة، ما أدّي بالعديد منهم إلى ترك موطنهم بحثًا عن مصدر للثروة أو مكان جديد للعيش . في الوقت نفسه طوّر الإسكندينافيون تقنيات جديدة لبناء السفن مكنت مراكبهم من التوغل بعيدًا في البحار.

لم يترك الفايكينغ أثرًا مباشرا في تاريخ أميركا، لكن غزواتهم الأوروبية أثّرت في العلاقات بين إنكلترا وفرنسا لمئات السنين بعد عصرهم.

حياة الفايكينغ

 

الأسلاف والسكان. ينتمي أسلاف الفايكينغ الى الشعوب الجرمانية التي سكنت ذات مرة في شمال غربي أوروبا. وهي تحركت إبتداء من العام 2000 ق. م. في اتجاه ما يعرف اليوم بالدانمرك والنروج والسويد، حيث طوّرت كل مجموعة حياتها الخاصة، بينما تقاسمة المجموعات الثلاث الثقافة العامة عينها.

تكلّم الفايكينغ لغة جرمانية تتكون من لهجتين رئيستين كان الجميع يفهمونها. واستعملوا أبجدية قوامها حروف (مقاطع صوتية) تسمى “رونيّة” يتألف الواحد منها غالبا من خطوط مستقيمة مرتّبة بمفردها أو مركّبة من اثنين أو أكثر. وهم عاشوا في تجمعات أو قرى صغيرة يحكم كلاً منها ملك أو رئيس. وكان الشعب ينقسم الى ثلاث طبقات اجتماعية: النبلاء، الأحرار والعبيد. وضم النبلاء الملوك والرؤساء وسواهم من كبار الأثرياء أو المنحدرين من أسلاف ذوي نسب رفيع. وضمّ الأحرار المزارعين والتجار وغيرهم ممن أدوا خدمة للحاكم أو عملوا لحسابهم. أما العبيد فكان الكثير منهم اسكندينافيين استُعبد أسلافهم أو أوروبيين سقطوا في الأسر. وتشكّل لكل تجمع مجلس حاكم من نبلاء وأحرار، يسنّ القوانين ويقرر ما إذا كان التجمع سيمضي الى الحرب أو يلتئم لمحاكمة المجرمين وكانت قراراته تعتبر أهم من أحكام الملك أو الرئيس.

الأنشطة الإقتصادية. كانت غالبية الفايكينغ من المزارعين الذين استنبتوا الشعير والشوفان والخودر (الحنطة السوداء) وأنواعا من الفواكه والخضار. واقتنوا المواشي من ماعز وخنازير وأغنام. وعمل آخرون في صيد الأسماك وتصنيع المعادن وبناء السفن والحفر في الخشب. أما في التجمعات الكبرى فقد امتهن كثيرون التجارة التي أدت ببعضهم الى السفر بعيدا. فبلغوا في مراكبهم الشراعية معظم أجزاء العالم المعروف حاملين معهم منتجات زراعية وفراء وجلود وسواها، بينما اقتصر عمل العبيد  على صناعة الذهب والحرير والفضة والسلاح.

الحياة العائلي. تولى الوالدان ترتيب معظم زيجات الفايكينغ. واعتبر الزوج رب الأسرة، في حين تمتعت النساء بحقوق تفوق مثيلاتها لدى نساء مجتمعات أوروبية أخرى معاصرة لها. فعلى سبيل المثال كان في مقدور امرأة من الفايكينغ امتلاك قطعة أرض أو غيرها. كما كان من حق الزوجة أن تقاسم زوجها ثروته. كذلك أتاحت قوانينهم للمرأة المتزوجة الحصول على الطلاق متى شاءت. أما الرجال فقد امتلكوا حق أن تكون لهم زوجتان أو أكثر في آن واحد، وهو تقليد ساد بين الأثرياء. فكان لكثير من النبلاء ثلاث زوجات أو أكثر وعائلات عدة ساعدت لفي الإنتعاش السكاني الذي بات واحدًا من أهم أسباب حركة الفايكينغ خارج اسكندينافيا. وقد عزز أفراد عائلة الفايكينغ روابط متينة بين بعضهم البعض، بينما الاستحالت الصراعات بين أفراد من الأسر امختلفة منازعات بين العائلات.

الطعام. تناول الفايكينغ وجبتين يوميا، واحدة في الصباح وأخرى في المساء، واستعملوا الملاعق والسكاكين، لمنهم لم يعرفوا الشوك. وكان معظم طعامهم من لحوم البقر والماعز والبيض واللبن يأتي من مزارعهم. وهم تعاطوا الصيد البري والبحري لتلبية احتياجاتهم الغذائية. فكان الصيادون يزودون بلحوم الأيل والعلند (ظبي ضخم) والدب القطبي وعجل البحر والحوت، أما صيد الأسماك فشمل المورة والرنكة والسلمون والتروتة.

