إفتتح وزير الثقافة ريمون عريجي ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين المتحف الأكاديمي في قاعة المتحف في مجمع رفيق الحريري الجامعي – الحدث، في إطار مذكرة التعاون الموقعة بين الجامعة اللبنانية ووزارة الثقافة- المديرية العامة للآثار والتي تقضي بفتح المؤسستين على بعضهما البعض من أجل تطوير العمل التراثي الأثري في لبنان وتأمين التكامل بين العمل الميداني والعمل الأكاديمي.
حضر الإفتتاح مستشار وزير الثقافة الدكتور أسعد سيف، رئيس المتحف التراثي اللبناني الدكتور حارث البستاني وعدد من العمداء ومديرو الفروع وأساتذة ورؤساء الأقسام وموظفون في الجامعة اللبنانية ووسائل الإعلام.
بعد النشد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية، أشار مستشار وزير الثقافة الدكتور أسعد سيف الى أن “هذا المتحف الأكاديمي الإختباري يقام لغايات تدريبية وتعليمية يشارك فيها أساتذة الجامعة والطلاب معا. وهو يرمي إلى أن يكون الأداة التدريبية لطلاب الآثار في الجامعة اللبنانية الذين سيتسلمون بمعظمهم مهام الوظائف التقنية والفنية في المتاحف اللبنانية في المستقبل”.
وأوضح أن “فكرة المتحف التدريبي هي فكرة مبتكرة، جديدة من نوعها، ليس في لبنان والعالم العربي فحسب، بل في العالم، بحيث إن الدينامية المتحفية تتطور وتتبلور وتتغير وفقا لللإطار الأكاديمي والبحثي المرتبطة به”.
السيد حسين
وكانت كلمة لرئيس الجامعة اللبنانية قال فيها: “لا بد أن نشكر وزارة الثقافة في هذا المعلم الكبير الحضاري الثقافي، إذ لأول مرة تنشئ الجامعة اللبنانية متحفا أثريا له علاقة بطلبة قسم الآثار في كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
وزارة الثقافة في لبنان ليست فقط وزارة من الماضي بل تتطلع للمستقبل. ولا بد لي ان أنوه بجهد معالي الوزير الذي دعم الجامعة اللبنانية وتفاعل معها خلال السنتين الماضيتين”.
وأشار إلى أن “هذا النشاط مدين لمجموعة من الأساتذة الزملاء الذين حضروا وتعبوا من بينهم الدكتور حارث البستاني الذي أشرف على المتحف الوطني في بيروت ومن حماة التراث اللبناني الأثري خلال الحرب، الدكتور أسعد سيف المدير السابق لوزارة الثقافة، الدكتورة ياسمين معكرون مديرة مركز الترميم الأثري في معهد الفنون، هذا الإختصاص النادر غير المتوفر في العديد من البلدان والدكتور عادل مرتضى رئيس اللجنة الفنية في المجمع”.
ونوه بجهد مسؤولة مكتب الخارجية في الجامعة اللبنانية الدكتورة ندى شباط “التي قامت بحهد إداري لافت في هذا العمل والمتابعة الدقيقة”.
وقال: “أما كلية الآداب بشخص عميدها الدكتور محمد أبو علي وهو قد تكفل بإقامة العلاقة الثقافية الوطيدة بين المتحف وأقسام الآثار في فروع الكلية الخمسة، كما احيي كل أساتذة كية الآداب، هذه الكلية التي أعطت للبنان أكثر من ستين ألف خريج خلال خمسة وستين سنة هي الرقم الأول في عداد خريجي الجامعة اللبنانية”.
أضاف: “نشكر أيضا معهد الفنون الجميلة بحكم إختصاصه وخبراته على جهوده، وسيوطد هذا التعاون بحكم النظام الأكاديمي الموحد في الجامعة بين معهد الفنون وكلية الآداب”.
وأشار إلى أن “هذا العمل ليس للشكل أو للثقافة فقط، بل يكمن في أهمية الحفاظ على آثارنا وهي مسؤولية وزارة الثقافة في زمن انهيار الثقافة في الشرق العربي وفي زمن العدوان على الآثار الحضارية لشعوب هذه المنطقة ولثقافتها، ترفع الجامعة اللبنانية لواء الدفاع عن الآثار الحضارية للبنان وللشرق العربي ولمنطقة الشرق الأوسط.
وسيكون هذا المتحف مدارا أمام المستفدين من طلاب وأساتذة على مستوى الماستير وغيرها، وهو مفتوح لجميع المهتمين الآثاريين في لبنان، كما سيتم تعزيز المتحف شهرا بعد شهر”.
عريجي
أما وزير الثقافة فأشار الى أن “المتحف الأكاديمي الإختباري للآثار في الجامعة اللبنانية الذي يفتتح اليوم، ليس وليد الصدفة بل هو نتيجة التعاون القائم بين الجامعة اللبنانية ووزارة الثقافة- المديرية العامة للآثار منذ مدة. وهذا المشروع مرتكز على مذكرة التعاون الموقعة بين الجامعة اللبنانية ووزارة الثقافة والتي تقضي بفتح المؤسستين على بعضهما البعض من أجل تطوير العمل التراثي الأثري في لبنان بالإرتكاز على فكرة التكامل بين العمل الميداني والعمل الأكاديمي”.
وقال: “إننا نؤمن بالعمل التشاركي العلمي الأكاديمي والعملي، كوسيلة لتأمين مستوى علمي عال تحتمها الضرورة في عالم إدارة التراث والآثار في لبنان”.
وأكد على أن “سر نجاح المجتمعات الراقية والمثقفة يكمن في مسؤولية التكامل بين أفراد المجتمعات ومؤسساتها الرسمية والخاصة”. وقال: “مشروع متحف الآثار في الجامعة اللبنانية نموذج لهذا التعاون بين العاملين في وزارة الثقافة والأكاديميين في الجامعة اللبنانية والذي نأمل من خلاله إيجاد بيئة تكاملية لطلاب الجامعة وللفنيين في المديرية العامة للآثار على حد سواء”.
أضاف: “إن انفتاح وتعاون المؤسسات الوطنية يؤدي إلى خلق بيئة صحيحة تؤمن فرص عمل حقيقية للشباب اللبناني. فالجامعة اللبنانية هي الخزان الذي يغذي المديرية العامة للآثار بالطاقات والخبرات الفنية في مجالات الآثار والمتاحف وغيرها من الإختصاصات الضرورية للمحافظة على تراث الوطن.
وفي هذا الإطار تم حاليا نقل بعض القطع الآثرية، وهي تشكل نواة المجموعة الأولى من القطع التي تضعها المديرية العامة للآثار على سبيل إعارة إلى متحف الجامعة اللبنانية. وإننا على استعداد لاستكمال هذا النمط عبر إعارات لاحقة لقطع أثرية يتم التوافق عليها في المستقبل ضمن برنامج علمي هادف”.
وأكد أن “وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار على استعداد تام لاستكمال الدعم لهذا المتحف الذي يأمل أن يكون المختبر الفعال لتدريب طلاب اليوم الذين سيصبحون فنيي المستقبل والذين نعول عليهم كثيرا لاستلام إرثنا الوطني وحفظه للأجيال المستقبلية”.
وأعرب عن فخره “بهذا الصرح العلمي الوطني”، وتمنى “المزيد من تحقيق المشاريع الثقافية المرادفة للبرامج التعليمية الأكاديمية، وفي ذلك انخراط أكبر للجامعة في تخريج أجيال متخصصة تتمتع بمستويات ثقافية عالية ترفد الإختصاصات وتفتح الآفاق”.
وطنية