تُعتبَر تقنية التصوير 360 من أهمّ الابتكارات الحديثة لعرض الصوَر ومقاطع الفيديو، والتي لقيَت استحسانَ كثيرين من المستخدمين، على الصعيدين الفردي والاحترافي.تنتشر في الآونة الأخيرة الصور والفيديوهات المصوّرة بتقنية 360 درجة، وهي تقنية تستطيع من خلالها الالتفاتَ والنظر في جميع الجهات مع تغيير المشهد بناءً على زاوية التفافك. ويمكن القيام بذلك عبر نظّارات الواقع الافتراضي أو من خلال استخدام إصبعِك ...
الرواية في خطر (2)
إضافةً إلى الرقابة على الكتب في المعارض وأشكال القمع من اعتقال الروائيين ونفيهم وإهدار دمهم، ما هي العوامل والأسباب الأخرى التي تدفع بالرواية فعلاً إلى أن تنحطّ؟ متى تنحطّ الرواية؟ وما الذي يهدّد وجودها الأصيل؟إبعاد الروائيين ونفيهم، الجوائز المالية، التديّن والتبشير، بروز وسائل التواصل الاجتماعي و تراجع المؤسسة النقدية، كلّها عوامل تشكّل خطراً على الرواية. الإبعاد والنفي تدفع الرقابة بعض ...
الرقصة الأخيرة… لبنان يزفّ الياس وهيكل عريسين إلى السماء
«تفضّل عريس بهالليلة شعشَع دارك، وصلوا الزوّار قوم استقبل زوّارك!». بُحَّت حنجرتُها وهي تصرخ وسط الطريق تُراقص نعش أخيها تحت المطر، تمسكُ صورته تُقبّلها مرّةً وتتوسّله لو يستيقظ مراراً، «قوم lello، قوم حبيبي». أمس انتحبت الأشرفية زهرةَ شبابها الياس وارديني (25 سنة)، ورَقصت بلدة البيرِة الشوفيّة الرقصةَ الأخيرة مع عريسها هيكل مسَلّم (36 سنة). وداعٌ مزدوج لشهداء اعتداء اسطنبول أوجَع ...
سيادة الغيب وغياب العقل بقلم الأب جورج مسّوح
اجتاحت صفحاتِ التواصل الاجتماعيّ موجاتٌ متتابعة من المواقف غير الإنسانيّة وغير الأخلاقيّة تتناول بالسوء الذين ذهبوا ضحايا الهجوم الإرهابيّ الذي وقع في إسطنبول. أمّا الطامّة الكبرى فهي أنّ هذه المواقف كلّها اتّخذها أصحابها بناء على ما يعتقدون، دون سواهم من أبناء ديانتهم، أنّه الموقف الدينيّ السليم الواجب تبنّيه في هذه الحالات. هذه المواقف المتعلّقة بالأحداث الإرهابيّة تشبه إلى حدّ بعيد ...
الرواية في خطر (1)
لنترك المتشائم تزيفتان توروف وكتابه «الأدب في خطر» جانباً ونسأل سؤالنا الخاص بهدوء: ما الذي يهدّد الرواية؟ إذا كنا قد حسمنا أمر «موت الرواية» باعتبارها جنساً قد تغوّل وتأسطر بشكل يجعل من التبشير بموته عملاً أشبه بالتنجيم المضحك، فإنّ هذه الأبدية التي يبدو أنّ الجنس الروائي قد أمسك بخيوطها لا يمكن أن يحجب عنا ما يتعرّض له هذا الجنس اليوم ...
روح الحضارة
تعرفت على الاستاذ طلال سلمان في سن مبكرة قبل أن يؤسس جريدة «السفير». كان صحافيا ذكيا وكنا مجموعة من العروبيين واليساريين نلتقي به بين حين وحين ونصغي إليه إصغاء تلامذة اتخذوا قرارا بأن يعيشوا في قلب العصر وأن يكونوا من صانعيه. وحين باشرت السفير بالصدور أيقنا أن هذه هي الصحيفة التي يمكنها أن تنطق بألسننا، تؤكد ما نحدس به وتلقي ...
«السفير» كحضور ثقافي
عباس بيضون قامت «السفير» على أبواب هزيمة حزيران ونهوض المقاومة الفلسطينية واندلاع الحرب الأهلية في لبنان. هذه ظروف فرضت تحولاً وانعطافاً وانقلاباً على السابق والدارج والمأثور ومعالجة نقدية. كانت «السفير» امام هذا كله وكان عليها ان تستقبل الرياح الآتية من كل صوب، وان تحتض الجديد الذي بدأ يتولّد. بل كان عليها أن تكون بؤرة هذا الجديد وقاعدته. كانت «السفير» في ...
حلم الحرية والحداثة
فاضل الكواكبي لا أظنني أميل إلى الرثاء والمناشدة والاتهام… لأن عقلي «النقدي» يدفعني إلى الدعوة لفهم الأسباب والبحث فيها، فإذا كان المقام هنا، مقاماً للذكريات والعواطف فلا بأس بذلك بالنسبة إلي، لكنها ذكريات وعواطف مرتبطة أساساً بصيرورة المعرفة التي اكتسبتها كما العديد غيري مذ بدأنا نقرأ «السفير» وأدمنّا عليها، وأصبح بعضنا كتّاباً فيها. أظن أن حضور المعرفة هو الأساس في ...
جريدة بأزمان كثيرة
محمد ناصر الدين «نادي كان في عنا ساحة نلعب فيها من زمان، ونادي كانت حول بيوتن حلوة أشجار الرمان».. يعيدنا هذا المقطع من أغنية أحمد قعبور إلى زمن بعيد، زمن المتاريس في الثمانينيات، في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت. لم تكن كتل الإسمنت قد اجتاحتها بعد، عشت طفولة ريفية بامتياز في البستان خلف البناية، الذي كنا نطلق عليه اسم ...
المقالة الأولى في وداع العدد الأخير
قلت سألحق وأكتب في العدد الأخير من «السفير الثقافي». قلت سأضع اسمي لمرّة واحدة في هذا التاريخ الثقافي الذي سيقفل بهذا العدد صفحاته الأخيرة. وكم هي حزينة هذه «الأخيرة» وتأتي في وقت صار الموت يحيط حياتنا من كل الجهات وننهض كل صباح على خبر وفاة أحبّة وأصدقاء. هكذا يبدو «السفير الثقافي» صديقاً وواحداً من الناس الذين تجاوزوا فكرة الورق ليبدو ...