اللباس. اقتصر لباس معظم رجال الفايكينغ على بنطال يصل الى الركبة أو الكاحل وقميص ذات كمّين طويلين وتتجاوز الخصر. وتميزت ثياب نسائهم بفساتين فضفاضة مصنوعة من الكتان أو الصوف بلغت عتدة الكاحلين. وانتعل الجميع أحذية جلدية.

السكن. تكونت معظم دور الفايكينغ السكنية من طابق واحد بسطح منحن ضم بعضها غرفة واحدة وأخرى ثلاثًا أو أكثر. وبنيت الجدران في الدرجة الأولى من الخشب أو الحجر، وغطيت السطوح بألواح الخشب أو القش. وضم كل منزل موقدًا يوفر الدفء والنور ومكانًا للطبخ. إلاّ أن بيوتهم خلت من الشبابيك. واستخدم الزوج كرسيا تجعى المقعد العالي، بينما كان سائر أفراد العائلة يجلسون على مصطبات استعملت أيضا للنوم.

لعب الدين دورا مهما في حياة الفايكينغ  الذين عبدوا عددا من الآلهة أهمها أودين وتور وفراي، كان أودين الشهير أيضا ب”وودين”، ملك جميع الآلهة الشماليين، وإله المعركة والموت. عاش في بيت للآلهة يدعى أسغارد. كان الفايكينغ يعتقدون بأنهم اذا سقطوا أثناء القتال فإنهم سيذهبون الى قاعة في الأسغارد تسمى “فالهالا” حيث يحاربون طوال النهار ويتعشون طوال الليل. وقد سمّي يوم الأربعاء بالإنكليزية تيمّنًا به، أما تور، حاكم السماء، فكان أله البرق والرعد والأمطار والعواصف والرياح والأكثر شعبية لأن سلطته على الطقس تركت أثرا كبيرا في حياة الشعب. فكان الفايكينغ يتضرعون اليه طلبا لحصاد وافر وحظ سعيد. وسمّي يوم الخميس تكريما له. أما فراي فطان إله الزراعة والحب يؤمّن بمعية تور نجاح الحصاد ومباركة الزواج.

لا بد من القول هنا التواصل بين الفايكينغ والمسيحيين الأوروبيين أدّى إلى انتهاء المعتقد الديني للشماليين. وساعد مبشرون إنكليز وألمان في جعل المسيحية الدين الرئيس في اسكندينافيا مطلع القرن الثاني عشر.

الحياة الثقافية وأوقات الفراغ. كان الشعر أكثر الأشكال الأدبية شعبية لدى الفايكينغ. وشملت مواضيعهم الشعرية المفضلة الآلهة والمعارك. وكان شعراء البلاط،الذين هم أيضا مغنون اسكندينافيون يرفهون عن ملوك الفايكينغ ويؤانسون ضيوفهم ويرافقون معظم الملوك الى المعارك حيث يلقون الأشعار التي يعتقد بأنها تجلب الحظ والنصر. تعاطى الإسكندينافيون ببراعة حِرفًا عدة وبخاصة صنع الأدوات المعدنية والنقش في الخشب. فصنعوا أساور جذابة وعقودًا ودبابيس إبرة وسواها من المجوهرات الفضية في معظمها. وزيّن الفايكينغ البيوت والسفن والعربيات بنقوش خشبية تمثل حيوانات ومحاربين.

وأمضوا أوقات الفراغ بصورة خاصة في التجذيف والتزلج والسباحة والمصارعة ومشاهدة سباق الخيل، كما عرفوا الشطرنج وغيرها من ألعاب النرد.

بناء السفن والملاحة 

 

أحاط البحر تقريبا بأوطان الإسكندينافيين من الفايكينغ، فضلاً عن أن الأروقة البحرية الضيقة كانت تقطع الشاطئ ترتّب عنها أن التنقل المائي ساد في المنطقة فصاروا شعبا من البحارة. وقد اعتبروا من خيرة بناة السفن في عصرهم. صنعوها من الخشب الذي قطعوه من الغابات الشاسعة. كما حسّنوا كثيرًا من أداء المراكب الإسكندينافية بأن أضافوا إليها صالبًا هو عبارة عن عارضة خشبية تمتد على طول قعرها. وأدّى الصالب الى تخفيف حركة السفينة الدائرية، ما زاد من سرعتها بنسبة كبيرة ومكّنها من الإبحار دون توقف للتزود بالمؤن وسهّل قيادتها. وقد اختلف حجم سفنهم بحسب استخدامها للتجارة أو للمعارك. بلغ طول السفن التجارية 15 مترا، بينما راوح طول السفن الحربية بين 20 و29 مترا وعرضها 5 أمتار.

وأبحرت مراكبهم جيدا سواء في البحار الهائجة أو المياه الساكنة. وكانت خفيفة فتمكنت من عبور الأنهر القليلة الإعماق. في البحر اعتمدوا بالدرجة الأولى على الريح وعلى الشراع العريض المصنوع من الصوف لدفعها. أمّا في الأنهر فقد اعتمدوا لفي تسييرها على سواعد المجذفين وتميزت مقدمة سفنهم الحربية بتقوسها الرشيق المتجه الى أعلى وانتهت بنحوتات خشبية تمثل رأس تنين أو أفعى.

الفايكينغ ربابنة سفن 

 

عمل ملاحو الفايكينغ الأوائل في الأصل على مراقبة الشمس والنجوم لتعيين الإتجاه والموقع التقريبي في البحر. ثم توصلوا في أواخر القرن العاشر الى تطوير نظام مكنهم من تحديد خط العرض الذي يبحرون فيه. فوضعوا جدول أشكال يظهر ارتفاع الشمس عند ظهر كل أسبوع من السنة. ولدى استعمال عصا القياس وهذا الجدول يستطيع الربان تعيين الرؤية وتقدير خط العرض الذي تقع فيه السفينة.

خوض الحروب

 

المحاربون من الفايكينع إستمتعوا بالقتال. كانوا شجعانًا ومغامرين، شرسين ومخيفين قتلوا نساء وأطفالا ورجالا. وما لم  يتمكنوا من سرقته أحرقوه. وزرعوا الرعب في قلوب أوروبيين آخرين الى درجة أن صلاة خاصة للحماية قد أطلقت في الكنائس تقول: “ربّنا، نجّنا من غضب الشماليين”. أكثر مقاتليهم قساوة وبطشا أطلق عليه لقب المحارب المتوحش. ويرى بعض المؤرخين ان المحاربين الشرسين كانوا مجانين منفلتين من عقالهم. ويعتقد آخرون انهم كانوا أناسًا عاديين صاروا همجيين اثر تناولهم بعض الفطر او سواهه من اطعمة تحتوي على مخدرات.

إستراتيجيا وخطط المعارك. اثناء غزوهم لإقليم ما كان الفايكينغ يأتون في أسطول يضم بضع مئات من السفن الحربية تحمل كل منها قرابة 30 محاربا. فينزل آلاف المقاتلين الى اليابسة ويهزمون المدافعين ويجتاحون المنطقة بأعداد كبيرة، وبهذه الطريقة احتلوا اراض في انكلترا وفرنسا.

ومع ذلك كانوا يخوضون معظم حروبهم بمجموعات صغيرة مؤلفة من سفينتين الى عشر سفن تقل الواحدة منها 30 مغيرًا. وكانت أهدافهم من الغارات مدنا صغيرة تفتقر الى دفاعات ومزارع منعزلة وكنائس وأديرة. فيسرقون منها في الدرجة الأولى مواشي وجيادا وأطعمة وأشياء قيمة مصنوعة من الفضة والذهب.

الأسلحة والدروع. استخدم الفايكينغ في القتال على وجه الخصوص الفأس والقوس والرمح والسيف. وتميزت البلطة العريضة (أو بلطة المعارك) بقبضة طويلة ونصل مسطح ذي حدّ مقوّس قاطع، ما ألزم المقاتل باستعمال كلتي يديه للتلويح به في وجه الخصم. وكان لسيفهم نصل ذو حدّين صنع من الحديد أو الفولاذ.

 

حمل معظم محاربي الفايكينغ تروسا وقائية من الخشب المستدير. ولبس الكثير من المغِيرين نوعا من الدروع سميكا مصنوعا من جلود الحيوانات. أما قادتهم فقد اعتمروا خوذًا جلدية وسترات معدنية.

الإستكشاف والغزو

 

يربط العلماء بداية ثوران الفايكينغ بجملة ظروف عاشتها اسكندينافيا في ذلك الوقت، قد يكون أهمها نمو السكان السريع الذي أدّى الى نقص في الأرا        ي الزراعية. الى ذلك جعلت المنازعات العائلية والحروب المحلية المعيشة صعبة بالنسبة للكثيرين منهم.

وكان الفايكينغ النروجيون اول الجماعات التي بدأت عهد الرعب. ففي حزيران 793 هاجم غزاة منهم وسلبوا ونهبوا دير ليندسفِرن في احدى الجزر الواقعة على ساحل انكلترا الشرقي، ثم أعقبوها بموجة من الغارات على انكلترا وإيرلندا وجزيرة مان الصغيرة واسكوتلندا. وكانت مزارع ايرلندا الخصبة الكثيرة والكنائس والأديرة الغنية هدفا جذابا بصورة خاصة.

في أواسط القرن التاسع عين النروجيون اهدافا لهم بعيدا عن موطنهم. فقاموا بنهب وحرق قرى في فرنسا وايطاليا واسبانيا. وفي اواخر القرن حول الكثير منهم انظارهم عن اوروبا الى شمالي الأطلسي. فأخذ مستوطنون نروجيون يهاجرون الى ايسلندا حوالي العام 870 حيث بلغ عددهم هناك 25 الفا اواسط القرن العاشر.

في العام 982 سافر اريك الأحمر، وهو نروجي عاش في ايسلندا، مع عائلته بحرا الى غرينلاند. وبعد ثلاث سنوات نجح في إقناع مئات الإيسلنديين بالإقامة في غرينلاند. ولم يمض وقت طويل حتى اصبح بيورن هِريولفسن، وهو احد قباطنة الفايكينغ البحريين، اول اوروبي مشهور يرى بَرّ أميركا الشمالية الرئيس.

حوالي العام 1000 قاد لايف إريكسون، أحد أبناء إريك الأحمر، حملة غربي غرينلاند بحثًا عن أقاليم جديدة . فبلغ وفريقه اليا بسة في مكان ما على الساحل الشرقي لأميركا الشمالية.

أما الفايكينغ الدانمركيون فبدأوا غاراتهم مع بداية القرن التاسع. فسلبوا ونهبوا وأحرقوا بلدات وقرى على سواحل ما هو اليوم بلجيكا وفرنسا وهولندا. واجتاحوا انكلترا سنة 865.

 

في أواخر القرن التاسع استأنفوا مهاجمة بلدات فرنسية وفي العام 886 دفع ملك فرنسا شارل السمين للفايكينغ مبالغة ضخمة لإنهاء حصارهم لباريس الذي دام سنوات. وفي العام 911 أعلن ملك فرنسا شارل الثالث والمدعو رولو، زعيم عصابة الفايكينغ الدانمركيين، موافقتهما على معاهدة سان كْلير سور إبْت، قبل هذا الأخير بموجبها التحول الى المسيحية قاطعا على نفسه وعدًا بدعم الملك الفرنسي ال1ي وافق بالمقابل على بسط سيطرة الفايكينغ على منطقة كبيرة من فرنسا تعرف اليوم بالنورماندي (بلاد الشماليين).

في أواخر القرن العاشر جدد الفايكينغ الدانمركيون اهتمامهم بإنكلترا. فأصبح إيتِلرِد الثاني Ethelred ملكا عليها حوالي 978 وهو في العاشرة من عمره. وقد حكم الدانمركيون انكلترا حتى 1043.

أما الفايكينغ السويديون فقد بدأوا مطلع القرن التاسع بغزو قرى على طول أنهر أوروبا الشرقية حيث أقاموا مراكز تجارية شملت ما هو اليوم غرب روسيا وشرق بيلوروسيا (روسيا البيضاء) وشرق أوكرانيا. وكانت شعوب تلك المنطقة في معظمها سلافية. وقد أطلق السلافيون تسمية الروس على الفايكينغ السويديين.

تأثير الفايكينغ 

كان لحقبة الفايكينغ أبلغ الأثر على اسكندينافيا، وطن الفايكينغ. وقد أدّى قيام ثلاث ممالك فيها الى تطور ثلاث أمم هي الدانمرك والنرويج والسويد، وباعتناقهم المسيحية ألحق الفايكينغ اسكندينافيا في الإتجاه السائد للحضارة الأوروبية.

 

كذلك كان للشماليين تأثير هائل على تطور الأشياء في انكلترا وفرنسا. فقد ساعدت غزوات الفايكينغ لانكلترا في القرنين التاسع والعاشر على توحيدها وتقويتها. يذكر هنا أن قيام النورماندي في فرنسا عام 911 شكّل مصدر نزاع بين فرنسا وإنكلترا. وأن وليام الفاتح، وهو منحدر من رئيس عصابة الفايكينغ رولو، قاد جيشا من الشماليين الى النصر على الإنكليز وأصبح ملك إنكلترا 1066. فيما بعد تقاتلت إنكلترا وفرنسا للسيطرة على النورماندي في حرب المئة سنة.

 

ترك الفايكينغ أثرا دائما في ايسلندا حيث أقاموا مستوطنة راسخة تعكس بعض عناصر ثقافتهم الى يومنا هذا. ومع أنشأوا وايندلاند في أميركا الشمالية، إلاّ أنه لم يكن لهم تأثير في الإكتشاف الأوروبي للعالم الجديد لاحقًا. فقد ظلّت وايندلاند مجهولة بالنسبة الى سائر أوروبا الى أن جاء كولمبوس بعدهم بخمسمائة سنة باعتباره الأوروبي الذي اكتشف أميركا.

 

تنصُّر الفايكينغ

 

عن ucip_Admin